logo
العالم

تبادل أسرى وبوادر تفاهمات.. هل نضجت ظروف لقاء بوتين وزيلينسكي؟

تبادل أسرى وبوادر تفاهمات.. هل نضجت ظروف لقاء بوتين وزيلينسكي؟
لقاء قديم جمع بين بوتين وزيلينسكيالمصدر: غيتي إيمجز
20 مايو 2025، 7:07 م

في تطور يُعد الأول من نوعه منذ أكثر منذ 3 سنوات، أعلن مسؤول روسي رفيع أن الجولة الأخيرة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي استضافتها إسطنبول هذا الأسبوع، أسفرت عن نتائج "جيدة" ومبشرة.

وفي مقدمة هذه النتائج، أكبر عملية لتبادل الأسرى منذ اندلاع الحرب، وبوادر لتفاهمات أولية حول خيارات لوقف إطلاق النار وفتح قنوات حوار دائم.

وبحسب تصريحات فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين الروس، فإن اللقاء شهد نقاشات بناءة وجادة حول ملفات إنسانية وأمنية حساسة، أبرزها التوافق على تبادل ألف أسير من كل جانب، وهي الخطوة التي وصفها بـ"الإنجاز الإنساني الكبير".

وألمح ميدينسكي إلى وجود تفاهم مبدئي على "رؤية مستقبلية لوقف إطلاق النار"، دون الدخول في تفاصيل فنية، مؤكدًا أن الحوار سيستمر في جولات لاحقة.

وفي المقابل، رحّبت وزارة الخارجية الأوكرانية بعملية التبادل، ووصفتها بأنها "خطوة إيجابية تعكس التزام الطرفين بمسؤولياتهما الإنسانية"، لكنها ربطت أي تقدم سياسي بـ"وقف إطلاق نار شامل وسحب القوات الروسية من الأراضي المحتلة" وفق تعبيرها.

ورغم أن الحديث عن قمة تجمع بوتين وزيلينسكي ظل غائبًا عن المشهد لأشهر، إلا أن تطورات إسطنبول تعيد طرح الفرضية بقوة، خاصة أن المراقبين يرون أن الاتفاق على ملفات إنسانية معقدة، مثل تبادل الأسرى، لا يمكن أن يتم دون درجة من التفاهم السياسي المبدئي، وهو ما قد يُمهد الطريق للقاء قمة بين الزعيمين الروسي والأوكراني.

وعلى وقع التباين الذي لا يزال قائمًا، يبقى التساؤل، فيما إذا ستُترجم نتائج محادثات إسطنبول إلى خطوات واقعية على الأرض، ويمكن الاعتماد على نتائجها لبناء الثقة، وتهيئة الطريق نحو عقد لقاء مباشر بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي.

إعاد الزخم للمحادثات الثنائية 

وأكد الخبراء أن المفاوضات التي جرت في إسطنبول شكلت خطوة إيجابية على صعيد الشكل والمضمون، حيث أعاد اللقاء المباشر بين الوفدين الروسي والأوكراني الزخم للمحادثات بعد انقطاع طويل، وأسفر عن اتفاق أولي لتبادل الأسرى.

نتائج جولة المفاوضات 

وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، نزار بوش، أن المفاوضات التي جرت في إسطنبول بين الوفدين الروسي والأوكراني كانت مرضية إلى حد كبير لموسكو، ويبدو أنها لاقت قبولًا أيضًا لدى الجانب الأوكراني، وأن مجرد انعقاد اللقاء يُعد خطوة إيجابية، خاصة أنه تم وجهًا لوجه؛ مما أتاح للطرفين الحديث بصراحة ووضوح عن مطالبهما المتبادلة.

وأوضح بوش، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تحدثت بشكل مباشر مع الوفد الأوكراني، وطالبت بانسحاب الجيش الأوكراني من بعض المناطق التي لا تزال تحت سيطرة كييف، مثل خيسرون وزابوريجيا. 

وأضاف أن الجانب الأوكراني استمع إلى هذه المطالب، وأبدى رغبته في التوصل إلى هدنة، واقترح عقد لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي.

وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، أن الوقت لا يزال مبكرًا للحديث عن موافقة بوتين على هذا اللقاء، مشيرًا إلى أن اجتماع الزعيمين لن يتم إلا بعد توصل الوفود المفاوضة إلى ورقة عمل متكاملة يتم الاتفاق عليها بالكامل، والتي قد يتم توقيعها أو الإعلان عنها في بيان مشترك.

وأضاف أن هذه الجولة من المفاوضات تُعد استكمالًا لما بدأ عام 2022 وفقًا للرؤية الروسية، مؤكدًا رضا موسكو عنها، وربما تمثل بداية لنهاية الحرب الأوكرانية، خاصة مع وجود اهتمام أمريكي واضح بإنهاء الصراع. 

توقعات بموعد لقاء القمة 

وتوقع نزار بوش، احتمال عقد لقاء بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، تمهيدًا لصياغة ورقة عمل تتضمن خطوات تدريجية لإنهاء الحرب.

وفي ما يتعلق بنتائج الجولة الأولى من المفاوضات، أشار بوش إلى التوصل لاتفاق على تبادل الأسرى بواقع 1000 مقابل 1000، معتبرًا ذلك خطوة إيجابية للطرفين، ومؤكدًا أن اللقاء المباشر بين الجانبين وإفصاح كل طرف عن مطالبه قد يُعد انطلاقة فعلية لجولات تفاوضية مستقبلية تمهّد لإنهاء الحرب.

من جانبه، قال رامي القليوبي، الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن انعقاد جولة مفاوضات مباشرة بعد انقطاع دام أكثر من 3 سنوات يمثل مؤشرًا إيجابيًّا يُمهد الأرضية لانفراجة في بعض الملفات الإنسانية، مثل تبادل الأسرى.

وأضاف القليوبي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه على المستوى الاستراتيجي، لا تزال روسيا وأوكرانيا بعيدتين عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إذ إن روسيا تتقدم ميدانيًّا، ومن الناحية اللوجستية سيكون من الصعب استئناف التقدم العسكري إن توقف، وبالتالي فإن موسكو لن توقف عملياتها في هذا التوقيت.

وأشار إلى أن أوكرانيا، من جهتها، لا تزال قادرة على التصدي للهجمات الروسية في الجبهات الرئيسية، ولم تعد الدولة الأوكرانية مهددة بالانهيار كما كانت في بداية الحرب، عندما اقتربت القوات الروسية من كييف، وكانت موسكو تمهّد لتعيين حكومة موالية هناك.

وتابع: "الآن، الوضع مختلف، وأوكرانيا باتت أكثر إصرارًا على أنها دولة مستقلة وليست تابعة للإمراطورية الروسية".

أخبار ذات علاقة

زيلينسكي

زيلينسكي: روسيا تحاول "كسب الوقت" لمواصلة الحرب في أوكرانيا

 ولفت القليوبي إلى أن التباطؤ في إنهاء الحرب مرتبط أيضًا بعوامل داخلية، إذ أصبح كل طرف يحمّل الحرب مسؤولية الأزمات السياسية والاقتصادية، ما يجعل استمرار النزاع مبررًا سياسيًّا للسلطات في كلا البلدين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC