logo
العالم

"لوموند": صعود اليمين المتطرف في رومانيا يهدد مستقبلها الأوروبي

"لوموند": صعود اليمين المتطرف في رومانيا يهدد مستقبلها الأوروبي
تظاهرة لأنصار اليمين المطرف في رومانياالمصدر: (أ ف ب)
03 مايو 2025، 7:14 م

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن الانتخابات الرئاسية في رومانيا ستُجرى غدًا الأحد، بعد إلغاء الانتخابات السابقة التي كانت مقررة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بسبب شبهات بالتلاعب عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة "تيك توك".

وأوضحت الصحيفة أن هذه الانتخابات تأتي في ظل أجواء سياسية مشحونة، حيث يواجه المرشحون المؤيدون للاتحاد الأوروبي تحديات كبيرة أمام صعود اليمين المتطرف، وعلى رأسهم جورج سيميون، زعيم حزب "تحالف وحدة الرومانيين" (AUR)، الذي يُعد الأوفر حظًا للفوز في الجولة الأولى.

أخبار ذات علاقة

كالين جورجيسكو

رومانيا.. هيئة الانتخابات تستبعد مرشح اليمين المتطرف للرئاسة

 وسيميون، الذي يتمتع بشعبية واسعة بين الناخبين القوميين والمتشددين، اختار عدم المشاركة في المناظرات التلفزيونية، وأثار جدلًا كبيرًا عندما وصف النظام الديمقراطي في رومانيا بأنه "مُعتدى عليه"، في إشارة إلى عمق الاستقطاب السياسي في البلاد.

ويؤكد هذا الموقف أن سيميون يراهن على شعبيته القومية، ولا يرى حاجة للدخول في جدل سياسي تقليدي، بل يفضل الاستثمار في الجدل العام وإثارة الانقسام.

وذكرت "لوموند" أن المنافسة على الرئاسة هذا العام أكثر تعقيدًا من سابقاتها، خاصة بعد إلغاء نتائج الانتخابات الماضية، التي كان فيها المرشح اليميني المتطرف كالين جورجيشكو قد تصدر النتائج بنسبة 23%، قبل أن تُلغى بسبب تحقيقات قضائية في مزاعم تلاعب عبر وسائل التواصل.

ورغم استبعاد جورجيشكو من الترشح بسبب ملاحقته قضائيًا، فإن جورج سيميون يُعد خليفته السياسي الطبيعي، ويجسد توجهًا يمينيًا شعبويًا يثير القلق في الأوساط الأوروبية.

في المقابل، يجد المرشحون المؤيدون للاتحاد الأوروبي صعوبة في توحيد صفوفهم لمواجهة صعود اليمين، في ظل غياب مرشح موحد قادر على تمثيل المصالح الأوروبية، وتزايد مشاعر السخط الشعبي تجاه الأحزاب التقليدية الحاكمة.

ومن أبرز المنافسين لسيميون، يبرز كرين أنتونيسكو، الوزير السابق ورئيس مجلس الشيوخ الأسبق، الذي يمثل التوجه الأوروبي، لكنه يواجه ضعفًا في التأييد الشعبي بسبب ارتباطه بالأحزاب التي تداولت على السلطة منذ سقوط النظام الشيوعي.

ويُعد نيكوشور دان، عمدة بوخارست، مرشحًا "مناهضًا للنظام"، لكنه يفتقر إلى قاعدة دعم ريفية، حيث تهيمن قوى أخرى مثل حزب الاشتراكيين الديمقراطيين.

وأكد التقرير أن التحدي الأكبر أمام المؤيدين للاتحاد الأوروبي يكمن في توحيد جهودهم لوقف زحف اليمين المتطرف. ورغم أن رومانيا لم تُظهر تاريخيًا ميلًا واضحًا نحو انتخاب رئيس من اليمين المتطرف، فإن الانتخابات الحالية قد تشكل نقطة تحول حاسمة، خاصة في ظل تداعيات الحرب في أوكرانيا، والتوترات السياسية الإقليمية.

وخلصت لوموند إلى أن نجاح سيميون في الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات، المقررة في 18 أيار/مايو، سيضع رومانيا أمام مفترق طرق في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما يشكل تحديًا جديًا للعواصم الأوروبية التي تتابع عن كثب ما يحدث في هذا البلد الواقع في قلب أوروبا الشرقية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC