كشفت صحيفة "كيهان" الناطقة باسم مكتب المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، السبت، عن ما وصفته بـ"تحركات مريبة"، تشير إلى أن الولايات المتحدة تخوض مفاوضاتها غير المباشرة مع طهران بناءً على أجندة إسرائيلية صِرفة، هدفها إفشال أي احتمال للتوصل إلى اتفاق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ "المطلعة"، أن لقاءً عُقد في العاصمة الإيطالية روما، الجمعة، جمع بين وستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، ومسؤولين إسرائيليين هما رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، ودافيد برنياع، رئيس جهاز "الموساد".
ووفقًا لمصادر الصحيفة، فإن "الاجتماع لم يكن تشاورياً بل تنسيقياً مباشراً، ويؤكد أن الإدارة الأمريكية الحالية تسير وفق خطة مُعدة مسبقاً من قِبل تحالف ترامب-نتنياهو، هدفها تعطيل أي تقدم في المفاوضات النووية التي ترعاها سلطنة عُمان".
واعتبرت الصحيفة أن هذا "التورط الأمريكي مع خطط أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية" حوّل المفاوضات إلى مجرّد "عرض دعائي"، يخلو من أي نية جدّية للتفاهم، ويخدم في المقابل مشاريع الابتزاز السياسي والإعلامي.
وأضافت "كيهان" أن الجولة الخامسة من المحادثات، التي تجري بوساطة سلطنة عُمان، لا تختلف كثيراً عن سابقاتها من حيث تعنّت واشنطن وتصعيدها المستمر، مشيرة إلى فرض مزيد من العقوبات، والتهديد بالخيار العسكري، ومحاولات فرض إعادة هيكلة أمنية للمنطقة تتوافق مع المصالح الإسرائيلية.
وأكدت الصحيفة أن سياسات ترامب الخارجية تعيد إنتاج النهج الذي تبناه خلال فترته الرئاسية الأولى، معتبرةً أن هدفه لا يتعدى كسب نقاط سياسية داخلية وتضليل الرأي العام، عبر تكرار سيناريوهات استعراضية شبيهة بتلك التي اتبعها مع كوريا الشمالية.
وأشارت إلى أن وعود ترامب بالتوصل إلى "اتفاق أفضل" ليست سوى غطاء للاستمرار في الضغوط القصوى والعقوبات وسياسات الابتزاز.
كما نبهت الصحيفة إلى أن بعض النخب السياسية داخل الولايات المتحدة بدأت تحذّر من هذه المقاربة، مستشهدةً بمواقف باحثين بارزين مثل جون ميرشايمر وستيفن والت، اللذين وصفا التصور الأميركي القائم على حرمان إيران من حق التخصيب النووي بأنه "غير واقعي" و"ساذج".
كما أوردت تحذيرات وندي شيرمان، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية، من مغبة تجاوز "الخطوط الحمراء" في التعامل مع الملف الإيراني.
وخلصت الصحيفة إلى أن إيران، التي دخلت المفاوضات بحسن نية، لم تعد تملك سوى خيار واحد: توخي الحذر الشديد في التعامل مع واشنطن، وعدم الوقوع في "فخاخ المراوغة الدبلوماسية"، معتبرةً أن "المفاوضات دون تغيير جوهري في السلوك الأميركي، لا تعدو كونها مسرحية مكررة".
واختتمت كيهان تقريرها محذّرة من أن "أي مغامرة ميدانية إسرائيلية" ستُقابل برد عنيف "لا يمكن احتواؤه"، محمّلةً واشنطن المسؤولية المباشرة عن أي تصعيد محتمل، باعتبارها الداعم السياسي والعسكري الأول لتل أبيب.