اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
قال دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لفرض واقع سياسي جديد بهدف إرغام أوروبا وكييف على الذهاب إلى اتفاق ينهي الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وأوضح المصدر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تراجع المؤشرات المتعلقة بوقف الحرب بعد قمة "ألاسكا" بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يعود إلى ما يعمل عليه الأوروبيون والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من عمليات تضليل لـ"ترامب"، تجعله لا يستطيع الإمساك بصيغ تنفيذية للوصول إلى تفاهمات تذهب إلى اتفاق سلام حقيقي.
وبيّن المصدر أن ترامب بات عاجزًا أمام سيناريوهات عدة من جانب أوروبا وكييف تتعلق بمستقبل الميدان العسكري أمام روسيا في المرحلة المقبلة، يتم وضع ترتيباتها في "غرفة سرية" بين الأوروبيين وزيلينسكي، وهو ما يدفعه لعمل "مجلس خبراء" يضع نماذج سلام محددة تحمل مقاربات توقف الحرب وتحرك عجلة الاتفاق حول السلام.
وأفاد المصدر الدبلوماسي الأمريكي بأن ترامب لم يدخل قمة "ألاسكا" بورقة عمل واضحة، وتعرض لتضليل في قضايا تتعلق بنقاط فاصلة في هذه الحرب من جانب الأوروبيين، الذين يرون أن خط السير الذي يتعامل به ترامب مع إنهاء الحرب يعني إعلان بوتين الانتصار والحصول على الأراضي التي تجعله ينتقل بعد سنوات إلى العمق الأوروبي.
ويرى الباحث في الشأن الأمريكي، راضي إسماعيل، أن ترامب لا يريد أن يعادي روسيا تخوفًا من ذهابها إلى تحالف مع الصين ضده، وهو الأمر الذي يجد فيه ضغطًا على بلاده وإرجاعها خطوات عدة ووقوع خسائر عليها، في وقت يرى أن الأوروبيين ليسوا بالقوة العسكرية القادرة على هذه المواجهة من جهة، وأنهم في الوقت نفسه، لن يدخلوا معه في أي ضغط عالٍ أمام بكين.
وأضاف "إسماعيل"، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الأوروبيين يفصلون أنفسهم ومصالحهم عن ما يدور بين ترامب والصين، وهو يرى أنهم سيورطونه مع موسكو؛ لذلك يتعامل بإدارة هذه الأزمة بعدم الصدام مع روسيا التي حققت على الأرض نتائج لن يستطيع الناتو التعامل معها.
واستطرد "إسماعيل" قائلًا إن الأوروبيين يريدون خسارة روسيا وأن تكون المواجهة من خلال الولايات المتحدة بأقل الخسائر لهم، وأن يكون الالتزام الأمريكي الحالي أمام موسكو هو ذاته ما كان عليه الحال وقت الحرب الباردة، وهو الأمر الذي يدركه ترامب ويتعامل على أساسه سياسيًا وعسكريًا وماليًا.
وتابع: ترامب يرى أن الخوف الذي يصدره الأوروبيون من خطر روسيا هو قائم على عداء من دول بعينها تجاه موسكو، في ظل مخزونات سياسية تاريخية كان لها دور في إشعال الحرب في أوكرانيا بهذا الشكل، وفي صدارة تلك الدول ألمانيا.
في السياق ذاته، يقول الخبير في العلاقات الدولية، نبيه واصف، إن ترامب يتعامل مع أزمة أوكرانيا بعيدًا عن أساسيات الأمن القومي الأمريكي والتحالف التاريخي مع النصف الآخر من حلف الناتو الذي كان هدفه وعمله منذ عقود هو أن تقود واشنطن الغرب ضمن طموحات الاتحاد السوفيتي سابقًا، وأن تمنع أية مخاطر تهدد من خلالها موسكو الأوروبيين وتعمل على التوسع الجغرافي.
ويؤكد "واصف"، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من بين ما يعمق الأزمة الأوكرانية لصالح موسكو، تعامل روسيا بذكاء عسكري مع جغرافيا أوكرانيا عبر استراتيجيات لا تدركها هناك الولايات المتحدة أو الأوروبيون أو كييف ذاتها، وهو ما يجعل بوتين يحقق السيطرة على مواقع استراتيجية وأماكن لن يكون بمقدور الغرب إرجاعها في أي وقت ولن يتركها الروس ضمن أي اتفاق.
واستكمل "واصف" قوله: ما يعقد المشهد أمام الأوروبيين، هو عدم القدرة على تقديم أي تأثير حقيقي في الساحة الأوكرانية من دون القرار الأمريكي، وهو ما يدركه ترامب ويستفيد منه عبر صفقات، وما يظهر ذلك، أن هناك دولًا أوروبية ترغب منذ أشهر في إرسال قوات لها في أوكرانيا، ولكنها لا تستطيع لأن ذلك متعلق بموافقة الرأي العام والبرلمانات في هذه الدول، وسط رفض مراكز قوى وأحزاب مشاركة بلادهم في مواجهة مع روسيا في الأساس.