logo
العالم

لماذا تراجع ترامب عن "استهداف" شركات ماسك؟

لماذا تراجع ترامب عن "استهداف" شركات ماسك؟
ماسك وترامبالمصدر: (أ ف ب)
25 يوليو 2025، 8:08 م

تراجَع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن استهدافه لرجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، رغم العداء الذي طرأ مؤخرًا على علاقتهما، بعد أن كانا مقربين تربطهما مصالح عدة.

وأوضح خبراء في الشأن الأمريكي لـ"إرم نيوز" أن هذا التراجع يعود إلى مخاوف عدّة، أبرزها الأثر المحتمل على الاقتصاد الأمريكي.

وأضاف الخبراء أن ترامب غير موقفه بعدما أدرك أن من غير مصلحته الشخصية أو مصلحة مجتمع المال والأعمال في الولايات المتحدة المساس بشخص بحجم ماسك، خاصة في ظل احتمالية سحب الأخير استثماراته من الولايات المتحدة والتوجه بها إلى دولة أخرى، ما قد يُمثّل ضربة قاضية للاقتصاد الأمريكي.

أخبار ذات علاقة

ترامب وماسك

"لن أدمّر شركاته".. ترامب يعلق على سحب الدعم الحكومي لماسك

ورقة رهان صينية

وأشار الخبراء إلى أن من بين الأسباب التي دفعت ترامب إلى تغيير تعامله، ما تبين لمؤسسات أمريكية رسمية سياسية واقتصادية، من أن الصين تُعدّ ماسك ورقة رهان يمكن توظيفها لتوجيه ضربات اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية وسياسية ليس فقط ضد ترامب، بل ضد الولايات المتحدة ككل.

وكان ترامب صرّح مؤخرًا بأنه لن يُدمّر شركات ماسك بإلغاء الإعانات الفيدرالية، مضيفًا أنه يريد ازدهار أعمال الملياردير الرائد في قطاع التكنولوجيا.

وكتب ترامب في منشور على إحدى منصات التواصل الاجتماعي"يقول الجميع إنني سأدمّر شركات إيلون من خلال سحب بعض، إن لم يكن كل، الدعم الكبير الذي يتلقاه من الحكومة الأمريكية؛ الأمر ليس كذلك! أريد أن تزدهر شركة إيلون وجميع الشركات في بلدنا".

ضربة قاضية

وقال المحلل السياسي المختص في الشأن الأمريكي، أحمد محارم، إن "ليس كل ما يصرّح به ترامب يؤخذ على محمل الجد، نظرًا لشخصيته النرجسية التي ظهرت بوضوح خلال ولايته الأولى"، على حد تعبيره.

وأضاف "ماسك، الذي كان من أكبر الداعمين له في حملته الانتخابية، يُعد شخصية غير عادية في عالم المال والأعمال والتكنولوجيا والإعلام، ما أسهم في تصاعد التوتر مؤخرًا بين الطرفين".

وأوضح محارم لـ"إرم نيوز" أن ترامب أدرك لاحقًا أن مهاجمة شخصية بحجم ماسك ليست في صالحه، لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى السوق الأمريكي.

وأشار إلى أن تصريحات ترامب السابقة التي هاجم فيها ماسك وتحدّث عن سحب جنسيته أو التشكيك في أصوله تلاشت، بعدما تبيّن أن الملياردير يمتلك استثمارات ضخمة حول العالم، وسحبها من الولايات المتحدة سيمثل ضربة قاضية للاقتصاد الأمريكي.

قوة ماسك

وبيّن محارم أن ماسك محاط بشبكة من الشخصيات الإعلامية وكبار رجال المال، ومن شأن تصعيد الخلاف معه أن يؤثّر مباشرة على ترامب نفسه.

وأضاف أن ترامب، ومن باب الذكاء السياسي، اختار خفض حدة المواجهة، إذ من الأفضل أن يكون ماسك صديقًا أو على الأقل خصمًا يمكن التفاهم معه، لا عدوًا مفتوحًا.

وتابع أن ماسك، بردوده اللبقة والمنضبطة على تصرفات ترامب، أسهم في تحسين النبرة الأخيرة للأخير، ما يعكس نضجًا في التعامل.

واستطرد محارم قائلاً إن "ماسك يستطيع إيجاد مجالات استثمارية بديلة حتى في حال توقّف الدعم الأمريكي، لذا فإن تهدئة ترامب كانت خطوة ذكية تصب في مصلحتهما معًا".

ترامب وماسك

تهديد للداخل الأمريكي

من جهته، رأى الخبير في الشؤون الأمريكية، نبيه واصف، أن هناك خسائر متعددة رُصدت سريعًا من قبل دوائر قريبة من ترامب، داخل البيت الأبيض أو حتى في أروقة الحزب الجمهوري، مما دفعهم للضغط لإنهاء الخلاف مع ماسك.

وأضاف واصف لـ"إرم نيوز" أن من بين تلك المخاوف، ما كشفته جهات رسمية حول استعداد الصين لاستغلال ماسك كورقة ضغط اقتصادي وعسكري وسياسي ضد واشنطن.

وأشار إلى أن إنجازات ماسك الكبرى تحققت ضمن علاقات وثيقة مع ترامب سابقًا، لكن الخلاف بينهما تحوّل إلى مصدر تهديد داخلي، في حال استغلاله خارجيًا.

أخبار ذات علاقة

ترامب ومردوخ

بمساعدة ماسك.. هل يطيح روبرت مردوخ بترامب؟

وأردف واصف أن ماسك كان ذكيًا بالاستماع إلى شخصيات جمهورية مؤثرة، لتفكيك التوتر مع ترامب، فيما اختار الأخير تخفيض التصعيد.

وأشار إلى أن ماسك بدأ يُحضّر لخطوات بديلة في حال استمر ترامب في مهاجمته، من بينها الانخراط بثقل سياسي قد يغير قواعد اللعبة بين الحزبين الرئيسيين، عبر إنشاء حزب ثالث يربك المشهد الأمريكي، وهو ما لم يكن غائبًا عن إدراك ترامب، فاختار التراجع، وفق قوله.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC