رأى تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن هجوم أوكرانيا بالمسيّرات الذي استهدف القواعد الجوية الروسية، زعزع استراتيجية موسكو العسكرية، وعقد خططها الهجومية، بعد أن دمرت طائرات توبوليف القديمة، ما يعني أنها فقدت "حجر الزاوية" في قدرتها على إبراز قوتها العسكرية خارج حدودها.
وبدأت روسيا في تخصيص المزيد من الموارد لحماية أسطولها، حيث ذكرت الصحيفة أن موسكو ستُجبر، بعد ضربات الطائرات المسيرة، على إعادة النظر في كيفية تشغيل أسطولها المتبقي من القاذفات الإستراتيجية وتخزينه والدفاع عنه.
وبينما تُضعف هجمات الطائرات المُسيّرة على القواعد الجوية الروسية قدرة موسكو على شنّ حرب على جارتها، فإنها تُقوّض أيضًا قدرتها على تهديد خصومها الأبعد، بحسب الصحيفة.
وأضافت: "أدت الهجمات إلى إتلاف أو تدمير قاذفات توبوليف الإستراتيجية المُستخدمة في الهجمات الصاروخية والضربات النووية المُحتملة".
ولم تعد روسيا تُنتج طائرات توبوليف القديمة التي استُهدفت في الهجمات، ما يعني أنها فقدت حجر الزاوية في قدرتها على إبراز قوتها العسكرية خارج حدودها، وفق الصحيفة.
وأوضحت أنه "رغم أن الطائرات الروسية الأحدث أكثر حداثة ورشاقة، لكنها تفتقر إلى خصائص حيوية للقاذفات المدمرة، وأهمها مداها وكمية الذخائر التي يمكنها حملها".
وفي حين أكدت روسيا وقوع بعض الخسائر في القواعد الجوية، صرّحت أوكرانيا بأنها ألحقت أضرارًا أو دمّرت أكثر من 40 قاذفة من أصل أكثر من 100 قاذفة "توبوليف" معروفة لدى روسيا، خلال العملية التي أطلقت عليها كييف "شبكة العنكبوت".
وقالت الصحيفة إن محللي الاستخبارات مفتوحة المصدر، أحصوا ما لا يقل عن 14 طائرة متضررة باستخدام صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو منشورة على الإنترنت، ولم يتضح عدد طائرات توبوليف-22 وتو-95 التي كانت جاهزة للعمل قبل الضربات.
ووفقًا لأوكرانيا ومحللي الاستخبارات، دمّر الهجوم أيضًا طائرة أنتونوف نادرة تستخدمها روسيا للقيادة والتحكم الجوي، وهي قدرة أخرى حيوية في الحرب الحديثة.
وذكرت الصحيفة أن روسيا ستُجبر، بعد ضربات الطائرات المسيرة، على إعادة النظر في كيفية تشغيل أسطولها المتبقي من القاذفات الإستراتيجية وتخزينه والدفاع عنه؛ إذ إن روسيا، شأنها شأن الولايات المتحدة، غالبًا ما تترك قاذفاتها بعيدة المدى متوقفة في الخارج، بحيث تسهل رؤيتها، لأسباب عملياتية وكجزء من اتفاقيات نزع السلاح النووي مع واشنطن مع نهاية الحرب الباردة.
وتابعت أن إبعاد الطائرات عن أوكرانيا؛ لحمايتها، يعني أن القاذفات الروسية يجب أن تقوم برحلات طويلة للوصول إلى أهدافها، ما يمنح أوكرانيا ووكالات الاستخبارات الغربية فرصًا لمراقبة تحركاتها والاستعداد لها، وما يزيد من تعقيد خطط موسكو الهجومية.
وفي حين ستحتاج روسيا الآن إلى تخصيص المزيد من الموارد لحماية القاذفات وغيرها من الأصول العسكرية القيّمة؛ حيث تمتلك البلاد نظام دفاع جوي ضخمًا قامت بتوسيعه في السنوات الأخيرة، لكنه يفتقر إلى المعدات الكافية لتغطية البلاد بأكملها والحماية من جميع المخاطر، من الصواريخ بعيدة المدى إلى الطائرات الصغيرة البطيئة المسيرة مثل تلك التي استُخدمت يوم الأحد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرات التي ضربتها أوكرانيا تلعب دورًا في أسطول القوات الجوية الروسية يُضاهي تقريبًا دور قاذفات بي-52 وبي-1 الأمريكية.
وفي المقابل، تمتلك الولايات المتحدة قاذفات بي-2 الشبحية ذات الأجنحة الطائرة، وتعمل على تطوير بديل لها، وهي بي-21. وفي المجمل، تمتلك الولايات المتحدة حوالي 140 قاذفة بعيدة المدى عاملة.
ولفتت إلى أن طائرات تو-95، التي حلقت لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، بينما كان الاتحاد السوفيتي يُطور محركات نفاثة بعيدة المدى، تستخدم 4 محركات توربينية، كل منها مزود بزوج من المراوح الخارجية التي تدور في اتجاهين متعاكسين للسرعة والدفع.
وفي حين أن روسيا تواجه مشكلة أكبر من عمر طائراتها، لكنه لا يُعد عيبًا جوهريًا، تخطط الولايات المتحدة لإبقاء حوالي 76 من بي-52 التي صُنعت عام 1949، في الخدمة حتى عام 2050 على الأقل بفضل موجات التحديث، وفقا للتقرير.