إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة

logo
العالم

خبراء: على أوروبا التحرر من "هيمنة واشنطن" في عهد ترامب

خبراء: على أوروبا التحرر من "هيمنة واشنطن" في عهد ترامب
أعلام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبيالمصدر: رويترز
28 فبراير 2025، 4:51 م

يعتقد خبراء سياسيون فرنسيون أن على أوروبا أن تتحرر من الهيمنة الأمريكية، لا سيما بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم، فقد ازدادت سياساته غير المتوقعة التي تهدد استقلال القرار الأوروبي.

ويرى الخبراء أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة تعكس وعيًا أوروبيًا متزايدًا بضرورة بناء قوة استراتيجية مستقلة بعيدًا عن وصاية واشنطن.

كما يعتبرون أن أوروبا أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل دورها الاستراتيجي بعيدًا عن النفوذ الأمريكي، سواء على المستوى الاقتصادي أو الدفاعي أو السياسي. فهل ستنجح أوروبا في تحقيق استقلالها أم ستظل خاضعة لقرارات واشنطن؟

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

"أصدقاء جدد".. ترامب يبتعد عن أوروبا ويتقرب من بوتين

العبء الأوروبي

من جهته، قال المحلل السياسي في مركز الدراسات الجيوسياسية بباريس، بيير لوران، إن سياسة ترامب التجارية والحمائية لا تعكس فقط توجهاً عدائياً تجاه أوروبا، بل تؤكد أن واشنطن لم تعد تعتبر الاتحاد الأوروبي شريكًا استراتيجيًا، وإنما منافسًا اقتصاديًا يجب إخضاعه.

وأضاف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الأوروبية ليس مجرد قرار اقتصادي، بل رسالة سياسية واضحة مفادها أن الولايات المتحدة لن تتردد في الضغط على أوروبا لتحقيق مصالحها. أوروبا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات مماثلة وتعزيز استقلالها الاقتصادي عبر تطوير صناعاتها المحلية وتقليل اعتمادها على الأسواق الأمريكية".

من جانبه، قال الخبير الدفاعي في معهد الدراسات الاستراتيجية الأوروبية، جان ميشيل دوبي، إن أحد أكبر التحديات التي تواجه أوروبا في عهد ترامب هو الأمن والدفاع، فقد أصبح من الواضح أن الإدارة الأمريكية لم تعد ترغب في تحمل العبء الأمني للقارة العجوز.

وأوضح، في تصريحات لـ"إرم نيوز": "حديث ماكرون عن ضرورة اتخاذ قرارات جريئة في مجال الدفاع يعكس الواقع الجديد الذي يفرض على أوروبا تعزيز قدراتها العسكرية، سواء عبر تطوير منظومتها الدفاعية أو تقوية التعاون العسكري بين دول الاتحاد".

وأضاف أنه "لم يعد بإمكان أوروبا الاعتماد على حلف شمال الأطلسي (الناتو) كما في السابق، وعليها التحرك لبناء جيش أوروبي مستقل قادر على حماية مصالحها الاستراتيجية".

بدورها، قالت الخبيرة في العلاقات الأوروبية-الأمريكية بمركز بوليتيس للبحوث الدولية، كلير رينو، إن خطاب ماكرون يعكس إدراكًا متزايدًا في الأوساط الأوروبية بأن العلاقة مع واشنطن لم تعد كما كانت.

وأوضحت، في تصريحات لـ"إرم نيوز": "ماكرون يبعث برسالة واضحة: لا مزيد من التبعية. سياسة ترامب الخارجية، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا، تؤكد أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في أوروبا. لذا، فإن على القادة الأوروبيين إعادة النظر في تحالفاتهم، وتوسيع شراكاتهم مع قوى أخرى، مثل الصين والهند، لضمان استقلال القرار الأوروبي".

أخبار ذات علاقة

أعلام دول الناتو

توترات بين ترامب والأوروبيين.. "الناتو" يستعد لفترة ما بعد الولايات المتحدة

استعادة روح المخاطرة

وفي مواجهة سياسات ترامب غير المتوقعة، يدعو الرئيس الفرنسي ماكرون أوروبا إلى "استعادة روح المخاطرة".

وخلال زيارته الرسمية إلى البرتغال، صرّح ماكرون يوم الخميس، بأنه يرفض أي شكل من أشكال الخضوع أو ما أسماه "التبعية السعيدة" لأوروبا تجاه الولايات المتحدة، داعيًا الأوروبيين إلى استعادة "روح المخاطرة" و"الطموح" و"القوة".

استعراض ترامب ورد ماكرون

بعد يومين فقط من استقبال الرئيس الفرنسي في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأمريكي يوم الأربعاء 26 فبراير/شباط، فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الأوروبية، متهمًا الاتحاد الأوروبي بـ"استغلال" الولايات المتحدة وفرض العقوبات نفسها التي سبق تطبيقها على المكسيك وكندا.

ولم يتأخر رد ماكرون، فخلال زيارته للبرتغال التي استغرقت يومين، صرّح بأن "الخضوع ليس هو الحل" أمام سياسة ترامب غير المتوقعة، وفقًا لما نقلته قناة "فرانس 24"، مضيفًا: "أنا لا أومن بالتبعية السعيدة".

رسالة ماكرون إلى الأوروبيين

استغل ماكرون هذه المناسبة لتوجيه رسالة قوية إلى الأوروبيين، داعيًا إياهم إلى "استعادة روح المخاطرة والطموح والقوة".

وأكد أن الحل ليس في "الانحناء"، بل في أن تكون أوروبا "موحدة وقوية أكثر من أي وقت مضى". وشدد على أن ذلك يتطلب "خيارات عميقة في مجالات التكنولوجيا والصناعة والدفاع"، وهي تصريحات أدلى بها سابقًا خلال خطابه أمام البرلمان البرتغالي.

كما عاد ماكرون إلى الحديث عن مناقشاته مع ترامب حول أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه أكد لنظيره الأمريكي "أهمية" أوكرانيا من أجل "سيادة" و"أمن" أوروبا.

من جانبه، أشاد رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو بماكرون، واصفًا عمله على الساحة الدولية بأنه "استثنائي".

وتعكس تصريحات ماكرون تغيرًا في الرؤية الأوروبية تجاه العلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل سياسات ترامب غير المتوقعة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفرنسي ماكرون يعقد اجتماعا افتراضيا مع قادة دول الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي يعتزم الرد "بالمثل" على رسوم ترامب المحتملة

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC