أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزارة الحرب "البنتاجون"، الخميس، بالبدء فوراً في اختبار الأسلحة النووية، وذلك لأول مرة منذ 33 عاماً، في خطوة بدت وكأنها رسالة موجهة إلى القوتين النوويتين المنافستين الصين وروسيا.
ولم تُجر أي دولة تجارب نووية تفجيرية، منذ أكثر من 25 عاماً، باستثناء كوريا الشمالية، التي كانت آخر تجاربها عام 2017. ولم تجر روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أي اختبارات مطلقاً.
وكانت آخر الاختبارات النووية للاتحاد السوفيتي عام 1990 والولايات المتحدة عام 1992 والصين عام 1996، بحسب ما أوردته "رويترز".
وزاد الرئيس الصيني ترسانة الرؤوس النووية بأكثر من المثلين لتصل إلى ما يقدر بنحو 600 سلاح نووي خلال السنوات الخمس الماضية، بينما أجرى بوتين اختباراً لسلاحين جديدين يعملان بالطاقة النووية في الأيام القليلة الماضية.
وأطلق ترامب هذا الإعلان المفاجئ على منصته "تروث سوشيال" خلال توجهه على متن طائرة الرئاسة الهليكوبتر "مارين وان" لحضور جلسة مفاوضات تجارية مع نظيره الصيني في بوسان بكوريا الجنوبية.
وكتب ترامب: "بسبب عمليات الاختبار التي تُجريها دول أخرى، أصدرت تعليماتي لوزارة الحرب بالبدء في اختبار أسلحتنا النووية بالمثل، ستبدأ هذه العملية على الفور".
وقال: "روسيا تأتي في المرتبة الثانية، والصين في المرتبة الثالثة بفارق كبير، لكنها ستكون على قدم المساواة في غضون خمس سنوات".
ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب يشير إلى اختبار التفجيرات النووية، التي ستجريها الإدارة الوطنية للسلامة النووية، أم إلى اختبار إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
وتقول "جمعية الحد من التسلح"، ومقرها واشنطن، إن الولايات المتحدة تمتلك مخزوناً يبلغ 5225 رأساً نووياً، بينما تمتلك روسيا 5580 رأساً.
وتقدر وزارة الحرب الأمريكية "البنتاغون" أن الصين سيكون لديها أكثر من ألف سلاح نووي بحلول 2030.
وأجرت روسيا، التي اختبرت صاروخ "كروز" جديداً يعمل بالطاقة النووية في 21 أكتوبر/ تشرين الأول، مناورات على حالة التأهب النووي في 22 أكتوبر/ تشرين الأول، وأجرت اختباراً أيضاً لطوربيد نووي جديد ذاتي التشغيل في 28 من الشهر ذاته.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: "ذكر الرئيس ترامب في بيانه أن دولاً أخرى تختبر أسلحة نووية. حتى هذه اللحظة لم يكن لدينا علم بأن هناك من يجري مثل هذه التجارب".
وأكد بوتين، الذي يتحكم في أكبر ترسانة رؤوس حربية نووية في العالم، مراراً أنه إذا اختبرت أي دولة سلاحاً نووياً فإن موسكو سترد بالمثل.
من جهتها، حثت وزارة الخارجية الصينية واشنطن على الالتزام بوقف التجارب النووية والحفاظ على التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي.
وعبّر روبرت فلويد السكرتير التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عن قلقه، وقال: "أي تجربة لتفجير أسلحة نووية تقوم بها أي دولة ستلحق الضرر بجهود منع الانتشار النووي والسلام والأمن العالميين".
وذكر فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية أكد مراراً على أن المخاطر النووية الحالية مرتفعة بالفعل بشكل مثير للقلق، ودعا الدول إلى تجنب جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير أو تصعيد يسبب عواقب "كارثية".
وأضاف: "كما قال، يجب ألا ننسى أبدا الإرث الكارثي لأكثر من ألفي تجربة لأسلحة نووية أُجريت على مدى الأعوام الثمانين الماضية، ولا يمكن السماح بالتجارب النووية تحت أي ظرف".
في أثناء رحلة عودته إلى واشنطن، قال ترامب إن إجراء هذه التجارب ضروري لضمان مواكبة الولايات المتحدة للقوى النووية المنافسة.
وأضاف على متن طائرة الرئاسة: "بما أن الآخرين يُجرون تجارب نووية، أعتقد أنه من المناسب أن نقوم بذلك أيضاً"، مردفاً أن مواقع التجارب النووية سيجري تحديدها في وقت لاحق.
ولدى سؤاله عما إذا كان العالم سيدخل مرحلة أكثر خطورة فيما يتعلق بالأسلحة النووية، نفى ترامب وجود هذا التهديد وقال إن المخزونات الأمريكية "مُحكمة" قبل أن يضيف أنه يرحب بنزع السلاح النووي.
ومضى يقول: "أريد أن أرى نزعا للسلاح النووي لأن لدينا الكثير منه وتأتي روسيا في المرتبة الثانية تليها الصين التي ستلحق بالركب في غضون 4 أو 5 سنوات".
وتابع: "في الواقع نجري مشاورات مع روسيا حول هذا الأمر، وستُضاف الصين إلى هذه القائمة إذا اتخذنا إجراء ما".
من جانبه، قال جيه.دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، للصحفيين، إن من الضروري التأكد من "عمل الترسانة النووية الأمريكية بشكل صحيح، وهذا جزء من نظام التجارب".
