مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
بعد ثلاثة أشهر فقط من المواجهة مع باكستان، تتجه الهند نحو تعزيز قدراتها العسكرية بشكل غير مسبوق عبر طلبية إضافية قد تصل إلى 114 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز "رافال".
ووفق ما نشرته صحيفة "تايمز أوف إنديا"، فإن سلاح الجو الهندي (IAF)، الذي خرج راضياً عن أداء طائرات "رافال" خلال الغارات الأخيرة، يضغط على الحكومة من أجل تسريع المفاوضات مع شركة "داسو للطيران" الفرنسية، عبر صفقة حكومية مباشرة مع باريس.
وقالت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية إن الطلبية الجديدة لطائرات رافال، التي يجري الحديث عنها منذ سنوات لصالح الهند، قد تدخل مرحلة الإجراءات العاجلة بهدف التوصل إلى اتفاق خلال شهر أو شهرين فقط.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أن السبب الرئيس لهذا الاستعجال يعود إلى الحاجة الملحة لتعويض النقص والاهتراء في أسراب سلاح الجو الهندي، حيث تسعى القيادة إلى سد الفجوة القائمة أمام التحديات الإقليمية المتصاعدة.
ورأت الصحيفة أن الطلبية الإضافية للهند، إذا تمت، لن تكون مجرد صفقة تسليح تقليدية، بل ستكون ذات دلالات بأبعاد اقتصادية وسياسية لكافة الأطراف.
وأوضحت أنه بالنسبة لفرنسا، فإن الصفقة ستعزز مكانتها كأحد أبرز مصدري السلاح عالمياً، وتحقق لشركة "داسو للطيران" أكبر عقد في تاريخ برنامج "رافال"، بعد نجاحها في إبرام عقود سابقة مع مصر وقطر والإمارات واليونان.
وبالنسبة للهند، ستضمن الصفقة تعزيز قدراتها الردعية ضد كل من باكستان والصين، في وقت تشهد فيه المنطقة سباق تسلح جوي متسارع.
كما أنه بالنسبة للهند أيضاً لا يتعلق الأمر فقط بتعويض الخسائر، بل أيضاً بتأكيد شراكتها الاستراتيجية مع فرنسا، في ظل التنافس المحتدم مع الصين وباكستان على التفوق الجوي في المنطقة.
وستنعكس الصفقة على العلاقات الثنائية، إذ تمثل خطوة إضافية في الشراكة الاستراتيجية بين باريس ونيودلهي، خاصة في مجالات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه إذا ما تمت هذه الصفقة، فستكون بمثابة قفزة نوعية في التعاون العسكري بين الهند وفرنسا، وستشكل نقطة تحول في موازين القوة الإقليمية.
وأضافت: قد ترسم ملامح مرحلة جديدة في سوق صناعة الطيران العسكري، حيث تتحول "رافال" تدريجياً إلى إحدى أكثر الطائرات المقاتلة طلباً على المستوى العالمي.
ومع دخول 114 مقاتلة جديدة إلى الخدمة المحتملة، ستصبح الهند واحدة من أكبر مشغلي "رافال" في العالم. وهذا التطور سيمنحها تفوقاً نوعياً في الجو بفضل أنظمة الرادار المتطورة التي تمتلكها الطائرة، وقدراتها على حمل صواريخ بعيدة المدى مثل "ميتيور"، ومرونتها في تنفيذ مهام متعددة تشمل التفوق الجوي والهجمات الأرضية والاستطلاع.
وبالنسبة لباكستان، التي تعتمد أساساً على مقاتلات "إف-16" الأمريكية وطائرات صينية من طراز "JF-17"، فإن صفقة بهذا الحجم تعني ضرورة إعادة النظر في موازنتها الدفاعية.
أما الصين، المنافس الأبرز للهند، فقد ترد بزيادة إنتاج وتطوير أسطولها من الطائرات المقاتلة المتقدمة مثل "J-20"..
ورغم الإشادة العسكرية بالطائرة الفرنسية، تواجه الصفقة انتقادات في الداخل الهندي تتعلق بكلفتها الباهظة.
في العقد السابق مع "داسو"، أثارت المعارضة الهندية ضجة كبيرة حول الشفافية في التسعير وشروط الصفقة. وهذه المرة، سيكون على الحكومة الهندية مواجهة نفس التساؤلات، خصوصاً أن قيمة الصفقة الجديدة قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، في وقت تعاني فيه البلاد من تحديات اقتصادية واجتماعية.
