logo
العالم

خطاب عدائي وتحذير من "حرب كبرى".. ماذا يطبخ الغرب لروسيا؟

الملحقون العسكريون الممثلون لحلف الناتوالمصدر: رويترز

تتصاعد التحذيرات الإعلامية والسياسية في أوروبا والولايات المتحدة، مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، بشأن احتمال اندلاع مواجهة مباشرة مع موسكو.

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية ألكسندر دل فال، أن هذه التحذيرات تتجاوز مجرد تحليل جيوسياسي، فهي جزء من استراتيجية مدروسة لإثارة الخوف وتبرير سياسات محددة.

أخبار ذات علاقة

تجربة روسية لصاروخ باليستي عابر للقارات

"بكل الوسائل المتاحة".. رسائل الردع تنذر بمواجهة مفتوحة بين روسيا والناتو

خطاب عدائي

يؤكد دل فال، في حديثه مع "إرم نيوز"، أن اللافت في الخطابات الغربية هو التوافق الواضح بين اللغة العدائية والأهداف السياسية والجيو-اقتصادية، التي غالبًا ما تُغطّى بلغة أخلاقية أو حقوقية عامة.

ويشير الخبير إلى أن فكرة الاستحواذ على الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا تُطرح كحجة قوية للبعض، لكنها تحمل مخاطرة مزدوجة، إذ قد تفقد الدول غير الغربية الثقة في الأمن القانوني للدول الأوروبية القادرة على الاستيلاء على الأصول، وبالتالي تتناقض مع المبادئ الغربية التي ترفع من حق الملكية كقيمة أساسية.

مناخ الخوف 

ويؤكد الخبير أن زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا تحت ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإعادة بناء المخزون العسكري رغم التأخيرات، تُعزى إلى منطق صناعي واستراتيجي، حيث يُستخدم التهديد الروسي كذريعة لتبرير هذه الإجراءات.

ويوضح دل فال، أن الهدف هو جعل الشعوب الأوروبية تعتقد بأن روسيا قد تهاجم دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بما يخلق مناخ خوف يبرر التضحية الاجتماعية وفرض ضرائب إضافية على مواطني دول تعاني أعباء مالية كبيرة.

ذريعة تبرير

ويحذر من أن تصعيد الخطاب العدائي في أوروبا، خاصة في الدول الناطقة بالروسية والمتشددة مثل دول البلطيق وبولندا، إضافة إلى بريطانيا، قد يهدد الاستقرار العالمي ويجعل الحوار مع روسيا أكثر صعوبة. 

ويرى دل فال أن الدعم المتزايد لأوكرانيا في هذا السياق غالبًا ما يبدو ذريعة لتبرير خيارات سياسية وعسكرية أكثر من كونه رغبة حقيقية في السلام.

كما يشير الخبير إلى الدور الأمريكي، حيث حافظت واشنطن على نفوذها داخل التحالف الغربي، وبعد اللعب على مخاوف الحرب مع روسيا، تفاوضت مباشرة مع موسكو، ووضعت عبء الخطر والتمويل على الأوروبيين، الذين تحولوا إلى أداة تنفيذية للسياسة الأمريكية، حتى دفعوا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لرفض مقترحات السلام التي كان ترامب قد قبل بها جزئيًا.

أخبار ذات علاقة

قوات الناتو في مناورة بالذخيرة الحية في لاتفيا

بين الدعاية وأدوات الضغط.. 3 سيناريوهات لمواجهة محتملة بين روسيا وأوروبا

النوايا الحقيقية

ويخلص الخبير السياسي إلى أن هذه المناورات والانقسامات العميقة بين الدول الغربية تحيد الأنظار عن القضايا الحقيقية: الدبلوماسية، التعاون الدولي، والبحث عن حلول سلمية.

ويؤكد أن الوقت قد حان لمساءلة النوايا الحقيقية خلف الخطابات الحربية والدعوة إلى أوروبا قادرة على حماية مصالحها وسيادتها دون التبعية لأوامر خارجية، بما في ذلك الاستقلال عن الناتو الذي يعتبر أحد الأسباب الجزئية للحرب في أوكرانيا بسبب توسعه المستمر شرقًا منذ 1997.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC