مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا

logo
العالم

اشتراكي في مدينة رأسمالية.. هل يكسر الفوز المرتقب لممداني "تابوهات" ترامب؟

زهران ممداني ودونالد ترامبالمصدر: رويترز

يبدو أن الفوز المتوقع للديمقراطي زهران ممداني، بمنصب عمدة نيويورك، سيكون بمثابة كابوس جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظراً لعدة اعتبارات، منها الاختلاف الحزبي بينهما، ولكن الأهم الأفكار اليسارية التقدمية التي تتعارض مع الفكر اليميني للرئيس الجمهوري.

بالاضافة إلى ذلك، فإن فوز ممداني سيكون لرجل ينظر إلى دعم الفقراء في مدينة الأثرياء ورجال المال والاقتصاد الذين منهم ترامب، وهو ما يتعارض مع فكر ترامب الرأسمالي.

وبجانب ذلك، هناك اعتبار في غاية الأهمية يضعه ترامب نصب عينيه، فهو الذي يعارض وجود المهاجرين، ويعمل على ترحيلهم، في حين أن فوز ممداني سيكون له بعد رمزي على صعيد الهوية.

إذ سيكون أول مسلم من أصول هندية يتولى منصب عمدة نيويورك، وهو ما يُعد حدثًا ذا رمزية تاريخية عميقة لتمثيل الأقليات في واحدة من أهم مدن العالم، ويعطي صورة مضيئة لنجاح جيل المهاجرين الجدد وقدرتهم على الوصول إلى مواقع متقدمة في المجتمع الأمريكي.

أخبار ذات علاقة

زهران ممداني خلال حدث انتخابي في مدينة نيويورك

"كابوس" ترامب ونتنياهو.. من هو زهران ممداني عمدة نيويورك الجديد؟

تهديد علني

ووصل الحال بالرئيس ترامب لعرقلة مسيرة ممداني، بالتهديد العلني بوقف التمويل الاتحادي عن مدينة نيويورك، إذا فاز المرشح الديمقراطي "ممداني" بمنصب العمدة في الانتخابات البلدية.

ووصف الرئيس الجمهوري، في منشور له على منصة "تروث سوشيال" المرشح ممداني بأنه "شيوعي"، قائلاً إنه سيترك المدينة "بفرصة صفر للنجاح أو حتى البقاء".

وأضاف: "إذا فاز ممداني، فمن غير المرجح أن أقدّم أي تمويل اتحادي، باستثناء الحد الأدنى الذي يفرضه القانون".

انعكاسات مهمة

ويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة نيويورك، البروفيسور رسلان إبراهيم، إن فوز ممداني في الانتخابات ستكون له انعكاسات مهمة جدًا على عدة أصعدة، في الصدارة أنه يعكس صعود المعسكر اليساري التقدمي داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي على حساب القيادات التقليدية الوسطية، مشيراً إلى أن هذا التحول قد يؤثر على توجهات الحزب مستقبلًا، وموازين القوى بداخله.

وبين إبراهيم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مدينة نيويورك لها خصوصيتها السياسية والاجتماعية، وبالتالي لا يمكن التعميم على الحزب الديمقراطي بأكمله.

وأضاف إبراهيم أن لهذا الفوز انعكاسات كبيرة على صعيد مدينة نيويورك نفسها، حيث إن البرنامج الانتخابي لممداني الذي يتبنى أفكارًا اقتصادية اجتماعية، مثل: تجميد الإيجارات، وتوفير المواصلات المجانية، وزيادة الضرائب على الأغنياء، يمثل توجهًا تقدميًا يتناقض مع الأفكار الرأسمالية السائدة في المدينة.

تعارض ثقافي

وطرح إبراهيم ما صفه بـ"السؤال الكبير"، وهو كيف ستتعامل الأسواق الرأسمالية وأصحاب المحال التجارية مع فوز ممداني؟، موضحاً أن أفكاره اليسارية التقدمية تتعارض مع الثقافة الرأسمالية العالمية التي تُعد نيويورك إحدى عواصمها الأساسية.

وأشار إلى أن فوز ممداني سيكون بعدًا رمزيًا على صعيد الهوية، إذ سيكون أول مسلم من أصول هندية يتولى منصب عمدة نيويورك، وهو ما يُعد حدثًا ذا رمزية تاريخية عميقة لتمثيل الأقليات في واحدة من أهم مدن العالم، وهذا النجاح سينعكس على جيل المهاجرين الجدد وقدرتهم على الوصول إلى مواقع متقدمة في المجتمع الأمريكي.

