من المعروف أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى كميات هائلة من الطاقة، لدرجة أن الشركات التكنولوجية الكبيرة بدأت الاستثمار في مجالات الكهرباء بهدف توفير الطاقة اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، يمكن لتغييرات طفيفة في نماذج اللغات الكبيرة التي تشكل جوهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تحقق توفيرًا كبيرا في الطاقة.
وحدد التقرير الذي حمل عنوان: "أذكى، أصغر، أقوى: ذكاء اصطناعي موفر للموارد ومستقبل التحول الرقمي"، ثلاث طرق يمكن لمطوري ومستخدمي الذكاء الاصطناعي من خلالها الحد من استهلاك الطاقة المفرط لهذه التقنية.
استخدم نماذج أصغر
ووفقًا للتقرير، تتميز النماذج الأصغر بذكاء ودقة النماذج الكبيرة. وأكد التقرير أن النماذج الصغيرة المصممة لمهام محددة يمكن أن توفر استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 90%. وأوضح التقرير أن المستخدمين يعتمدون حاليًّا على نماذج كبيرة متعددة الأغراض لتلبية جميع احتياجاتهم.
وتُظهر الأبحاث أن استخدام نماذج أصغر مصممة لمهام محددة مثل الترجمة أو التلخيص يمكن أن يوفر استهلاك الطاقة بشكل كبير دون التأثير على الأداء.
وتابع التقرير أنه نهج أذكى وأكثر كفاءة من حيث التكلفة والموارد، حيث يطابق النموذج المناسب للمهمة المناسبة، بدلاً من الاعتماد على نظام واحد كبير متعدد الأغراض لكل شيء.
علاوة على ذلك، فإن النماذج الصغيرة الموفرة للطاقة أسهل في الوصول إليها في البيئات منخفضة الموارد ذات الاتصال المحدود، وتوفر أوقات استجابة أسرع، وأكثر فعالية من حيث التكلفة.
تقنيات ضغط النماذج
أوضح التقرير أن تقنيات ضغط النماذج يمكن أن تحقق توفيرًا في الطاقة يصل إلى 44% من خلال تقليل التعقيد الحسابي. كما أنها تقلل من تكلفة تشغيل نماذج اللغة الصغيرة من خلال تقليص حجمها وتسريعها.
مع العلم أنه قد يكون لتقليص النماذج عيوب أيضًا. فيمكن أن يؤدي الضغط المفرط إلى انخفاض في الدقة أو القدرة على التفكير المنطقي، مما قد يجعل النموذج غير مناسب للغرض المقصود منه؛ فيجب أن يكون هناك توازن دقيق بين الكفاءة والقدرة.
مطالبات واستجابات أقصر
وأشار التقرير أيضًا إلى أن تبسيط الاستعلامات وطول الردود يمكن أن يقلل من استهلاك الطاقة بأكثر من 50%.
وأضاف أن اختصار المطالبات والردود يقلل أيضًا من تكلفة تشغيل أنظمة الذكاء الإصطناعي. وفي هذه الحالة يكمن التحدي في الحفاظ على الجودة، حيث إن المطالبة القصيرة جدًّا قد تفتقر إلى السياق اللازم للنموذج لتقديم استجابة مفيدة أو دقيقة. مع العلم أنه بالنسبة للعديد من المهام المعقدة، غالبًا ما تكون التفاعلات الأطول والأكثر تفصيلًا أمرًا لا مفرّ منه.
