في خضم أزمة غير مسبوقة تضرب إيران نتيجة الجفاف وانقطاع الكهرباء في أغلب المحافظات، حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان من كارثة بيئية وإنسانية محدقة، مشددًا على أن العاصمة طهران "لم يعد يوجد فيها ماء"، ولا خيار أمام الحكومة إلا البدء بإجراءات نقل العاصمة إلى موقع آخر.
وقال الرئيس الإيراني إن "انخساف الأرض في طهران بلغ أكثر من 30 إلى 40 سنتيمتراً"، وهو ما وصفه بـ"الفاجعة"، داعياً إلى "تفكير جذري لأن الطبيعة لم تعد قادرة على تحمّل الوضع الحالي"، مشيراً إلى أن "الوعود التي قدمت للناس لا تنسجم مع قدرات طهران الحالية".
وأضاف في كلمة له خلال زيارته محافظة قم وسط إيران، التي تعاني من أزمة مياه وكهرباء أيضًا: "منذ اليوم الأول قلت إنه لا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة... علينا تغيير العاصمة".
تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه 25 محافظة إيرانية من أصل 31 أزمة حادّة في المياه والكهرباء، فقد اضطرت السلطات إلى تعطيل المؤسسات والخدمات في عدة مناطق بسبب موجة حرّ خانقة وانهيار البنية التحتية.
وفي محاولة لتهدئة الرأي العام، صرح محمد صادق معتمديان، محافظ طهران، بأن لا وجود لانقطاع منظم للمياه، بل مجرد "خفض ضغط المياه" في بعض المناطق، الأمر الذي أدى إلى انقطاع الماء عن الطوابق العليا في المباني.
أما النائبة زينب قيصری، فقد أكدت أن طهران تواجه خطر العطش الكامل خلال 40 يوماً، مشيرة إلى "انخفاض حادّ في منسوب المياه الواردة إلى السدود"، ودعت إلى تسريع العمل في المرحلة الثانية من مشروع سد طالقان كحلّ جزئي.
في موازاة ذلك، حذر رئيس مركز الأرصاد الجوية مهدي راهنما من ارتفاع مستويات الأشعة فوق البنفسجية في منتصف النهار، داعياً المواطنين إلى تجنب الخروج بين الساعة 10 صباحاً و4 عصراً لتفادي الإصابات الجلدية والمضاعفات الصحية.