أدلى الرومانيون بأصواتهم يوم الأحد في انتخابات رئاسية تحظى بمتابعة واسعة، وأظهرت النتائج الجزئية تقدم المرشح اليميني المتشدد، جورج سيميون، بفارق واضح.
في حين لا يزال الفرز الرسمي جاريًا، تشير المؤشرات الأولية إلى أن سيميون، الذي كان مرشحًا متصدرًا لفترة طويلة، في المركز الأول، وإن كان أقل من نسبة 50% اللازمة للفوز المطلق.
وعدم الحسم يعني أن سيميون سيواجه خصمه الذي يحتل المركز الثاني، والذي من المرجح أن يكون إما مرشح المؤسسة كرين أنتونيسكو وإما عمدة بوخارست الوسطي نيكوسور دان، في جولة الإعادة في الـ18 من مايو.
وتُمثل نتيجة انتخابات يوم الأحد تتويجًا لصعود سيميون من مُحرّض هامشي إلى زعيم اليمين المتطرف، وربما، إذا وصل إلى قصر كوتروسيني، المقر الرئاسي في بوخارست، يكون أقوى رجل في رومانيا.
وسيميون (38 عامًا) الذي يقترب من رئاسة رومانيا، متحمّس لتحالف اتحاد الرومانيين، وأحد مُعجبي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب تقرير لصحيفة "بوليتيكو".
درس التاريخ في الجامعة وسرعان ما انخرط في النشاط السياسي، وشارك في احتجاجات الشوارع التي دعت إلى توحيد رومانيا ومولدوفا المجاورة، وهي أيديولوجية قومية متطرفة ووحدوية.
أسس حزبه "حزب الاتحاد من أجل رومانيا" عام 2019 بعد فشله في الترشح لعضوية البرلمان الأوروبي كمستقل.
وسيميون، الذي يرتدي بفخر قبعات بيسبول حمراء عليها صورة ترامب، وصف أسلوب الحزب بأنه "ترامبي". بعد الانتخابات البرلمانية العام الماضي، احتل الحزب ثاني أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الروماني.
تتوافق العديد من مواقف حزب "الاتحاد من أجل رومانيا" السياسية مع مواقف حركة "جعل أمريكا عظيمة مجددًا" التي يتزعمها ترامب، بدءًا من المحافظة الاجتماعية، التي تُعرّف نفسها بأنها مؤيدة للمسيحية والأسرة، وصولًا إلى وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وازداد دعم الحزب بشكل كبير في ظل جائحة كورونا، حيث استغل حزب "الاتحاد من أجل رومانيا" المشاعر المعادية للعلم بمعارضته الإجراءات الحكومية للحد من انتشار الفيروس، وترويجه لنظريات المؤامرة حول اللقاحات على وسائل التواصل الاجتماعي.
مُنع سيميون في 2024 من دخول أوكرانيا لمدة ثلاث سنوات بسبب ما وصفته كييف بـ"أنشطة ممنهجة معادية لأوكرانيا".
لكن سيميون ينفي معارضته لأوكرانيا أو موالاته لروسيا، مدعيًا أنه ببساطة موال لرومانيا. كما مُنع مرارًا من دخول مولدوفا، حيث اتهمته كيشيناو بتعريض الأمن القومي للخطر.
وهاجم سيميون بروكسل، مهددًا بخرق قوانين الاتحاد الأوروبي التي لا يتفق معها، مع أنه أكد ضرورة بقاء رومانيا جزءًا من التكتل. وقد صرّح سابقًا بأنه يرفض وصفه باليميني المتطرف.
استشهد سيميون برئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية، جورجيا ميلوني، كبطلة سياسية، ودعا إلى "ميلونية" أوروبا.
"صدقوني، ستكون هناك عملية سيميونية أيضًا"، هذا ما قاله لصحيفة بوليتيكو في نوفمبر الماضي، قبيل الانتخابات الرئاسية الرومانية الملغاة، والتي حل فيها رابعًا.
في الأشهر التي تلت إلغاء نتيجة تلك الانتخابات، ارتفعت شعبية سيميون بشكل كبير.
وتم استبعاد كالين جورجيسكو، الفائز المفاجئ من اليمين المتطرف، وأمرت المحكمة الدستورية في البلاد بإجراء تصويت جديد بعد أن زعمت السلطات الرومانية أن التدخل الروسي دفعه إلى الفوز.
وأدان سيميون بشدة إلغاء انتخابات العام الماضي، ووصف إعادة الانتخابات بأنها معركة من أجل "الديمقراطية، وإرادة الشعب، وسيادة القانون، والنظام الدستوري"، وتعهد بتعيين جورجيسكو في منصب رفيع في حال انتخابه.
في مناظرة تلفزيونية بين مرشحي الرئاسة الشهر الماضي، ظهر سيميون حاملًا باقة زهور لإيلينا لاسكوني، مرشحة يسار الوسط التي حلت ثانية في الانتخابات الملغاة العام الماضي، قبل أن ينسحب احتجاجًا على إلغاء الانتخابات.
وبحسب "بوليتيكو" تُجسّد هذه الحيلة المسرحية سياسات سيميون المُزعزعة للاستقرار، الذي بدأ مسيرته السياسية بالتظاهر في الشوارع ورسم شعارات قومية متطرفة على الطرق في جميع أنحاء البلاد.
