أفاد تقرير للبنتاغون يوم الثلاثاء أن الصين تهدف إلى بناء 6 حاملات طائرات جديدة خلال السنوات العشر القادمة، ضمن جهودها لتوسيع قوتها البحرية بشكل كبير.
ويأتي هذا الإعلان في إطار سعي بكين لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في امتلاك قوات مسلحة "عالمية المستوى" بحلول عام 2049، وفق مجلة "نيوزويك".
وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن العاصمة، لمجلة نيوزويك سابقاً: "سيتم النظر بشكل شامل في خطط التطوير المستقبلية لحاملات الطائرات الصينية بناءً على احتياجات الدفاع الوطني"، مؤكدا أن التطوير العسكري للصين في شرق آسيا لا يُوجَّه ضد أي طرف ثالث.
تُعد حاملات الطائرات مؤشراً رئيساً على القوة البحرية لأي دولة؛ إذ تعمل كقواعد جوية عائمة تسمح بتمديد النفوذ خارج الحدود الساحلية.
وتمتلك الصين حالياً أكثر من 370 سفينة، بما في ذلك ثلاث حاملات طائرات؛ لياونينغ، وشاندونغ، وفوجيان، بينما تمتلك الولايات المتحدة 11 حاملة طائرات، وهو أكبر أسطول في العالم من حيث حاملات الطائرات العاملة.
ويستخدم الجيش الصيني حاملاته في عمليات في غرب المحيط الهادئ؛ ما يمثل تحدياً مباشراً لاستراتيجية الولايات المتحدة القائمة على سلسلة الجزر للحد من النفوذ العسكري الصيني الإقليمي.
يشير تقرير البنتاغون إلى أن الصين تهدف إلى امتلاك تسع حاملات طائرات بحلول عام 2035، بما في ذلك السفن الحالية والجديدة؛ ومع ذلك، يرى محللون بحريون أن هذا الهدف طموح للغاية.
أوضح أليكس لاك، محلل بحري أسترالي لـ"نيوزويك"، أن "العمل على حاملات الطائرات الجديدة في داليان وجيانغنان لم يبدأ بعد بشكل واضح، وحتى مع تسريع عمليات البناء، قد يكون تحقيق تسع حاملات بحلول 2035 صعباً للغاية".
وأضاف أندرو إريكسون، أستاذ بمعهد الدراسات البحرية الصينية التابع لكلية الحرب البحرية الأمريكية، أن التوسع في الأسطول لا يعني بالضرورة أن جميع السفن ستكون جاهزة للعمل بحلول الموعد المحدد.
من المتوقع أن تكون حاملة الطائرات الرابعة من طراز 004 أول حاملة صينية تعمل بالطاقة النووية، لكنها لم تدخل بعد مرحلة البناء الرسمي.
بالمقارنة، تمتلك الولايات المتحدة بنية تحتية متقدمة لبناء حاملات طائرات نووية، وتقوم حالياً ببناء حاملتي طائرات من فئة جيرالد آر. فورد.
يرى البنتاغون أن جيش التحرير الشعبي الصيني يهدف عبر تطوير حاملات الطائرات إلى تعزيز قدراته على الردع والمنافسة مع الولايات المتحدة.
وذكر التقرير السنوي أن الصين حشدت على مدى عقود الموارد والتكنولوجيا والإرادة السياسية لتحقيق رؤيتها لجيش عالمي المستوى، وأن توسعة الأسطول تهدف لتعزيز النفوذ في غرب المحيط الهادئ والحد من التدخل الأمريكي في نزاعات إقليمية محتملة.
وأكد ليو بينغيو أن تطوير الصين لا يستهدف أي دولة أو منطقة محددة، بل يركز على حماية السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية.
يعكس طموح الصين لبناء ست حاملات طائرات جديدة خلال عقد من الزمن تحديثاً عسكرياً سريعاً وطموحاً لبسط النفوذ البحري على نطاق أوسع.
ومع ذلك، يبقى التساؤل قائماً حول الجدوى العملية وتحقيق الأهداف في الوقت المحدد، في ظل التحديات التقنية واللوجستية، والمقارنة مع التفوق البحري الأمريكي.
وقد تصبح هذه الخطوة محوراً جديداً للتنافس الاستراتيجي بين بكين وواشنطن في شرق آسيا خلال العقد المقبل.