قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة

logo
العالم

إخلاء 200 قرية أوكرانية.. روسيا تخوض أعنف معاركها في دونيتسك وسومي

إخلاء 200 قرية أوكرانية.. روسيا تخوض أعنف معاركها في دونيتسك وسومي
قوات روسية في منطقة كورسكالمصدر: (أ ف ب)
02 يونيو 2025، 10:00 ص

في تصعيد جديد على الجبهة الشمالية الشرقية، أعلنت روسيا سيطرتها على قرية جديدة في منطقة "سومي" الأوكرانية، ما دفع السلطات في كييف إلى إصدار أوامر إخلاء إلزامية لعدد من القرى الحدودية، في وقتٍ تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية الدولية للدفع باتجاه وقفٍ لإطلاق النار.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية إحكام السيطرة على قرية "فودولاغي" الواقعة قرب الحدود الروسية، بعد سلسلة من المكاسب الميدانية في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، كما أعلنت السيطرة على قرية "نوفوبيل" في دونيتسك، التي تشهد أعنف المعارك منذ أشهر.

أخبار ذات علاقة

جانب من المباحثات بين روسيا وأوكرانيا

حوار تحت القصف.. روسيا وأوكرانيا إلى جولة مفاوضات جديدة في إسطنبول

في السياق ذاته، قال رئيس الأركان الأوكراني أولكسندر سيرسكي إن القوات الروسية تواصل الضغط على عدة محاور، خاصة في دونيتسك وسومي، إلى جانب تحركات هجومية في جبهة زابوريجيا جنوبًا.

ووفقًا لتصريحاته، فإن التركيز الروسي لا يقتصر على منطقة واحدة، ما يزيد من تعقيد المشهد الميداني ويثقل كاهل الجيش الأوكراني في أكثر من جبهة.

أصدرت السلطات الأوكرانية في "سومي" أمس الأحد أوامر إخلاء لنحو 11 قرية جديدة بشكل إلزامي، مشيرة إلى استمرار التهديد لأرواح المدنيين بسبب القصف المتواصل، موضحة أن أوامر الإخلاء شملت أكثر من 200 بلدة وقرية خلال الأسابيع الماضية.

ويأتي هذا التطور بعد أيام من تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد فيها أن روسيا حشدت أكثر من 50 ألف جندي قرب سومي، في مؤشر على احتمال شن هجوم واسع النطاق، قد يهدف إلى إقامة منطقة عازلة مشابهة لتلك التي حاولت موسكو فرضها في كورسك العام الماضي.

ومع استمرار التحركات العسكرية على الأرض، وصدور إشارات متزايدة عن توجهات لعقد جولات جديدة من التفاوض، يُطرح تساؤل عن دلالات ضراوة المعارك الحالية في سومي ودونيتسك بالتزامن مع الجهود الدبلوماسية، وهل تسعى موسكو لفرض واقع ميداني قبل العودة إلى طاولة الحوار؟

وأكد الخبراء أن التقدم الروسي في منطقة "سومي" يأتي ضمن استراتيجية موسكو لفرض واقع أمني جديد قبيل أي مفاوضات سلام محتملة، وأن حشد أكثر من 50 ألف جندي في هذه الجبهة يعكس رغبة روسيا في إنشاء منطقة عازلة وتجريد كييف من أوراق القوة التفاوضية، لا سيما بعد استعادة السيطرة على مقاطعة كورسك.

وأضاف الخبراء في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن كل طرف يحاول تأخير التفاوض وكسب الوقت، بهدف الوصول إلى طاولة الحوار من موقع قوة، في ظل تراجع الدعم الغربي لكييف وتزايد الضغوط الدولية نحو وقف إطلاق النار.

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن تسارع الأحداث الميدانية على الجبهة الأوكرانية يأتي في سياق محاولة موسكو فرض واقع أمني جديد قبيل جولة المفاوضات التي تعمل أنقرة على الإعداد لها وترتيبها.

