logo
العالم

هل تدخل "الترويكا الأوروبية" على خط المفاوضات بين واشنطن وطهران؟

هل تدخل "الترويكا الأوروبية" على خط المفاوضات بين واشنطن وطهران؟
مباحثات سابقة بين الأوروبيين وإيرانالمصدر: أ ف ب
30 أبريل 2025، 11:51 ص

رجّح خبراء في الشؤون الدولية والإيرانية وجود تنسيق غير معلن بين طهران والدول الأوروبية، يمهّد لدخول بريطانيا وألمانيا وفرنسا على خط المباحثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، بهدف إشراك هذه الدول كأطراف ضامنة لأي اتفاق جديد قد يتم التوصل إليه، في إطار المساعي التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأعرب الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" عن اعتقادهم بأن التصريحات الأوروبية الهجومية ضد إيران، ولا سيما تلك التي تركز على خطورة برنامجها النووي، تأتي ضمن تنسيق غير معلن مع طهران، معتبرين أن الهدف من هذا التوجه هو تنفيذ رغبة مشتركة بإدخال الأوروبيين كـ"ضامن" في الاتفاق المرتقب، تمهيدًا لتحولهم إلى طرف فعلي في أي تفاهم يجري التفاوض عليه حاليًّا.

وأشار الخبراء إلى أن إرث  الاتفاق النووي لعام 2015، الذي تم التوصل إليه بشكل جماعي، لا يزال يلقي بظلاله على المشهد الحالي، في ظل التباين بين انسحاب ترامب منه خلال ولايته السابقة، وتمسك الدول الأوروبية ببنوده حتى اليوم.

وفي السياق ذاته، كشفت وسائل إعلام إيرانية أخيرًا أن دول الترويكا الأوروبية — المملكة المتحدة، فرنسا، وألمانيا — طلبت عقد اجتماع مع نواب وزير الخارجية الإيراني، على هامش الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، المقررة في روما. وقد وافقت طهران على الطلب، حيث تقرر عقد اللقاء يوم الجمعة المقبل، أي قبل يوم واحد من انطلاق الجولة الجديدة من المحادثات الإيرانية-الأمريكية، المقررة يوم السبت الـ3 من مايو/ أيار.
 
ويُوضح أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور خالد شيات، أن أوروبا قد تسعى في هذا التوقيت إلى إيجاد نوع من التوازن ضمن مساعي التوصل إلى اتفاق جديد، غير أن إرث الاتفاق النووي السابق، الذي تم التوصل إليه بشكل جماعي عام 2015، لا يزال حاضرًا بقوة، مبينًا أن هذا الإرث يُثقل المشهد الحالي، خاصة مع استمرار التزام الأوروبيين ببنود الاتفاق، مقابل الانسحاب الأمريكي منه خلال الولاية السابقة للرئيس دونالد ترامب، وهو ما خلق حالة من التخبط وعدم الاتساق في المواقف.

أخبار ذات علاقة

لقاء وزيري الخارجية الإيطالي والإيراني في روما

محادثات إيرانية أوروبية قبيل الجولة المقبلة من مفاوضات طهران وواشنطن

 ويبيّن شيات في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن  إيران لديها إمكانية واضحة بإيجاد نوع من المزايا والمصالح إذا تواجد الأوروبيون الذين ما زالوا في اتفاق ما زال ساريًا مع طهران، نظرًا لأن الجهة التي انسحبت هي الولايات المتحدة، في حين أن الأوروبيين اعتبروا أن انسحاب واشنطن يصبّ في صالح امتلاك إيران للسلاح النووي، وهو ما حدث.

وذكر شيات أن هناك اليوم حالة مختلفة عمّا كانت عليه الأوضاع عام 2015، حيث هناك جانب دولي مساند للقوى الأكثر تمسكًا بعدم امتلاك إيران للسلاح النووي، في ظل دفع إسرائيل بإدارة ترامب إلى ممارسة كافة الضغوط، مع تنامي رغبة تل أبيب في شن عملية عسكرية ضد إيران.

ويوضح شيات أن هناك رغبة إسرائيلية في تدمير المنظومة الإيرانية باعتبارها مهددة، ولذلك تريد طهران المزيد من الوقت لإحداث توازن على المستوى الواقعي التفاوضي، لتراهن في هذا الجانب على الأوروبيين.

واستكمل "شيات" أن  الأوروبيين يحتاجون إلى تجديد الاتفاق بنقاط لن تكون مؤثرة في مسار علاقات إيران التفاوضية مع الولايات المتحدة.

وبدوره، يعتقد المختص في الشأن الإيراني، باسم معلوف، أن ما يجري من تنسيق اجتماعات بين الإيرانيين والترويكا الأوروبية يتم في إطار ترتيب غير معلن يأخذ شكل الالتفاف حول الولايات المتحدة، رغبة من طهران وبعض الدول الأوروبية في مشاركة الترويكا في جولات المحادثات المقبلة بين طهران وواشنطن، لتكون ضامنًا في حال الوصول إلى اتفاق.

ويرى "معلوف" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه حتى لو صدرت تصريحات هجومية من مسؤولين أوروبيين تجاه طهران، تدور حول أن إيران تمثل خطرًا من خلال مشروعها النووي، فإن ذلك يخضع لترتيب غير علني مع طهران لتنفيذ رغبة متبادلة بدخول الجانب الأوروبي "ضامنًا"، وذلك للعمل على أن يتحول الدور الأوروبي، في حال الدخول في هذا السياق، إلى طرف فعلي.

وأشار معلوف إلى أن إيران تستخدم ورقة أوروبا في إطار العمل على الفوز بأحد الأمرين: الأول أن يكون هناك ضامن في ظل تخوف طهران من تصعيد واشنطن للشروط وعدم حلحلتها، أو الخروج من الاتفاق الذي يتم العمل عليه حاليًّا، لذلك يريد الإيرانيون وجود ضامن أوروبي إلى جانب موسكو، التي يحاولون إشراكها بأكثر من شكل، ومن بين ذلك البند الخاص بنقل مخزون اليورانيوم الخاص بإيران إلى روسيا في حال إبرام الاتفاق.

أما الأمر الثاني الذي تعمل عليه إيران في هذا الصدد، بحسب معلوف، فهو أن  طهران تدرك أن الحديث من وقت إلى آخر عن وجود الأوروبيين في المباحثات، أمر يرفضه ترامب لعدة اعتبارات سياسية واقتصادية؛ ما يجعل طهران تستمر في التلويح بمشاركة الأوروبيين في الجلسات، كنوع من المقايضة، ليكون التنازل عن ذلك مقابل تخفيف بعض شروط ترامب فيما يتعلق بالبرنامج الصاروخي، وعدم نزع كافة أدوات طهران دون أن يكون هناك ما يُعتبر مقابلًا مناسبًا يُقدَّم للداخل السياسي والشعبي في إيران، ولا سيما أن إبرام اتفاق بشروط صعبة ودون ضامن، يُعد بمثابة "وثيقة استسلام".

أخبار ذات علاقة

 بنيامين نتنياهو

لماذا ستقاوم إسرائيل أي اتفاق نووي بين واشنطن وطهران؟

 ولفت معلوف إلى أن إبعاد الأوروبيين عن المحادثات الجارية وإخراجهم من دائرة الحضور في ملف النووي الإيراني يُعد ضربة استراتيجية وسياسية واقتصادية، وهو ما ينعكس في عمل ترامب بشكل كبير على عدم إشراكهم بشكل مباشر، ليس في الاتفاق وبنوده فقط، بل حتى في جولات المحادثات.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC