تساءل تقرير لصحيفة "المونيتور" عما إذا كانت إسرائيل ستُقدم على ضرب المواقع النووية الإيرانية دون دعم أمريكي، معتبرًا أن أي خطوة منفردة من هذا القبيل ستكون بمثابة "انتحار" من طرف تل أبيب.
وفي حين يُشكك المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في التوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، يُناقش مسؤولون إسرائيليون سابقون مدى حكمة توجيه ضربة للمنشآت الإيرانية دون موافقة أمريكية.
وبحسب الصحيفة، تُشير معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة إلى استعدادات إسرائيلية متسارعة لتنفيذ "هجوم خاطف" على المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل المفاوضات في الوصول إلى اتفاق، أو التوصل إلى "اتفاق سيّئ".
وفي الوقت الذي تناقضت فيه تصريحات المرشد علي خامنئي، حيث قال: "لا أعتقد أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستُسفر عن نتائج"، وأضاف أن "إيران لا تحتاج إلى إذن أحد لتخصيب اليورانيوم"، تصاعدت التصريحات الأمريكية، إذ عبّر الرئيس دونالد ترامب عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق مع طهران.
ويتساءل محللون عمّا إذا كانت التسريبات بشأن ضربة إسرائيلية تُعد بمثابة تهديد أمريكي غير مباشر لطهران، في وقت تعمل فيه إدارة ترامب على تقليص وجودها العسكري في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية "هاري إس ترومان" منطقة المحيط الهندي هذا الأسبوع، بعد مهمة استمرت 8 أشهر شملت عمليات قتالية ضد ميليشيا الحوثيين، تحمل رسائل واضحة مفادها بأن الولايات المتحدة لا تنوي إشعال فتيل أزمة جديدة في الشرق الأوسط أو مهاجمة طهران.
وفي هذا السياق، قال مصدر أمني إسرائيلي للصحيفة، مشترطًا عدم الكشف عن هويته: "هذه ليست الطريقة الأمثل لعرض خيار عسكري حقيقي على إيران".
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تُناقش منذ أكثر من عقد توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية؛ ففي عام 2021، خلال فترة رئاسة نفتالي بينيت للحكومة، سرّعت إسرائيل استعداداتها لشنّ ضربة منفردة، مما عزز قدراتها الاستراتيجية بشكل كبير لعرقلة البرنامج النووي الإيراني دون مشاركة أمريكية.
وعندما سُئل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، عما إذا كانت إسرائيل قادرة على وقف البرنامج النووي الإيراني أو تعطيله بشكل كبير، أجاب: "نعم، ولكن بدون مساعدة أمريكية، سيكون من الأفضل لنا عدم القيام بذلك".
أما رئيس الأركان الأسبق، بيني غانتس، فعبّر عن وجهة نظر أكثر تشددًا، إذ قال إنه في حال وافقت الولايات المتحدة وإيران على اتفاق يُعتبر "ضارًا بإسرائيل"، فيجب دراسة خيار شنّ ضربة إسرائيلية دون موافقة أمريكية.
وفي السياق ذاته، ألمح وزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان، إلى أن إسرائيل أضاعت فرصتين لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني مؤخرًا؛ الأولى كانت في الفترة الفاصلة بين الانتخابات الأمريكية في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، وعودة ترامب إلى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني؛ والثانية، عندما تدهورت القدرات الصاروخية والمضادة للطائرات لدى إيران نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية في العام الماضي.
ورغم استمرار المفاوضات، لا يزال القادة الإسرائيليون يأملون في أن يفقد ترامب صبره مع طهران.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: "من الصعب تصديق أن إسرائيل ستشن هجومًا من هذا النوع دون تنسيق مع الأمريكيين؛ وإن فعلت، فسيكون ذلك بمثابة انتحار".