ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
دشَّنت كلٌّ من روسيا وكوريا الشمالية عمليات بناء أول جسر بري يربط بين البلدين عبر نهر تومانايا ("تومان")، في مشروع بنية أساسية استراتيجي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي واللوجستي بينهما رغم العقوبات الدولية.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي بثتها شركة فرونتيليجنس إنسايت، بحلول 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعمالًا نشطة على ضفتي نهر تومانايا، بما في ذلك السدود الترابية المستخدمة لوضع الأساسات الداعمة.
وكشفت تقارير أن الجسر، المعروف رسميًا بـ"معبر طريق خاسان-تومان"، من المقرر أن يكتمل بحلول منتصف عام 2026، وسيكون أول طريق يربط بين روسيا وكوريا الشمالية بالسيارات، خلافًا لـ"جسر الصداقة" بالسكك الحديدية الموجود منذ الخمسينيات.
وتتولى شركة TunnelYuzhStroy الروسية قيادة عملية البناء، ويتم تمويلها من خلال الميزانية الفيدرالية لموسكو، بتكلفة تقدر بنحو 9 مليارات روبل (حوالي 110 ملايين دولار)، ويتضمن بنية تحتية تمتد لـ4.7 كيلومترات تشمل طرق الوصول.
وبحسب الجهة المنفذة، سينقل الجسر حوالي 300 مركبة يوميًا، مع تجهيزات جمركية وحدودية تشمل 5 مسارات للسيارات بالجانب الروسي مع التركيز على حركة الشحن.
ويرى مسؤولون أن الجسر سيحل مشاكل عدم الكفاءة اللوجستية في نقل البضائع، الناتجة عن اختلاف القياسات في السكك الحديدية بين البلدين، ويوفر طرقًا أرخص وأكثر مباشرة مقارنة بالشحن البحري والجوي عبر دول مثل الصين.
ومن المنتظر أن تشمل السلع التي تعبر الجسر: الحبوب، والوقود، والآلات، والمواد الكيميائية، والأخشاب ومواد البناء، مع تحوّل ميناء راجين بكوريا الشمالية إلى مركز لوجستي مهم لنقل الذخائر.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي كذلك في سياق تحالف استراتيجي أكثر عمقاً بين البلدين، حيث تستضيف روسيا عمالة ومهندسين كوريين شماليين في مناطق مثل كورسك وفلاديفوستوك.
ويأتي قرار بناء الجسر بعد عقود من التأجيل، ويرجع ذلك جزئيا إلى اعتراضات صينية سابقة.
لكن مع ذلك، يحذر محللون من محدودية تأثير الجسر على حجم التجارة على المدى القريب؛ بسبب القدرة الشرائية المحدودة لكوريا الشمالية وقلة تنوع صادراتها، مع بقاء الصين الشريك الاقتصادي الرئيس لبيونغ يانغ.
غير أن الخبراء يعتقدون أن الجسر يعد محاولة روسية لفتح ممر لوجستي جديد يقلل من اعتمادها على طرق التجارة التقليدية الخاضعة للرقابة الدولية، في وقت أظهرت تقارير أن كوريا الشمالية تزود روسيا بنصف كمية الذخائر التي تحتاجها، بما فيها قذائف المدفعية والصواريخ البالستية المستخدمة في النزاع مع أوكرانيا.