logo
العالم

تصريحاته أربكت العالم.. غموض ترامب يشعل مخاوف من سباق تسلّح نووي

انفجار نووي في جزيرة موروروا المرجانية في بولينيزيا الفرن...المصدر: فورين بوليسي

كشف تقرير حديث أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب الغامضة ببدء اختبار الأسلحة النووية على أساس مماثل لروسيا والصين، فجَّرت عاصفةً من التساؤلات والانتقادات؛ ما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الدبلوماسية والعسكرية ومخاوف من أن يكون تمهيداً لتحول جذري في  السياسة النووية الأمريكية المستقرة منذ 3 عقود.

أخبار ذات علاقة

ترامب يتحدث للصحفيين على الطائرة الرئاسية

لأول مرة منذ 33 عاماً.. ترامب يطلق "تهديدات نووية" نحو الصين وروسيا

وبحسب "فورين بوليسي"، فإن الخبراء حذروا من أن الغموض هو أخطر ما في الأمر؛ خصوصًا أن عبارةً مثل "استئناف التجارب النووية" يمكن أن تُفسَّر بعدة طرق: ربَّما مجرد خطاب سياسي لإظهار الحزم، أو توجيهٍ عسكري لزيادة تجارب أنظمة الإطلاق، أو لتوسيع التجارب غير التفجيرية، أو في أسوأ الاحتمالات تعدّ إذنًا بتنفيذ تفجيرات نووية حقيقية.

ويعتقد محللون أن الاحتمال الأخير، إن صحّ، سيشكل انقلاباً تاريخياً في السياسة الأمريكية، وينسف الأعراف الدولية الراسخة منذ توقيع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT)؛ فواشنطن لم تُجرِ أي تفجير نووي منذ عام 1992، واعتمدت منذ ذلك الوقت على برامج "الإشراف العلمي على الترسانة" باستخدام المحاكاة الحاسوبية والتجارب دون تفجيرات.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف

بعد تصريحات ترامب.. روسيا تنفي اختبار أسلحة نووية

غير أن استئناف التفجيرات لن يكون قراراً فنياً سريعاً، بل سيحتاج إلى شهور أو سنوات من التحضير، وتمويلات خاصة، وتنسيق بين وزارات الدفاع والطاقة، لكن الأخطر أن مثل هذا القرار سيُطلق موجة ردود فعل متسلسلة من القوى النووية الأخرى؛ فروسيا والصين، اللتان تسعيان بالفعل لتحديث ترساناتهما، قد تريان في الخطوة الأمريكية مبرراً لتسريع اختباراتهما الخاصة؛ ما يعيد العالم إلى سباق تسلّح ثلاثي مفتوح.

وليس البعد التقني وحده ما يثير القلق؛ فالتاريخ يذكّر الأمريكيين بأن للتجارب النووية ثمناً بشرياً باهظاً؛ إذ لا يزال سكان نيفادا والغرب الأمريكي يعانون من آثار الإشعاعات والتلوث منذ تجارب الحرب الباردة، ومع تضاعف أعداد السكان قرب موقع الاختبار السابق، فإن أي عودة للتفجيرات ستضع ملايين الأمريكيين في دائرة الخطر من جديد.

وحذر مراقبون من أن خطوة كهذه ستقوّض مصداقية واشنطن في ملف عدم الانتشار النووي، وتضعف موقعها التفاوضي أمام الخصوم، في وقتٍ لم يتبقّ سوى 100 يوم على انتهاء معاهدة "نيو ستارت" مع روسيا دون بديل واضح، بل قد تهز الثقة بين واشنطن وحلفائها الذين يعتمدون على المظلة النووية الأمريكية في أوروبا وآسيا.

وطالب الخبراء والإعلاميون والكونغرس والبيت الأبيض بتوضيحٍ فوري لهذه التصريحات؛ فهل المقصود إجراء تجارب على أنظمة الإطلاق؟ أم توسعة التجارب دون تفجيرات؟ أم نية فعلية لتفجيرات نووية؟ لذلك فإن الوضوح، كما يقول المراقبون، ضرورة استراتيجية، ليس ترفاً لغوياً.

وحثَّت مصادر مطّلعة، الكونغرس، للتحرك كسلطة كابحة لا كمنبر حزبي، عبر جلسات واستجوابات تضع كلّ أبعاد هذا القرار أمام الرأي العام، كما يُنتظر من وسائل الإعلام أن تتعامل بحذر، فلا تبالغ في التفسيرات قبل صدور توضيح رسمي، لتجنّب خلق "دينامية الذعر" التي كثيراً ما تؤدي إلى تصعيد غير مقصود.

وشدد محللون على أن الغموض في مسألة الأسلحة النووية قد تهدد بكوارث خطيرة؛ خصوصًا أن مثل هذه القرارات المبهمة يمكن أن تفتح الباب أمام سباق تسلح جديد لا يمكن السيطرة عليه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC