انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
رأى خبراء في الشؤون الدفاعية أن خطوة بلجيكا بتخصيص مبلغ مليار يورو إضافي لشراء مقاتلات F-35 الأمريكية تعكس تحولًا استراتيجيًا حادًا في خياراتها العسكرية، على حساب التعاون الأوروبي.
واعتبر الباحث الفرنسي جوليان دوما، المتخصص في سياسات الدفاع ضمن حلف "الناتو"، أن "استبعاد الرافال من الصفقة البلجيكية ضربة موجعة للصناعات الدفاعية الفرنسية".
وقال دوما لـ"إرم نيوز"، إن "الرسالة واضحة: حتى الحلفاء الأوروبيون المقربون باتوا يفضلون السلاح الأمريكي لما يوفره من قدرات تكتيكية، خصوصًا في مواجهة خصم مثل روسيا".
وأشار إلى أن "هذا القرار يكشف عن قناعة متنامية في الأوساط الأوروبية بأن الردع الحقيقي في مواجهة التهديدات الكبرى مثل روسيا لا يأتي من الطائرات الأوروبية مثل رافال أو يوروفايتر، بل من التكنولوجيا الأمريكية المتفوقة، وبالأخص الشبح F-35".
بدوره، أكد الباحث الفرنسي المتخصص في شؤون الصناعات العسكرية الأوروبية، جان-باتيست لورو، أن هذا القرار يكشف عن فشل سياسي فرنسي في تسويق الرافال كخيار استراتيجي متكامل داخل الاتحاد الأوروبي".
وقال لورو لـ"إرم نيوز"، إن "الأمر لا يتعلق فقط بالأداء العسكري، بل بثقة الحلفاء في قدرة فرنسا على قيادة مشروع دفاع أوروبي مستقل".
وأوضح أن "بلجيكا تعطي إشارات مقلقة حول تصدّع هذا الطموح الجماعي، وتُظهر أن الانقسام داخل أوروبا بشأن التبعية الدفاعية للولايات المتحدة لا يزال عميقًا".
وأضاف لورو: "إذا استمرت دول مثل بلجيكا وسويسرا في تفضيل المقاتلات الأمريكية، فقد نجد أنفسنا أمام تفكك تدريجي لفكرة السيادة العسكرية الأوروبية".
وأكدت بلجيكا عزمها شراء 11 طائرة مقاتلة إضافية من طراز F-35 الأمريكية، في صفقة تُقدّر قيمتها بمليار يورو، لتستبعد بذلك بشكل نهائي المقاتلة الفرنسية "رافال".
وصرح وزير الدفاع البلجيكي ثيو فرانكن قائلًا، إن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين لا يخشى طائرات اليوروفايتر أو الرافال أو الغربين السويدية.. إنه يخشى الـF-35 لأنها لا تُرى".
وأعلن وزير الاقتصاد البلجيكي دافيد كلارينفال، أن "بلاده تعتزم تقديم طلب جديد لشراء 11 طائرة مقاتلة F-35، ضمن خطتها لزيادة الإنفاق العسكري.
وقال كلارينفال: "لقد توصلنا إلى اتفاق، وسنتمكن من المضيّ قدمًا في إصلاحاتنا"، مشيرًا إلى أن الصفقة تحتاج بعد ذلك إلى الموافقة الرسمية من مجلس الوزراء في بروكسل، إلى جانب توقيع اتفاق مع الشركة المصنّعة لوكهيد مارتن.
ويُعد هذا المشروع أحد أبرز الملفات التي يدعمها بقوة وزير الدفاع البلجيكي، السياسي المحافظ الفلاماني ثيو فرانكن (N-VA)، الذي وصف نفسه خلال عطلة نهاية الأسبوع بأنه "ملتزم للغاية مع الأمريكيين".
وقدّر فرانكن قيمة الصفقة بمليار يورو من أصل 34 مليار يورو، وهو إجمالي الاستثمارات الدفاعية المخطط لها حتى عام 2034، ما يمثل أضخم جهد عسكري بلجيكي منذ 40 عامًا.
وكانت بلجيكا قد طلبت في عام 2018 شراء 34 طائرة F-35 من شركة لوكهيد مارتن، وتُدرّب حاليًا طياريها في صحراء أريزونا الأمريكية على هذه الطائرات المتقدمة.
ومن المقرر أن تبدأ أولى عمليات التسليم إلى بلجيكا في خريف هذا العام.
وقبل 7 سنوات، أثار هذا الملف توترًا بين فرنسا وبلجيكا، بعد أن سعت باريس لإقناع بروكسل باقتناء مقاتلاتها من طراز رافال.
وتأتي هذه الصفقة في وقت تتزايد فيه الانتقادات في دول أوروبية أخرى بشأن كلفة برنامج F-35، وخاصة في سويسرا، حيث تسبب شراء 36 طائرة من الطراز نفسه في جدل كبير، بعد أن اتضح أن السعر قد يتجاوز التقديرات الأصلية بما يصل إلى 1.5 مليار فرنك سويسري إضافي.