وتحدث عن رمزية أخرى في حال تتويج ممداني تتعلق بمواقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مما سيحمل انعكاسات سياسية ورمزية تاريخية تمتد إلى الحزب الديمقراطي، والسياسة الأمريكية بشكل عام.

وبيّن الدكتور إبراهيم أن هناك أيضًا تساؤلات حول قدرة ممداني على تنفيذ برنامجه الاقتصادي والاجتماعي داخل مدينة نيويورك، مشيرًا إلى أنه يجب انتظار ما ستكشفه الأيام حول طبيعة العلاقة بينه والرئيس ترامب بعد فوزه.

واعتبر إبراهيم أن انتقادات الأخير له قد تصب في مصلحته، لأن أغلبية سكان نيويورك يعارضون الرئيس الجمهوري، وهو ما قد يزيد من شعبيته.

واستكمل أن فوز ممداني في هذه الانتخابات  يعكس رؤية المجتمع الأمريكي الديمقراطي المنفتح المتعدد الذي يسمح لأبناء الأقليات بالفوز في انتخابات أهم مدينة أمريكية، ويُعد انتصارًا رمزيًا وتاريخيًا ضد الإسلاموفوبيا والأفكار العنصرية في الولايات المتحدة، ويعكس صورة مجتمع أمريكي ديمقراطي منفتح ومتعدد، يسمح لأبناء الأقليات بالفوز في أهم مدينة أمريكية وهي نيويورك.

ممداني وترامب

صعوبات متكررة

بدوره، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، البروفيسور خضر زعزور، أن هناك ضغوطاً كبيرة، خلال الأشهر الماضية، جعلت زهران ممداني يواجه صعوبات متكررة، سواء من الرئيس ترامب أو غيره، إلا أن اختياره في انتخابات نيويورك، سيعكس قوة شعبيته. 

وأضاف زعزور، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ممداني يمتلك اليد الأقوى، إذ إن المنافسين الذين يواجهونه سواء الجمهوري كورتس سليوا أو أندرو كومو، لا يتمتعون بنفس القاعدة الشعبية الواسعة التي يحظى بها.

وأفاد زعزور أنه لا توجد مقاومة شرسة ضد ممداني سوى من خلال اتهامات باطلة تتعلق بالإرهاب أو الانتماء إلى القاعدة أو دعمه لحركة حماس، وهي لا أساس لها من الصحة.

ولفت زعزور إلى أن نحو 60 إلى 70% من اليهود في نيويورك الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً يؤيدون ممداني، لأنه يمثل نبضاً جديداً من السياسة في مدينة لطالما كانت محكومة من عائلات تقليدية، مثل عائلة ترامب وحلفائه.

أخبار ذات علاقة

زهران ممداني

تصاعد القلق الإسرائيلي قبيل فوز محتمل لممداني في نيويورك

شعبية واسعة

وأشار زعزور إلى أن ممداني يمنح نبضاً جديداً ونظرة مختلفة للحياة السياسية في نيويورك، إذ يتحدث عن قضايا الناس الحقيقية، مثل ارتفاع أسعار الإيجارات والمواصلات، والجرائم التي تشهدها المدينة، مؤكداً أن العائلات الكبيرة والتجارية المهمة لم تكن تتناول هذه المشكلات العامة التي تمس حياة المواطنين اليومية.

وأوضح زعزور أن ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، يحظى بشعبية واسعة بين مختلف فئات المجتمع من البيض والسود والمسلمين والعرب واللاتينيين، وهي قاعدة قوية تمكّنه من تحقيق الفوز، وبحسب الأرقام فإنه، منذ شهرين وحتى اليوم، يتقدّم ممداني بنسبة 25%، على منافسيه  كورتس سليوا، وأندرو كومو، اللذين يأتيان خلفه في استطلاعات الرأي بنفس النسبة.

واختتم قائلاً إنه يتوقع أن يكون زهران ممداني، اليوم، هو عمدة نيويورك، المسلم من أصل هندي، والمولود في أوغندا، يمتلك الشعبية الكافية لتجاوز كل الضغوط التي واجهها، خلال الأشهر الماضية، والفوز في الانتخابات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC