كشفت وكالة أنباء "إيران نوانسز" المقربة من وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن الدول الأوروبية الثلاث (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) طلبت عقد محادثات مع نواب وزير الخارجية الإيراني على هامش الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة المقررة في روما.
وأضافت الوكالة، بحسب مصادرها الخاصة، "وافقت طهران على هذا الطلب، ومن المتوقع أن يُعقد الاجتماع يوم الجمعة، الثاني من أيار/مايو، أي قبل يوم واحد من بدء الجولة الجديدة من المحادثات الإيرانية-الأمريكية، التي ستُعقد يوم السبت، الثالث من أيار/مايو".
وأوضحت: "يُشير هذا التزامن إلى جهود دبلوماسية موازية تقوم بها إيران على المسارين الأوروبي والأمريكي، في إطار حراك أوسع لإدارة علاقاتها الدولية قبيل أي اختراق محتمل في الملف النووي أو قضايا إقليمية أخرى".
وفي وقت تسعى فيه طهران لتنسيق مسارين تفاوضيين متوازيين مع كل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، أكدت باريس أن الدول الأوروبية الثلاث لن تتردد في إعادة فرض العقوبات على إيران إذا بات برنامجها النووي يشكل تهديدًا للأمن الأوروبي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في تصريحات صحفية عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي حول منع انتشار الأسلحة النووية، إن "إيران تجاوزت جميع الخطوط التي التزمت بها، وهي على أعتاب امتلاك سلاح نووي".
وأضاف: "لا يوجد حل عسكري للمشكلة النووية الإيرانية، والمسار الدبلوماسي لا يزال ممكنًا، لكنه ضيق جدًا".
جاء ذلك بالتزامن مع تقارير نشرتها وكالة "رويترز" تحدثت عن أن إيران اقترحت عقد لقاء مع الأوروبيين على هامش الجولة الجديدة من المحادثات غير المباشرة مع واشنطن، والمقررة السبت المقبل في روما، وقد يُعقد الاجتماع مع الأوروبيين يوم الجمعة في حال تم قبول الطلب.
بارو أشار إلى أن بلاده، بالتنسيق مع ألمانيا وبريطانيا، على تواصل وثيق مع وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بشأن مستقبل الاتفاق النووي.
وأوضح أنه في حال لم تُضمن مصالح أوروبا الأمنية بعد انتهاء العمل بقرار مجلس الأمن 2231 في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، "فلن نتردد لحظة واحدة في إعادة فرض جميع العقوبات التي رُفعت قبل 10 سنوات".
وفي تحذير واضح، أكد الوزير الفرنسي أن عودة العقوبات قد تكون لها "تأثيرات مدمّرة على الاقتصاد الإيراني"، داعيًا طهران لاتخاذ قرارات "عقلانية" لتفادي السيناريو الأسوأ.
من جهته، شدد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الذي كان حاضرًا في الاجتماع، على أهمية التوصل إلى اتفاق مع إيران في غضون أسابيع قليلة، محذرًا من أن العالم يواجه فرصة محدودة لتجنب مزيد من التصعيد العسكري.