logo
العالم

سياسات ترامب تثير "انقساما نوويا" في قلب الإدارة الأمريكية

دونالد ترامبالمصدر: (أ ف ب)

أدت الرسائل المتضاربة بين مساعي الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب لاستئناف اختبارات الأسلحة النووية، وتعليقات وزير الطاقة كريس رايت، أن واشنطن لا تنوي إجراء اختبارات تفجيرية جديدة، وأنها ببساطة ستواصل اختباراتها الاعتيادية للمكونات والأنظمة النووية لضمان  عملها بشكل صحيح، إلى عاصفة من الجدل داخل الإدارة الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

خبراء: استئناف التجارب النووية "رسالة سياسية" وأخطر تصعيد أمريكي منذ عقود

ويرى الخبراء أن هذا الموقف يتناقض مع خطط ترامب التي لم تُحدد تفاصيلها بدقة، خصوصا أن رايت، المسؤول عن صيانة وتطوير الترسانة النووية، أكد أن هذه التجارب ستكون غير نووية وستقتصر على اختبار مكونات الأسلحة لضمان فعاليتها.

من جهته لم يُخْف ترامب، في مقابلة مع "60 دقيقة"، رغبة الولايات المتحدة في "مجاراة ما تفعله روسيا والصين" من اختبارات سرية، ملمّحا إلى أن واشنطن متأخرة في هذا المجال، بينما يرفض الخبراء العسكريون ومسؤولوه في القيادة الاستراتيجية هذه الادعاءات، مؤكدين أن كلًّا من موسكو وبكين لم تجريا أي اختبارات نووية فعلية مؤخرا.

أخبار ذات علاقة

انفجار نووي في جزيرة موروروا المرجانية في بولينيزيا الفرنسية عام 1971.

تصريحاته أربكت العالم.. غموض ترامب يشعل مخاوف من سباق تسلّح نووي

غير أن المفارقة الكبرى تكمن في التباين الصريح بين تصريحات الرئيس وأحد كبار المسؤولين في إدارته؛ ما أثار مخاوف من وجود ارتباكٍ في قيادة الملف الأكثر حساسية في الدولة: الأسلحة النووية، فبينما يرى ترامب ضرورة العودة إلى التجارب الكاملة لضمان الردع، يشدد رايت على أن التجارب غير النووية كافية لتطوير الأسلحة وضمان جاهزيتها؛ ما عكس جدلا داخليا بين السياسة العسكرية والطموحات الرئاسية.

تاريخيا، كانت اختبارات التفجيرات النووية سمة مميزة خلال الحرب الباردة، لكن الولايات المتحدة التزمت منذ 1992 بوقف هذه التجارب، باستثناء بعض الدول مثل الهند وباكستان، بينما حافظت بقية القوى الكبرى على الالتزام باتفاق الحظر الشامل للتجارب النووية.

 ويعتقد محللون أن إعادة ترامب تسليط الضوء على هذا الملف، تثير سؤالا مركزيا: هل سيُعيد النزاع الداخلي على استراتيجية الاختبارات فتح "صندوق باندورا" لتنافس نووي عالمي جديد، أم أن الإدارة الأمريكية ستنجح في الحفاظ على التوازن بين الردع والالتزام بالقواعد الدولية؟

في هذه الأثناء، تتجه أنظار العالم إلى واشنطن لمعرفة ما إذا كانت الرئاسة ستواصل دفع التجارب النووية الكاملة رغم المعارضة الداخلية، وما إذا كانت هذه التصريحات ستؤدي إلى سلسلة ردود فعل دولية من روسيا والصين، وربَّما دول نووية أخرى، لتعيد خريطة التوازنات الاستراتيجية إلى المربع الأول بعد عقود من الهدوء النسبي في هذا الملف الحساس.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC