logo
العالم

الفساد واليمين المتطرف.. الانتخابات الرئاسية تحبس أنفاس الرومانيين

الفساد واليمين المتطرف.. الانتخابات الرئاسية تحبس أنفاس الرومانيين
دعاية للمرشحين للرئاسة الرومانية في بوخارستالمصدر: رويترز
17 مايو 2025، 11:32 ص

تترقب رومانيا المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد، فيما تتزايد المخاوف من تغلغل الفساد وانزلاق البلاد نحو اليمين المتطرف.

أخبار ذات علاقة

 المرشح اليميني المتطرف جورج سيميون

اليمين المتطرف في رومانيا.. تهديد جديد لأوكرانيا والناتو في شرق أوروبا

 وفي مقال نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، اعتبر الكاتب الروماني ماتيي فيشنك أن فوز اليمين المتطرف المحتمل في هذه الانتخابات لا يعد حدثاً عارضاً، بل هو نتيجة طبيعية لمسار طويل من الفساد المستشري، الذي أضعف القيم المدنية وأفقد الدولة بوصلتها الأخلاقية، وفق تعبيره.

وقال فيشنك إن رومانيا تقف على حافة "انتحار حضاري" بفعل الفساد الذي ينخر مؤسساتها منذ عقود، بحسب وصفه.

وأضاف أن الأحزاب التقليدية، رغم تبنيها شعارات مؤيدة لأوروبا، تحالفت بشكل انتهازي مع قوى متناقضة بدافع البقاء في السلطة، ما أفسح المجال لصعود تيارات شعبوية ومتطرفة.

ويعود الكاتب إلى لحظات مفصلية في التاريخ الروماني، مشيراً إلى أن البلاد، بعد الحرب العالمية الأولى، كانت تمتلك فرصاً لتحقيق نهضة حضارية، لكنها انزلقت نحو التطرف القومي، والتعصب الديني، ومعاداة السامية. 

أما في الحقبة الشيوعية، فقد تكرّس شكل جديد من الفساد، في ظل التبعية الكاملة للاتحاد السوفيتي، وغياب التعددية السياسية، وهي مرحلة يرى فيشنك أن للشعب الروماني فيها بعض الأعذار بحكم القمع والاستبداد.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الروماني مارسيل شيولاكو بعد استقالته

بعد صعود اليمين المتطرف.. استقالة رئيس وزراء رومانيا

 لكن بعد عام 1989 وسقوط نظام نيكولا تشاوشيسكو، فشلت رومانيا، وفق فيشنك، في استثمار لحظة التحول الديمقراطي بشكل فعّال، إذ تسلل الفساد مجدداً عبر قنوات ما بعد الشيوعية، متغذياً من الموروث العثماني والبنية البيروقراطية السابقة، ليعيد إنتاج نفسه بأساليب أكثر تعقيداً، بحسب تعبيره.

ووجّه الكاتب نقداً لاذعاً للكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، متهماً إياها بدعم غير مباشر للفساد، عبر تبني خطاب محافظ يعزز فكرة "الروماني الصالح" بوصفه المتدين الأرثوذكسي المطيع.

وأشار إلى أن العديد من السياسيين الفاسدين يتسترون خلف الرموز الدينية ويشاركون في فعاليات كنسية لاستقطاب التأييد الشعبي، بينما مكانهم الحقيقي خلف القضبان.

واختتم الكاتب مقاله بالدعوة إلى الخروج من "حالة التنويم المغناطيسي" التي فرضها دعاة الفساد والتطرف، والتمسك بخيار الحياة الديمقراطية قبل فوات الأوان.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC