logo
العالم

فرنسا تكتسح السباق الدفاعي.. صفقة مقاتلات رافال للهند "تنسف" أحلام موسكو

طائرة رافال المقاتلةالمصدر: شركة داسو الفرنسية

في خطوة استراتيجية يمكن أن تُعيد خريطة الشراكات الدفاعية في آسيا، اقترحت القوات الجوية الهندية على وزارة الدفاع شراء 114 طائرة  رافال مقاتلة بالتعاون مع فرنسا، في صفقة تقدر قيمتها بنحو 24 مليار دولار. 

وستُصنع الطائرات بنسبة 60% من المكونات محليا في الهند، بالتعاون بين شركة "داسو للطيران" الفرنسية وشركة هندية ضمن برنامج "صنع في الهند". 

وأفاد خبراء بأنه إذا وافقت نيودلهي على العرض، فإن ذلك سيكون ضربة قوية لموسكو، التي كانت تعتمد على تصدير طائرة الشبح الروسية سو-57 لتعزيز قدراتها التصديرية، وفق صحيفة "يوراسيان تايمز".

تفاصيل الصفقة

وتُعد الصفقة، التي تقدر بـ24 مليار دولار، قيد الدراسة حاليا من وزارة الدفاع، ووزارة المالية الدفاعية، ومجلس المشتريات الدفاعية، وصولاً إلى لجنة مجلس الوزراء للأمن برئاسة رئيس الوزراء.

أخبار ذات علاقة

رافال إف 5

طائرة "داسو رافال" الفرنسية تتحدى "إف 35" بصاروخ نووي

وقد دعا سلاح الجو الهندي إلى تجاوز برنامج الطائرات متعددة الأدوار (MRFA) واختيار رافال مباشرة، في خطوة تبعث على الابتهاج داخل أوساط الدفاع الهندي، لكنها تشكل صدمة لروسيا التي كانت تسعى جاهدة لتسويق طائرة سو-57E للهند منذ سنوات.

وكانت موسكو تأمل أن تُنعش صفقة سو-57 اقتصادها المتضرر بفعل الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية.

وحتى وقت قريب، كانت هناك خطط لتصنيع سو-57 في الهند بالتعاون مع شركة هندوستان أيرونوتيكس HAL، بما يشمل تحديث طائرات Su-30MKI والمساعدة في مشروع AMCA الهندي للطائرات المقاتلة المتقدمة.

لكن التحديات التقنية وتأخر الإنتاج والشكوك حول قدرة سو-57 على التخفي، جعلت روسيا تواجه صعوبة في الاستحواذ على صفقة ضخمة من أكبر مشترٍ محتمل لها، وهو الهند.

الخيار المثالي للهند

اختيار الهند لطائرات رافال ليس صدفة؛ فالطائرة أثبتت جدارتها في عملية "سيندور"، حيث نفذت هجمات دقيقة على أهداف باكستانية رغم محاولات إسقاطها بصواريخ PL-15E.

علاوة على ذلك، ستتعاون داسو للطيران مع شركاء هنود مثل TASL وداسو ريلاينس إيروسبيس لتصنيع هياكل الطائرة في حيدر آباد، إضافةً إلى إنشاء منشأة لصيانة محركات M88. 

وهذا التعاون يعزز الاستقلال الاستراتيجي للهند ويضمن نقل التكنولوجيا والتدريب للمهندسين المحليين.

أخبار ذات علاقة

طائرة إف 35

تحول استراتيجي.. بلجيكا تستبعد "الرافال" الفرنسية وتتجه نحو واشنطن

كما يمتد التعاون إلى تطوير محركات الطائرات المقاتلة المتوسطة AMCA عبر شراكة بين Safran الفرنسية ومنظمة البحث والتطوير الدفاعية الهندية، بهدف إنتاج محرك نفاث بقوة 120-140 كيلو نيوتن، يقلل الاعتماد على الموردين الأجانب ويعزز الاكتفاء الدفاعي المحلي.

وكانت رافال دائما الخيار الأول لسلاح الجو الهندي، بدءا من منافسة MMRCA في 2011، وحتى شراء 36 طائرة جاهزة للاستخدام في 2016 بعد تأخير العقد الأولي. 

من جانبهم أكد خبراء سلاح الجو، مثل المارشال الجوي م. ماتيسواران، أن رافال كانت الخيار الأمثل، معتبرين أن العقود الدفاعية يجب أن تضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار آخر.

الميزة التشغيلية والتوافق اللوجستي

توسيع أسطول رافال ليصل إلى 150 طائرة سيجعل الهند أكبر مشغل للرافال خارج فرنسا، ويضمن توافقا تشغيليا بين سلاح الجو والبحرية الهندية، التي تخطط لشراء 26 طائرة رافال-مارين. 

كما سيعزز ذلك جهود الهند في صناعة الأسلحة المحلية ويدعم استراتيجية "صنع في الهند".

حتى الآن، كانت روسيا المزود الرئيس للهند بنسبة 36% من وارداتها العسكرية، فيما جاءت فرنسا ثانيًا بنسبة 33% (SIPRI 2025). 

لكن صفقة رافال الضخمة قد تجعل فرنسا الشريك الدفاعي الأول للهند، وهو تحول استراتيجي يعكس تحالفا دفاعيا متينا ومستداما، ويضع روسيا أمام خسارة محتملة لأكبر مشترٍ في جنوب آسيا.

أخبار ذات علاقة

مقاتلات رافال

"جيه 10" و"رافال".. جيوش عالمية تراقب "حرب المقاتلات" بين الهند وباكستان

إن اختيار الهند لطائرات رافال متعددة الأدوار ليس مجرد صفقة شراء؛ بل إنه تحول استراتيجي يعكس طموح نيودلهي لتعزيز قدراتها الدفاعية، والاستقلال التكنولوجي، والتوافق الاستراتيجي مع شركاء موثوقين مثل فرنسا. 

وفي الوقت نفسه، يمثل ذلك ضربة قوية لموسكو، التي كانت تأمل في دعم صادراتها وتقوية نفوذها العسكري في آسيا.

تعيد الهند بذلك كتابة قواعد اللعبة في جنوب آسيا، وتجعل من فرنسا شريكا دفاعيا محوريا، بينما تُضعف روسيا تدريجيًا موقعها التاريخي في الهند؛ ما يعكس تنافسا استراتيجيا شديد الحدة على صعيد التسلح والجيوسياسة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC