الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
رأت صحيفة "الإندبندنت"، في تقرير لها، أن مفاوضات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تعني أن على أوروبا الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب باردة ثانية.
وأضافت الصحيفة أن المحادثات الجارية بشأن أوكرانيا تُظهر أن ترامب يواصل سحب المظلة الدفاعية الأمريكية من تحت أقدام الأوروبيين، ما يستوجب من أوروبا أن تعتمد على نفسها، وإلا فستفشل.
وأشار التقرير إلى أن التزام واشنطن، إلى حد ما، بمستقبل أوكرانيا، كان خطوة ذكية من حكومة كييف، إلا أن الحقيقة تبقى أن التزام ترامب سيظل فاتراً في أحسن الأحوال ما لم تُقدَّم ضمانات أمنية قوية.
وبحسب التقرير، ورغم التوترات المتفرقة بين الحلفاء، والمطالب الأمريكية المتكررة بأن تتحمل أوروبا نصيبًا أكثر عدالة من الأعباء العسكرية، فإن مبدأ الدفاع المتبادل داخل الناتو، والحفاظ على رادع عسكري موثوق، لم يكن موضع شك قط، كما لم يكن استعداد أي مسؤول في المكتب البيضاوي لمساعدة أي عضو في الناتو إذا تعرض لهجوم.
والمثير للقلق بالنسبة لحلفاء واشنطن التقليديين في أوروبا هو استعداد إدارة ترامب لتقديم تنازلات لبوتين، في اتجاه يخدم هدفين رئيسيين للسياسة الخارجية الروسية هما فصل الولايات المتحدة عن الأمن الأوروبي، وتحييد الناتو.
وأضافت الصحيفة أن محاولات ترامب فرض ما يسمى بـ"اتفاق سلام" على الأوكرانيين والأوروبيين، والانحياز إلى الكرملين وحلفائه الاستبداديين في تصويتات الأمم المتحدة، وتعليق العمليات السيبرانية ضد روسيا، والاعتراف بضم موسكو غير القانوني لشبه جزيرة القرم، ووقف الدعم الاستخباراتي الحيوي لأوكرانيا، كل ذلك يعكس انحرافًا خطيرًا عن موقف الإجماع داخل الناتو بشأن روسيا وأوكرانيا، وفق تعبيرها.
وفي الوقت الذي يسعى القادة الأوروبيون جاهدين للحفاظ على دعم ترامب، على أمل أن يمارس ضغطًا على بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، فشلت محاولاتهم الدبلوماسية، ومنها تلك التي جرت في إسطنبول.
ورغم عدم اكتراث ترامب بمصير أوكرانيا، واستعداده للاعتراف بوجود "مجال نفوذ" روسي في أوروبا الشرقية، فإن اتفاق الشراكة في مجال "المعادن" بين واشنطن وكييف لا يغيّر من هذه الحقيقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحول في السياسة الخارجية الأمريكية ليس سطحيًا، بل هو جذري، ويمتد إلى ما هو أبعد من مسألة تقاسم الأعباء العسكرية والمالية.
وقال التقرير إنه بالنسبة لترامب فإن السياسة الدولية أشبه بغابة لا ينجو فيها سوى من يتبنى نهج "الفائز يحصد كل شيء"؛ وتتمثل أهدافه في توسيع النفوذ الجيواقتصادي الأمريكي، واحتواء الصين، منافسه الاستراتيجي الأكبر، والسعي وراء صفقات تجارية مربحة.
ورأت الصحيفة أن على الأوروبيين والكنديين مواجهة الواقع الجيوسياسي الجديد بشجاعة؛ فالخوف يُعطل التفكير، والإنكار ليس استراتيجية.
ورغم صعوبة التحدي، إلا أنه يمكن تجاوزه بالإرادة السياسية؛ إذ يمكن تقليص هيكل قيادة الناتو لصالح قيادة أوروبية، وتكييفه مع المعطيات الجديدة؛ كما أن خطة دفاع شاملة، مدعومة ببرنامج تدريبي صارم، قادرة على إعادة توجيه موقف الناتو العسكري نحو الاستعداد لخوض حرب تقليدية حديثة في جميع المجالات.
وتابعت الصحيفة أنه "رغم أن الطريق إلى الأمام سيكون شاقًا، إلا أن المجتمعات الأوروبية بحاجة إلى استعادة روح الصمود التي كانت تمتلكها خلال الحرب الباردة، وهو ما يتطلب تضحية، وجهدًا كبيرًا، وشجاعة أخلاقية، وقيادة سياسية نزيهة".
وخلصت الصحيفة إلى أنه "بعد أكثر من 3 سنوات من التحذيرات، آن الأوان للقادة الأوروبيين أن يعوا أن السياسة الروسية قائمة على استخدام القوة الغاشمة دون مواربة، وعليهم الآن تغيير مسار الأمور".