واعتبر أبو زيد في حديثه لـ"إرم نيوز" أن الهجوم واسع النطاق من شأنه أن يشكل تحديًا كبيرًا للجيش الأوكراني، الذي يعاني من ضعف في التجهيز ويواجه صعوبات ميدانية متزايدة.

موقع الاستهداف الأوكراني في كورسك

وأضاف أن موسكو حشدت أكثر من 50 ألف جندي لشن هجوم على منطقة سومي الأوكرانية، في مؤشر واضح على رغبتها في مقايضة الأرض بتنازلات سياسية.

وأشار الخبير العسكري إلى أن روسيا نجحت في تجريد كييف من آخر ورقة تفاوضية كانت تملكها، بعد استعادة السيطرة على مقاطعة كورسك الروسية من القوات الأوكرانية.

وأوضح أن موسكو تسعى لإقامة منطقة عازلة لمنع أي توغل أوكراني، كما حدث في صيف العام الماضي في كورسك، الواقعة قبالة منطقة سومي.

ولفت إلى أن هذه الخطوات تؤشر إلى اقتراب روسيا من فرض واقع أمني جديد على الأرض، يدفع كييف في نهاية المطاف إلى القبول، خلال المفاوضات المقبلة، بالتنازل عن الأقاليم التي تسيطر عليها موسكو، وهي دونيتسك ولوغانسك ضمن إقليم دونباس، والتي تشكل نحو 20% من مساحة أوكرانيا.

واعتبر أبو زيد أن التحركات الروسية تعكس استراتيجية طويلة الأمد تسعى من خلالها موسكو إلى إعادة ترسيم الحدود الجيوسياسية في شرق أوروبا، وفرض ما يُعرف بـ"الحقائق على الأرض" كمرجعية لأي تسوية مقبلة.

وأشار إلى أن هذا النهج يتزامن مع تراجع نسبي في الدعم الغربي لكييف، وتزايد الدعوات الدولية للتوجه نحو طاولة المفاوضات، وهو ما يمنح موسكو هامشًا أوسع للمناورة وفرض شروط أكثر تشددًا في أي حوار سياسي مرتقب.

منطقة عازلة في المناطق الحدودية

من جانبه، قال رامي القليوبي، الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إنه يجب التفريق بين أمرين، الأول هو التقدم الروسي في مقاطعة سومي شمال شرق كييف، حيث تسعى روسيا إلى إقامة منطقة عازلة في المناطق الحدودية، لا سيما بعد أن رفعت ألمانيا القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا لصواريخ تضرب العمق الروسي.

أما الأمر الثاني، بحسب القليوبي، فهو أن اشتداد المعارك أمر طبيعي كلما اقتربت الحروب من نهايتها. وأوضح أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا دخلت مرحلتها الأخيرة، وقبيل عقد مفاوضات السلام، يسعى كل طرف إلى تحسين مواقعه الميدانية ليكون في موقف قوة عند التفاوض.

وأضاف القليوبي لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تشن ضربات على كييف، وتارة تسيطر على بلدات في مقاطعات دونيتسك وخاركيف وسومي، في حين بدأت أوكرانيا إرسال طائرات مسيّرة بكثافة إلى العمق الروسي، حيث أطلقت خلال أيام مئات المسيّرات.

وأشار إلى أن الجانبين لم يحرصا على الحفاظ على خطوط التماس، وكأنهما يخوضان المرحلة الأخيرة التي تسبق التفاوض.

وتابع: "كل طرف يسعى لتأخير التفاوض، فروسيا تضع شروطًا تعجيزية، وترفض تسليم أوكرانيا مذكرة تتضمن رؤيتها للسلام قبل إتمام المفاوضات، فيما تماطل أوكرانيا في الرد على الدعوة الروسية لعقد مفاوضات في إسطنبول، وكأن كل طرف يسعى لكسب الوقت وتأجيل العملية التفاوضية قدر المستطاع".

واستطرد قائلًا: "الجيشان الروسي والأوكراني يخوضان تجربة قتال كجيوش نظامية على مستوى عالمي، ويريدان ترجمة ما تعلماه خلال 3 سنوات إلى إنجازات ميدانية ملموسة".

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC