أكّد الدكتور إحسان الخطيب، عضو الحزب الجمهوري وأستاذ العلوم السياسية في جامعة "موري ستيت" الأمريكية، أن الملياردير إيلون ماسك خسر كثيرًا في صراعه المفتوح مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد علاقة سابقة اتسمت بالدعم السياسي والمصالح المشتركة.
وقال الخطيب في حوار مع لـ"إرم نيوز"، إن العلاقة التي كانت تجمع بين ترامب وماسك تحوّلت من دعم وثقة متبادلة إلى تصادم حاد بين "أغنى رجل في العالم" و"أقوى رجل في العالم"، محذرًا من أن استمرار هذا الخلاف ليس في مصلحة ماسك، الذي يفتقر – على حد وصفه – إلى الذكاء السياسي والاجتماعي، رغم عبقريته في مجالات التكنولوجيا والفضاء.
ورأى الخطيب أن ماسك هو الخاسر الأكبر من هذا النزاع، موضحًا: "ماسك لديه ذكاء علمي، لكنه يعاني من مشاكل في التواصل الاجتماعي ناتجة عن إصابته بالتوحد، في المقابل يتمتع ترامب بمهارات استثنائية في التواصل والاقتراب من الجمهور. ترامب استفاد من ماسك، الذي كان يدعمه ماليًا وإعلاميًا، قبل أن ينقلب عليه".
وأضاف: "ماسك أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لصالح الجمهوريين، ويمتلك منصة (إكس) التي يتابعه عليها أكثر من 220 مليون شخص، ما شكّل أداة دعائية كبيرة لترامب، لكن دخوله عالم السياسة بهذه الطريقة كان خطأ فادحًا".
واستبعد الخطيب أن يقدم ماسك على دعم الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس المقبلة، قائلًا: "ماسك جمهوري بطبعه، ويختلف مع الديمقراطيين جوهريًا، وهم بدورهم لن يقبلوا به، مما يعني أنه إذا غادر الجمهوريين، سيخسر الطرفين".
وأضاف أن مستشاري ماسك ينصحونه بعدم المضي قدما في الصدام مع ترامب، مشددا أن "هذه مواجهة غير متكافئة، الحزب الجمهوري يدعم ترامب بقوة، وأي تصعيد قد يُهدد مصالح ماسك التجارية، خصوصًا مع وجود مساهمين كبار لا يقبلون بالمغامرات السياسية".
ورغم حدة الخلاف، لم يستبعد الخطيب عودة العلاقة بين ترامب وماسك، مؤكدا أن "السياسة الأمريكية لا تعرف صداقات دائمة أو عداوات دائمة. ترامب رجل براغماتي ويبحث عن المصلحة. إذا رأى فائدة من استعادة العلاقة مع ماسك، فلن يتردد. لقد رأينا حالات مشابهة، مثل ماركو روبيو، الذي انتقل من خصومة حادة مع ترامب إلى منصب وزير الخارجية في إدارته".
وعن احتمال تأسيس ماسك لحزب ثالث، قال الخطيب: "فكرة الحزب الثالث في أمريكا ضرب من الخيال. من يريد إضاعة الوقت والمال فليحاول. النظام الحزبي الأمريكي ثنائي، والحزبان الكبيران يسيطران على كل مفاصل السياسة".
وأوضح أن ماسك يفتقر لفهم الديناميكيات السياسية، لافتا إلى أن "ماسك تصرّف داخل البيت الأبيض كما لو أنه في شركته، يتحدث عن طرد موظفين وإغلاق مؤسسات، وهذا لا ينطبق على العمل الحكومي المحكوم بالبيروقراطية والقيود الدستورية. هناك كونغرس، قضاء، جماعات ضغط. ماسك لم يدرك ذلك، مما سبّب مشاكل لترامب وأحرجه سياسيًا".
وأشار الخطيب إلى وجود علامات استفهام على بعض ملفات ترامب، مثل الاقتصاد والسياسة الخارجية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن ترامب يحظى بتأييد كبير في ملف الهجرة والسيطرة على الحدود.
وختم الخطيب بالقول: "خلاف ترامب وماسك يسرّ خصومهما، وهناك من يترقب انفجار فضائح. لكن من غير المرجح أن يستمر الصدام، ومن المحتمل أن نشهد نهاية وشيكة له، إما بتسوية أو بإعادة تموضع المصالح".