logo
العالم

لماذا ستقاوم إسرائيل أي اتفاق نووي بين واشنطن وطهران؟

لماذا ستقاوم إسرائيل أي اتفاق نووي بين واشنطن وطهران؟
بنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز
29 أبريل 2025، 5:24 ص

قالت مؤسسة "أتلانتيك كاونسيل"، إن المفاوضات الأمريكية مع إيران أظهرت انقسامًا كبيرًا بين واشنطن وحليفتها إسرائيل، وهو انقسام يُشكّل أيضًا جوهر معارضة نتنياهو الشديدة للاتفاق النووي لعام 2015.

وفاجأ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته فتح مفاوضات نووية مع إيران خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي الحكومة الإسرائيلية. فبعد جولات المحادثات بين طهران وواشنطن، بات واضحًا أن كلا الطرفين مهتمٌّ بالتوصل إلى اتفاق، بحسب مؤسسة "أتلانتيك كاونسيل" البحثية الأمريكية.

وذكرت المؤسسة أنه من وجهة النظر الإسرائيلية، يُمثّل البرنامج النووي مشكلةً حقيقية، لكن الحل لا يكمن فقط في مهاجمة المواقع النووية لطهران، بل في تغيير النظام أيضًا. 

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

نتنياهو: لولا إسرائيل لامتلكت إيران ترسانة نووية

يهدد إسرائيل

وتضيف، أنه لا شيء يُهدّد إسرائيل في الوقت الحالي أكثر من اتفاق كهذا، حتى لو كان من شأنه أن يُقلّل بشكل كبير قدرة طهران على تطوير قنبلة نووية، لأنه سيُوجّه ضربةً قاسيةً لرغبة إسرائيل في رؤية النظام الإيراني يسقط.

وكان نتنياهو أرسل مبعوثيه بضع مرات للقاء المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وفريقه لثنيهم عن التفاوض على اتفاق، لكن تلك الجهود باءت بالفشل.

من وجهة نظر واشنطن، من الضروري الحد من البرنامج النووي الإيراني حتى لا تتمكن من إنتاج أسلحة نووية. كان هذا هو الهدف الرئيس للولايات المتحدة، عبر الإدارات الديمقراطية والجمهورية على حد سواء، فيما يتعلق بإيران، وليس تغيير النظام بشكل مباشر.

هذا الانقسام مع الإسرائيليين ينعكس فيما يتعلق بنظام العقوبات ضد طهران. فمن وجهة نظر إسرائيل، العقوبات هي وسيلة لتحقيق تغيير النظام هناك، في حين سعت واشنطن إلى استغلالها كنقطة نفوذ في المجال النووي.

أخبار ذات علاقة

تفجير ميناء شهيد رجائي

تحت دخان "بندر عباس".. هل "تختنق" المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن؟

اتفاق خطير

لذلك، حتى لو انتهت المحادثات بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى اتفاق جيد، أي اتفاق يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية من خلال الحد من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم إلى 3.67%، ويُجبر طهران على تصدير مخزونها الحالي من المواد المخصبة، ويُلزمها بتفكيك أجهزة الطرد المركزي المتطورة وقبول رقابة دقيقة وفعّالة "دون بنود خروج"، فإن إسرائيل ستعتبر هذا الاتفاق خطيرًا. 

ليس فقط لأنه اتفاق لن يشمل قيودًا على عناصر أخرى من التهديد الإيراني، مثل منظومة صواريخها أو دعمها لوكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بل لأنه سيعزز النظام الحالي في طهران بشكل كبير، بما في ذلك التسهيلات الاقتصادية الكبيرة التي سيحصل عليها النظام، بالإضافة إلى الشرعية السياسية المتجددة عقب الاتفاق مع واشنطن. 

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

وزير إسرائيلي: ترامب لن يوافق على اتفاق نووي "سيئ" مع إيران

محاذير إسرائيل

إضافةً إلى ذلك، سيسمح التحسن الاقتصادي في طهران لقيادتها بتطوير نظامها الأمني، بل وزيادة دعمها لوكلائها المنتشرين في الشرق الأوسط. 

علاوة على ذلك، يُضعف الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن نفوذ إسرائيل المتضائل أصلًا لدى الإدارة الأمريكية الجديدة. ستواجه إسرائيل صعوبة بالغة في القيام بعمل عسكري ضد إيران بعد الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة.

وأيضًا، هناك فجوة أكثر جوهرية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وتتعلق بمسألة طموحات النظام الإيراني في برنامجه النووي، بالإضافة إلى فاعلية الخطوات غير الحركية للتعامل مع برنامج طهران النووي. وقد رفض مسؤولو الاستخبارات الأمريكية مرارًا وتكرارًا افتراض رئيس الوزراء الإسرائيلي وادعاءه بأن طهران تسعى إلى إنتاج قنبلة نووية، والذين لا يقبلون هذا الادعاء يؤكدون أنه لا يوجد دليل على أن الزعيم الإيراني قد قرر صنع أسلحة نووية. 

فجوة مهمة

علاوة على ذلك، بينما يشيد نتنياهو بالإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية، زعمت الاستخبارات الأمريكية بضع مرات أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لم تمنع إيران من إحراز تقدم في القضية النووية فحسب، بل دفعت طهران أيضًا، من نواحٍ عديدة، إلى الأمام في برنامج التخصيب بطريقة غير مسبوقة.

تُعد هذه الفجوة مهمة لأنها تُشكل الأساس الذي يدفع الإدارة الأمريكية إلى دراسة الخيار الدبلوماسي بجدية، ولا سيما أن تقديرات الاستخبارات الأمريكية تُشير إلى أن أي هجوم على إيران سيعني حربًا إقليمية، على عكس تقديرات إسرائيلية مُختلفة تستند إلى ضعف طهران حاليًّا وعجزها عن الرد بشكل فعّال على أي هجوم. 

أخبار ذات علاقة

ويتكوف وعراقجي

بعد 9 ساعات من المناقشات.. انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات النووية بمسقط

وتضيف المؤسسة، أن حقيقة أن إيران ضعيفة اليوم، في ظل ضعف وكلائها ونتائج الهجمات الإسرائيلية في الـ26 من أكتوبر/ تشرين الأول، دقيقة. ومع ذلك، تُؤكد الاستخبارات الأمريكية أن النظام لا يزال يمتلك قدرات كافية لمهاجمة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط؛ ما قد يُدخل المنطقة في حملة واسعة النطاق.

وتخلص المؤسسة إلى أنه في ظل الوضع الراهن للمفاوضات، من المشكوك فيه أنّ إسرائيل قادرة على فعل أي شيء حيال ذلك.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC