logo
العالم

ضربة روسية لشحنة الناتو في أوكرانيا تؤجج "الاشتباك الصامت" مع موسكو

أسلحة لأوكرانياالمصدر: (أ ف ب)

تزايدت مؤشرات التصعيد في الحرب الأوكرانية بعد الضربة الروسية الأخيرة التي استهدفت شحنة عسكرية تابعة لحلف الناتو داخل ميناء أوديسا، وهو ما اعتبره مراقبون تحولًا نوعيًا نحو مرحلة جديدة من "الاشتباك غير المعلن" بين موسكو والحلف الغربي. 

ووفقًا لتقارير روسية، فإن الضربة التي نفذتها طائرات مسيّرة استهدفت حاويات شحن داخل ميناء "إليتشيفسك" في أوديسا، وأدت إلى انفجارات ضخمة وإغلاق الميناء مؤقتًا. 

ونقلت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" عن منسق حركة ميكولايف السرية قوله إن مسؤولًا مهمًا في حلف الناتو قتل خلال الغارة مع كامل الفريق الذي كان في استقبال الشحنة، وذلك في إشارة إلى أن العملية ربما تجاوزت كونها ضربة لوجستية إلى رسالة سياسية مباشرة للحلف.

ويأتي هذا الهجوم بعد تحذيرات روسية متكررة من أن أي قوات أو شحنات عسكرية أجنبية على الأراضي الأوكرانية ستكون هدفًا مشروعًا، خاصة أن موسكو سبق وأكدت أنها لن تسمح بمرور صواريخ من طراز "توماهوك" أو أي أسلحة يمكن أن تُستخدم ضدها من داخل أوكرانيا، ملوحة برد قاس يمتد إلى عمق الأراضي الأوروبية إذا استمر تدفق الأسلحة الغربية.

ويري الخبراء أن التطورات الأخيرة في الحرب الأوكرانية تشير إلى تصعيد نوعي بات يقترب من مفهوم "الاشتباك غير المعلن" بين روسيا وحلف الناتو، خاصة بعد استهداف شحنات أسلحة تابعة للحلف داخل الأراضي الأوكرانية. 

وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو الدكتور نزار بوش، إن روسيا حذرت سابقًا من أن أي قوات عسكرية أجنبية تتواجد على الأراضي الأوكرانية ستكون هدفا مباشرا للقوات الروسية، مؤكدًا أن هذا يشمل أي شحنات أسلحة بغض النظر عن مصدرها.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز" أن روسيا لا تعتدي على أراضي حلف الناتو أو الدول الأوروبية، لكنها تعتبر "أي تدخل عسكري أو إدخال أسلحة إلى أوكرانيا" مبرراً واضحاً للاستهداف المباشر من قبل الجيش الروسي.

وأوضح أن شحنات الأسلحة التي دخلت إلى أوكرانيا تُستهدف فعلياً من قبل القوات الروسية، حيث تم تدمير العديد منها سواء أثناء نقلها بالقطارات أو عبر المطارات أو على الطرق العامة بوساطة ناقلات الأسلحة. 

وأشار إلى أن الناتو كان على دراية كاملة بهذه التحذيرات الروسية، "ولذلك لا يمكن توقع مواجهة مباشرة بين روسيا والحلف طالما بقي القتال محصوراً داخل الأراضي الأوكرانية".

ولفت بوش إلى أن هناك مشاركة فعلية لوحدات وأفراد من دول حلف الناتو داخل الأراضي الأوكرانية منذ بداية الصراع في عام 2022، مشيراً إلى أن سقوط قتلى من صفوف هؤلاء الأفراد بات أمراً معروفاً وموثقاً. 

وأكد أن تحذير روسيا الأخير لحلف الناتو نابع من مبدأ واضح، وهو أن وجود أي قوات أو أسلحة على الأراضي الأوكرانية يجعلها "هدفاً مباشراً" للقوات الروسية.

وأشار إلى أن الكرملين حذّر خصوصاً من إدخال صواريخ من نوع "توماهوك" التي قد تحمل رؤوساً نووية، مؤكداً أن نشر مثل هذه الصواريخ سيجبر روسيا على رد قاسٍ قد يمتد إلى عمق الأراضي الأوروبية التي سمحت بمرورها إلى أوكرانيا.

واعتبر بوش أن هذا التحذير سيدفع الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى التفكير ملياً قبل إرسال مثل هذه الأسلحة، لأن العواقب ستكون "وخيمة على الجميع". 

أخبار ذات علاقة

طائرات عسكرية روسية

تقرير: "الناتو" يدرس خطة "أكثر جرأة" لإسقاط الطائرات الروسية

من جانبه، أكد خبير العلاقات الدولية والمختص في الشؤون الأوروبية الدكتور عبد المسيح الشامي، أن اندلاع حرب مباشرة بين أوروبا وروسيا "أمر غير وارد وغير ممكن في الوقت الراهن"، رغم التصعيد الإعلامي والتصريحات النارية المتزايدة من الجانب الأوروبي.

وقال في حديث لـ"إرم نيوز" إن أوروبا لا ترغب في الدخول بمواجهة مباشرة مع روسيا، ولا موسكو بدورها تسعى لذلك رغم التهويل الإعلامي واللغة التصعيدية والدعم الكبير الذي تقدمه الدول الأوروبية لأوكرانيا، بما في ذلك التمويل الضخم وتشكيل جيوش جديدة على أراضيها.

وأوضح الشامي أن كل مظاهر "العسكرة" في أوروبا تأتي في إطار حماية الذات وتوجيه رسائل ردع قوية، وليست تمهيدًا لحرب مفتوحة، مشيراً إلى أن روسيا أيضاً لا ترى في هذه المرحلة أي مصلحة في مواجهة مباشرة مع حلف الناتو.

وأضاف أن الحرب المباشرة مع روسيا لا يمكن أن تتم دون الولايات المتحدة، لأن أوروبا لا تجرؤ على خوض حرب بمفردها، وأمريكا في المقابل ليست لديها مصلحة في ذلك حالياً، بل تميل إلى التهدئة وربما إلى مواقف أكثر تفهماً لموسكو مقارنة بالموقف الأوروبي.

وفي ما يتعلق بالهجمات التي تطال قوافل الناتو أو شحنات الأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا، أوضح الشامي أنها تندرج ضمن إطار المناوشات العسكرية المتبادلة، لكنها لم تصل حتى الآن إلى حد الصدام المباشر بين الغرب وروسيا. 

وقال إن الهدف الأساسي لأوروبا هو فرض نفسها كلاعب رئيسي في الملف الأوكراني، والسعي لأن تكون على طاولة المفاوضات كطرف مساوٍ للولايات المتحدة وروسيا، مشيراً إلى أنه في ظل تراجع الدور الأمريكي، تحاول أوروبا تعويض هذا الغياب عبر تعزيز جاهزيتها العسكرية ورفع وتيرة حضورها السياسي والعسكري في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي في كلمته بمنتدى "فالداي"

بوتين: لا نية لروسيا في مهاجمة الناتو ولن نرضخ لسياسة الإملاءات

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC