الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
ذكرت صحيفة "التايمز" أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، رغم البداية المتوترة، سحر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجح في كسب وده، بفضل رسالة شخصية من الملك تشارلز أدت دورًا محوريًا في إذابة الجليد بين الزعيمين وتهيئة الأجواء لمناقشات بناءة.
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب يعشق مظاهر العظمة والشعور بالأهمية، وهو ما وفرته له دعوة رسمية لزيارة دولة ثانية إلى بريطانيا، وهو حدث نادر لم يحظ به غير قلة من الرؤساء الأمريكيين.
وبدا ترامب متحمسًا لهذا التكريم الملكي، ما منح ستارمر فرصة لتعزيز الحوار وتحقيق إنجازات على أكثر من صعيد، وفق الصحيفة.
ورغم نجاح ستارمر في استمالة ترامب، فإن الحصول على موقف واضح منه بشأن القضايا الرئيسية ظل تحديًا كبيرًا، إذ بدا الرئيس الأمريكي مراوغًا كعادته، وهو ما دفع الصحيفة إلى تشبيه محاولات استخلاص وعود منه بمحاولة "تثبيت الهلام على الحائط".
ومع ذلك، ترى "التايمز" أن رئيس الوزراء البريطاني نجح من تحقيق اختراقات مهمة في ملفات حساسة، أبرزها التجارة والذكاء الاصطناعي، ما قد يحمي بريطانيا من التعريفات الجمركية التي يلوح بها ترامب.
وفي الملف الأوكراني، أثبت ستارمر مهارة دبلوماسية، فقد قدم خطته لحفظ السلام في أوكرانيا بوضوح، وأسهم في تلطيف موقف ترامب تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وخير دليل على ذلك، تراجع ترامب عن وصف زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، متسائلًا: "هل قلت ذلك حقًا؟"، وهو تحول لافت في خطابه تجاه أوكرانيا.
كما لفتت الصحيفة إلى أن ستارمر نجح في التواصل مع ترامب بلغة مألوفة له، مستخدمًا مصطلحات مثل "سلام تاريخي" و"فرصة هائلة"، وهي عبارات تلقى صدى إيجابيًا لدى الرئيس الأمريكي.
ولم يكن ذلك مجرد تكتيك لغوي، بل انعكس في إشادة ترامب بستارمر، واصفًا إياه بأنه "شخص مميز للغاية"، وهي إشارة إلى علاقة شخصية متنامية قد تمهد لشراكة وثيقة بين البلدين في السنوات القادمة.
ورغم أن تقارب ستارمر مع ترامب قد لا يكون موضع ترحيب داخل حزب العمال، فإنه يمثل بداية قوية لعلاقة متينة بين لندن وواشنطن، خصوصًا مع اقتراب زيارة زيلينسكي.
وخلصت الصحيفة إلى أن الرسالة الملكية لم تكن مجرد مجاملة بروتوكولية، بل كانت مفتاحًا لمكاسب دبلوماسية حقيقية، عززت موقف بريطانيا في ملفات التجارة والذكاء الصناعي، وأعطت دفعة إيجابية للعلاقات الدولية للمملكة المتحدة.