logo
العالم

هل تستخدم روسيا صاروخها "الخارق" للرد على "شبكة العنكبوت" الأوكرانية؟

هل تستخدم روسيا صاروخها "الخارق" للرد على "شبكة العنكبوت" الأوكرانية؟
من استعراض للصواريخ الروسية العابرة للقارات في الساحة الح...المصدر: غيتي
02 يونيو 2025، 12:36 م

حدد خبراء استراتيجيون ومختصون في الشأن الروسي، سيناريوهات رد موسكو المنتظر على العملية العسكرية التي قامت بها أوكرانيا مؤخرًا، تحت مسمى "شبكة العنكبوت".

وأسفرت العملية عن تدمير طائرات حربية روسية، في أكبر ضربة أوكرانية توجه خلال الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط العام 2022، ضد أسطول موسكو من القاذفات بعيدة المدى.
 
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرد الروسي سيحمل عدة خطوات وتوقيتات، منها ما هو حالي، ومنها ما سيتحدد حسب التحقيقات الهادفة للتأكد من ماهية أجهزة الاستخبارات الواقفة وراء هذا الهجوم، سواء كانت بريطانية أو أوروبية أو أمريكية، ليصار إلى تفعيل "العقيدة النووية الروسية" بضرب الدولة المتورطة في عمقها.
 
وبينوا أن روسيا في ردها المبدئي على أوكرانيا، ستستخدم صاروخها الجديد "أوريشنيك" ضمن عملية قصف محطات وخطوط المترو والسكك الحديدية في جميع أنحاء أوكرانيا، مع تدمير جسور الأنهار وشبكة الطرق.
 
وكانت طائرات أوكرانية قد استهدفت في "شبكة العنكبوت" قواعد بيلايا وإيفانوفو ودياجيليفو وأولينيا الجوية الروسية، والتي تضم جميعها طائرات عسكرية روسية.

أخبار ذات علاقة

 كشف أضرار روسيا من عملية "شبكة العنكبوت"

كيف نسجت أوكرانيا "شبكة العنكبوت" وضربت سلاح الجو الروسي؟ (فيديو إرم)

 العقيدة النووية الروسية

وفي هذا الإطار، يقول الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن موسكو سيكون لديها ردان في ظل العملية التي جرت مؤخرًا، والتي شهدت جانبين، الأول استهداف المدنيين في كورسك وبريانسك، أما استهداف المطارات العسكرية سيحمل تريثًا في الرد لعدة أسباب، منها انتظار نتائج إجراء تحقيق كامل، لأن الاستهداف كان من أراضٍ روسية، وليست أوكرانية، بواسطة شاحنات قرب مطار عسكري مهم، أطلق منها مسيرات أدت إلى حرق عدة طائرات ضمن خطوط استراتيجية جوية.
 
وأضاف الأفندي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن روسيا ستتريث في ردها لحين الوقوف على المسؤولين عن هذه العملية، باعتبارها اختراقا أمنيا قويا، فالمشكلة داخلية قبل أن تكون خارجية، وفق تعبيره.
 
وأكد أن الرد الأول سيكون على ضرب المدنيين والجسور في كورسك وبريانسك، ومن ثم يأتي الرد الثاني بناءً على التحقيقات الخاصة بما جرى في المطارات العسكرية، لاسيما أن الأمر استراتيجي داخلي، أكثر من كونه متعلقا بالحرب في أوكرانيا.
 
وأوضح الأفندي أن هناك أجهزة مخابرات خارجية لعبت دورا كبيرا في استهداف هذه المطارات، ولديها معلومات وتفاصيل واضحة وكثيرة، مرجحًا وجود أيادٍ غير أوكرانية ما بين كونها بريطانية أو أوروبية أو أمريكية، لذلك سيكون الرد في عمق الدولة التي وقفت وراء العملية.
 
ونبه الأفندي إلى أن الرد الروسي المرتقب سيحمل في طياته تفعيل العقيدة النووية الروسية بشكل كامل، لذلك كل دولة متورطة سيكون هناك رد كامل عليها، لافتًا إلى أن التحقيقات ستكون دقيقة، والدليل يجب أن يكون واضحًا تجاه الدولة المتورطة، حتى تكون الضربة الروسية في قلب عمقها.

أخبار ذات علاقة

قوات روسية في منطقة كورسك

إخلاء 200 قرية أوكرانية.. روسيا تخوض أعنف معاركها في دونيتسك وسومي

استخدام صاروخ "أوريشنيك"

من جانبه، يؤكد مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، أن استهداف المطارات العسكرية الروسية ضربة مؤلمة لموسكو، لكنها ليست حرجة، وصور الأقمار الصناعية التي بثتها بعض وكالات الأنباء تؤكد أن عدد الطائرات التي تضررت 13 طائرة، منها 4 حرقت بالكامل، فيما تضررت الطائرات المتبقية جزئيًا، على خلاف ما تدعي كييف بأنها بلغت 41 طائرة.
 
وقال ملحم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن العملية الأوكرانية الأخيرة، استهدفت مطارات روسية تحوي طائرات قادرة على حمل قاذفات استراتيجية وصواريخ نووية، لافتًا إلى أن هذه الطائرات يجب أن تبقى مكشوفة في العراء، وعدم إخفائها عن مراقبة الأقمار الصناعية تماشيًا مع بنود معاهدة "ستارت" للحد من انتشار الأسلحة النووية بين موسكو وواشنطن سارية المفعول.

وأكد أن استهداف أوكرانيا لهذه المطارات يعتبر تهديدًا للأمن الدولي، مما يجعل الدبلوماسية الروسية تنشط بشكل كبير، لأن ما جرى لتلك المطارات يتطلب ردًا روسيًا فوريًا بالأسلحة النووية.
 
وأوضح ملحم أن الرد الروسي على أوكرانيا سيكون عنيفًا للغاية، مرجحًا أن يكون بالأسلحة التقليدية عبر استخدام الصاروخ الجديد "أوريشنيك".

ولفت إلى أن استباحة كييف للجسور والخطوط الحديدية، تعتبر بمثابة هدية على طبق من ذهب لموسكو، التي ستقدم على تعطيل كل حركة القطارات وتدمير الجسور على الأنهار وقصف محطات وخطوط القطارات والمترو الأوكرانية، أي الذهاب إلى شل الحركة في أوكرانيا بالكامل.
 
وتابع ملحم: "أوكرانيا ارتكبت حماقة لا تعلم أبعادها، لأن رفع سقف الرهان مع موسكو لن ينجح إطلاقًا، بل على العكس، هي مغامرة شبيهة بالدخول إلى مقاطعة كورسك العام الماضي".

وبين أن أوكرانيا قالت في حينها أمام الإعلام العالمي إنها دخلت الأراضي الروسية في سابقة لم تحدث من قبل منذ الحرب العالمية الثانية، ليكون الرد من موسكو بتحطيم الجيش الأوكراني في كورسك، وإلحاق خسائر منقطعة النظير به.
 
وأشار إلى أن هيئة الأركان الروسية تقوم بالتخطيط العسكري لعملية الرد، لكن ذلك سيحتاج بعض الوقت في ظل عمل موسكو بالضرورة على كشف شبكة العملاء الذين تعاونوا مع أوكرانيا بهذه العملية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC