logo
العالم

عودة الوقود إلى باماكو.. استعادة للسيطرة أم "هدنة" ما قبل العاصفة؟

ماليون يتجمعون في محطة وقود بالعاصمة باماكوالمصدر: رويترز

أعلنت السلطات في مالي، عودة البنزين إلى العاصمة باماكو، بعد نحو شهرين من انقطاعه، نتيجة الحصار الذي تفرضه جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم "القاعدة".

ويثير هذا التطور تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة نجحت في استعادة السيطرة على محيط المدينة، أم أن الأمر لا يعدو كونه فاصلًا قصيرًا قبل استئناف القتال بين الطرفين.

وتدفقت بالفعل العشرات من الشاحنات وصهاريج البنزين على محطات الوقود في خطوة أثارت تفاؤلًا حذرًا بين سكان باماكو الذين عانوا لأشهر من انقطاع الوقود الذي تسبّب في اضطرابات من بينها تعليق الدراسة.

وفي خضم ذلك، لم تعلن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين عن هدنة أو وقف كلي للقتال في محيط العاصمة باماكو، ما يثير المخاوف من عودة زحف عناصرها.

أخبار ذات علاقة

قوات أفريقية خلال تدريبيات لمواجهة جماعات مسلحة

"الأناكوندا".. خطة "نصرة الإسلام" لبسط قبضتها على مالي دون قتال

هدنة قصيرة

ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه حكومة آسيمي غويتا، انتقادات حادة؛ بسبب طريقة إدارتها للمعركة ضد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي حققت مكاسب غير مسبوقة في محيط العاصمة باماكو.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، بالقول إن "ما حققته الحكومة المالية بإدخال كميات مهمة من البنزين والوقود إلى باماكو يشكل اختراقًا مهمًا لمسار الأزمة التي طال أمدها في العاصمة، وهي أزمة بدأ غويتا يتحسس خطورتها إذ تصاعد الغضب الشعبي تجاه حكومته في الأيام الماضية بشكل كبير".

وتابع ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز"، أنه "مع ذلك، لا أتوقع أن هذا يمهد لاستقرار في محيط باماكو، فالحاصل الآن هو مجرد هدنة قصيرة تسعى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نفسها إلى الاستفادة منها من خلال إظهار قدرتها على التحكم في دخول الوقود وخروجه أولًا، وثانيًا تحسين صورتها لدى السكان في العاصمة".

وشدد على أن "الجيش المالي عليه تكريس ضغوط كبيرة على الجماعة من أجل استدامة الوضع الراهن وهو أمر صعب المنال في ظل ميل كفة الموازين لصالح نصرة الإسلام والمسلمين التي باتت تملك قدرات عسكرية عالية".

انفراجة محتملة

ورغم دخول شاحنات وصهاريج بنزين إلى العاصمة باماكو، إلا أن عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لا يزالون يحاصرونها في محاولة للضغط على الحكومة التي لم تكشف بعد عن خطط لفك الحصار نهائيًا.

واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، أن "نجاح الحكومة في تأمين شحنات من الوقود والبنزين والذي تمّ على الأرجح بدعم عسكري روسي يعبد الطريق بالفعل لانفراجة في الحصار وقد تنجح السلطات في فكه في الأسابيع المقبلة".

وأضاف إدريس في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "روسيا فهمت رسالة باماكو التي أجرت محادثات مباشرة ونادرة مع الولايات المتحدة لذلك هي اليوم مستعدة لدعم الجيش المالي من أجل منع سقوط العاصمة وهي تدرك بأن الغرب يتصيد الفرصة السانحة لاستعادة نفوذه".

وتابع أن "موسكو لن تسمح بسقوط حليفها غويتا، وفي المقابل سيسعى الجيش بكل تأكيد لاستغلال الزخم الذي حققه من خلال إدخال شحنات الوقود لإبعاد قوات الجماعة المتشددة عن محيط العاصمة".

أخبار ذات علاقة

"طوق نجاة" أمريكي لمالي؟

روسيا تتراجع والقاعدة تتقدم.. هل يفتح الجيش المالي الباب لأمريكا مجددا؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC