مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

بين الدعاية وأدوات الضغط.. 3 سيناريوهات لمواجهة محتملة بين روسيا وأوروبا

قوات الناتو في مناورة بالذخيرة الحية في لاتفياالمصدر: رويترز

 تصاعدت التحذيرات بشأن احتمال شن موسكو لحرب واسعة على أوروبا، في ظل استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية، ما يثير التساؤل حول دوافعها.

فهل هذه التحذيرات تنبؤات حقيقية أم مبالغ فيها لأغراض سياسية ودعائية، مثل دفع الاتحاد الأوروبي لرفع الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا، وزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي، أو تعزيز الدعم الأمريكي للأوروبيين والأوكرانيين؟

التحضير العسكري الروسي

من منظور عسكري، تشير التحليلات إلى أن روسيا تستعد لاحتمالات تصعيد أوسع. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر من أن روسيا قد تسعى لشن حرب كبرى على أوروبا بين عامي 2029 و2030، في ظل زيادة إنتاجها العسكري واستثماراتها الكبيرة في الصناعات الحربية، سعياً للحفاظ على قدرتها على شن حرب شاملة إذا دعت الحاجة. 

أخبار ذات علاقة

غارات روسية على خاركيف

خاركيف تقاوم.. مدن أوكرانيا الأمامية تبني درع أوروبا

كما يؤكد المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (Ifri) أن روسيا تواجه أزمة اقتصادية، لكنها ما زالت تحافظ على تفوقها في القوة الأرضية، وتواصل توسيع ترسانتها الصاروخية لتشمل صواريخ باليستية يتراوح مداها بين 500 و5000 كم، مع تكثيف التعبئة العسكرية، بما في ذلك التجنيد الإضافي لحوالي 160 ألف جندي.

بوتين والإمبراطورية المتراجعة

من ناحية أخرى، يرى الخبراء أن روسيا تحت قيادة بوتين تمثل إمبراطورية في حالة تراجع، وأن بوتين يعتبر التوسع هو الحل للخروج من هذا التراجع، وأوكرانيا تمثل الهدف الأول. 

وأوضح غلين غرانت، الخبير في المعهد الأوكراني للمستقبل، في تصريح لـ إرم نيوز، أن روسيا تعتمد الآن على جنود من كوريا الشمالية وكوبا، مع دعم مباشر من الصين وإيران، وهو ما يفسر الجهود الأوروبية المتزايدة لإعادة التسليح وتعزيز القدرات الدفاعية.

أخبار ذات علاقة

مقاتلات لدول الناتو في قاعدة رامشتاين الأمريكية بألمانيا

قوة موحدة وممرات عسكرية.. شمال أوروبا يضع خطة ضد التهديدات الروسية

الأبعاد الاقتصادية والاستراتيجية

اقتصاديًّا، تواجه روسيا تراجعًا حادًّا، خاصة بعد الخسائر الكبيرة لشركة غازبروم وقطع الغاز عن أوروبا، لكنها تستفيد من دعم الصين لتعزيز قدرتها العسكرية. 

ومع ذلك، لا تزال موسكو تمتلك وسائل لإلحاق الضرر السياسي والعسكري بأوروبا، من خلال الضغط على حلفائها في الجنوب العالمي واستغلال الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

ويرى محللون آخرون أن تقارير الحرب الروسية تُستخدم أيضا كأداة دعائية وسياسية لدفع الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وإنشاء مخزونات عسكرية تحسبًا لأي عدوان محتمل، وتعزيز الدعم الدولي لأوكرانيا، وتوجيه ضغوط على الولايات المتحدة للبقاء ملتزمة بحلف الناتو، وخلق حالة من القلق بين الرأي العام الأوروبي لتسريع تبني إجراءات أمنية صارمة.

استعدادات أوروبا الدفاعية

في هذا الإطار، بدأت الدول الأوروبية تتخذ خطوات عملية للتحضير لهذه التهديدات.

فبولندا أعلنت عن خطط لتدريب جميع الذكور البالغين على الحرب وزيادة حجم جيشها إلى 500 ألف جندي، بينما أعادت النرويج استخدام ملاجئ الحرب الباردة، وخصصت ألمانيا ميزانية ضخمة للدفاع تصل إلى ترليون يورو. 

كما أعادت دول البلطيق النظر في حظر الألغام الأرضية استعدادًا للدفاع عن حدودها الشرقية، مع التركيز على تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وتعزيز القدرات الدفاعية الذاتية، بما يشمل الدفاع الجوي والصاروخي، والصناعات العسكرية، والاستقلالية التقنية والسياسية.

أخبار ذات علاقة

بوتين (وسط) مع رئيسي الصين والهند

تهديد لأوروبا.. فنلندا تتهم الصين بتكثيف تمويل جهود روسيا الحربية

تقييم المخاطر المحتملة

أما تقييم المخاطر، فيشير إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة: التصعيد الطويل الأمد من خلال مواجهة مستمرة بين الناتو وروسيا دون حرب مباشرة شاملة، وهو ما يقتضي تعزيز دفاعات أوروبا الشرقية؛ وفرض حياد على أوكرانيا مقابل ضمانات أمنية، ما قد يعزز النفوذ الروسي، أو تصعيد نتيجة حادثة صغيرة مثل إسقاط طائرة مسيرة أو هجوم إلكتروني، قد تتصاعد إلى مواجهة أوسع، رغم أن الحرب المباشرة بين الناتو وروسيا لا تزال غير محتملة.

يشار إلى أن تكرار تقارير الحرب الروسية “القادمة” ليس مجرد دعاية، لكنه أيضًا أداة ضغط سياسية واستراتيجية. فبينما تسعى روسيا لتعزيز نفوذها في أوروبا والعالم، تتحرك الدول الأوروبية تدريجيًّا لإعداد قدراتها الدفاعية. 

وبهذا، تمثل هذه التحذيرات مزيجًا من تقييمات عسكرية حقيقية، وتحفيزًا أوروبيًّا ودوليًّا لتعزيز الاستعدادات الدفاعية، وضغوطًا سياسية لدعم أوكرانيا والحفاظ على التماسك الغربي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC