logo
العالم

"فورين بوليسي": 10 أخطاء "كارثية" ارتكبتها إدارة ترامب من الصين إلى كندا

دونالد ترامبالمصدر: منصة إكس

حدّد تقرير لمجلة "فورين بوليسي" 10 أخطاء ارتكبها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال ولايته الثانية، والتي شهدت وفق وصفها "تحولات دراماتيكية تثير القلق والانبهار في آن واحد".

وتشبّه المجلة ولاية ترامب الثانية بمشاهدة تحطّم طائرة أو هدم مبنى، معتبرة أن الولايات المتحدة تفقد تدريجياً مكانتها كقوة عظمى، في أكبر عملية تصفية طوعية للنفوذ الجيوسياسي في التاريخ الحديث، وفق تعبير "فورين بوليسي".

أخبار ذات علاقة

محتجون يلاحقون ترامب داخل مطعم

هتافات "هتلر العصر" و"فلسطين حرة" تربك ترامب في مطعم بواشنطن (فيديو إرم)

وبعد أقل من 8 أشهر فقط من تولي إدارة ترامب مهامها، أصبحت الأخطاء السياسية الخارجية متراكمة إلى درجة يصعب حصرها، كما تضيف المجلة، من فضيحة "سيفنال جيت" إلى قرارات أخرى، يبدو أن الإدارة تتجه نحو مسار يهدد المصالح الأمريكية العالمية.

 حرب مريعة

أولاً، تأتي الحرب التجارية كأحد أبرز الأخطاء، وإن لم تكن إدارة ترامب تؤيّد حرية التجارة المطلقة، لكن هجومها غير المتسق على النظام التجاري العالمي ألحق أضراراً جسيمة بالولايات المتحدة والدول الأخرى. 

وأضعف فرض الرسوم الجمركية على الواردات الأجنبية النمو الاقتصادي الأمريكي والعالمي، وزاد من التضخم، ورفع تكاليف المدخلات المستوردة، مما أعاق التصنيع المحلي، في نهج يتعارض مع أهداف الإدارة الأخرى، مثل مطالبة الحلفاء بزيادة الإنفاق الدفاعي، حيث يضرب اقتصاداتهم، ويجعل أمريكا تبدو كمتنمّر.

كما تذهب المجلة إلى أن النظام التجاري العالمي، الذي بُني بعد الحرب العالمية الثانية، ساهم في رخاء الأمريكيين، لكنه يحتاج إلى إصلاحات مدروسة لا إلى تدمير عشوائي، معتبرة أن هذا الخطأ الاقتصادي يعكس "جهلاً جيوسياسياً"، حيث يضعف الولايات المتحدة أمام المنافسين.

الطمع بغرينلاند وكندا

ثانياً، يبرز الطمع في غرينلاند وكندا كخطأ إستراتيجي فادح، فاقتراح ترامب جعل أوتاوا الولاية الحادية والخمسين، إضافة إلى سياسته الجمركية العقابية، ساهم في هزيمة مرشح مؤيد له في الانتخابات الكندية الأخيرة، مما أبعد جاراً تاريخياً. 

كذلك، رغبته في الاستيلاء على غرينلاند لم تكن مبررة إستراتيجياً أو اقتصادياً، بل أضرت بالعلاقات مع الدنمارك، حيث أظهر استطلاع رأي أن 41% من الدنماركيين يرون أمريكا تهديداً. 

وترى "فورين بوليسي" أن "هذا السلوك قوّض المعايير الدولية، ويفتح الباب لأفعال عدائية من الآخرين، مما يعكس عدم إدراك للتداعيات الجيوسياسية طويلة الأمد".

توحيد الآخرين ضد أمريكا

ثالثاً، توحيد الآخرين ضد الولايات المتحدة يمثل انتكاسة في عالم متعدد الأقطاب، فبدلاً من جذب الحلفاء وعزل المنافسين، كما نصح أوتو فون بسمارك وهنري كيسنجر، ساهم ترامب في عكس ذلك.

وبفضل موقعها الجيوسياسي، كانت أمريكا تفضل التحالف معها على التوازن ضدها، مما جعل نظام تحالفها أقوى من حلف وارسو، لكن خلافات ترامب الشخصية، مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، دفع نيودلهي نحو روسيا والصين وكوريا الشمالية. 

وتعتقد "فورين بوليس" أن هذا يعيق جهوداً أمريكية استمرّت عقوداً لجعل الهند موازناً لبكين، ويترك أمريكا خارج "مؤتمر الزعماء" الذي يفضله ترامب.

تبرير إبادة غزة

رابعاً، تبرير الإبادة الجماعية في غزة يعد خطأ أخلاقياً وإستراتيجياً، فعلى الرغم من أن سياسة الشرق الأوسط كانت مختلة سابقاً، إلا أن دعم ترامب غير المشروط لإسرائيل، رغم أفعالها في القطاع والضفة الغربية، لا يعزز الأمن الأمريكي. 

وتظهر استطلاعات الرأي تراجع التأييد الشعبي، وكان بإمكان ترامب استغلال الفرصة لفرض شروط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مثل وقف إطلاق النار وحل الدولتين. 

لكن بدلاً من ذلك، تشير "فورين بوليسي" إلى أن ترامب دعم محاولة إسرائيل للهيمنة الإقليمية، مما أضعف مصداقية أمريكا عالمياً.

الضعف أمام بوتين

خامساً، أظهر ترامب ضعفاً ربما لا يبدو ظاهراً أمام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتشير "فورين بوليسي، إلى الرئيس الأمريكي ربما كان محقاً جزئياً في أن أوكرانيا لن تسترد كل أراضيها، وأن التسوية يجب أن تعالج بعض أسباب الحرب الروسية. 

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب يُعلن عن مكالمة هاتفية مع بوتين قريبا

 لكن المجلة تستدرك أن اعتقاد ترامب بإنهاء الحرب عبر ترهيب أوكرانيا، واسترضاء بوتين "كان ساذجاً"، معتبرة أن الاجتماع القمة في ألاسكا "كان محرجاً وغير مثمر"، ويعكس "عدم كفاءة في التفاوض".

 عكس مسار الثورة الخضراء

سادساً، عكس مسار الثورة الخضراء يهدد المستقبل البيئي والاقتصادي، ففي ظل ارتفاع درجات الحرارة والطلب على الكهرباء، يبدو تضييع الجهود في الطاقة الشمسية والرياح حماقة.

وترى المجلة أن هذه السياسات تحمي شركات النفط، لكنها تتنازل عن الريادة للصين، التي تهيمن على التقنيات الخضراء، مما يعكس قصر نظر يضعف الولايات المتحدة.

استعراضات عبثية

سابعاً، استعراضات القوة العسكرية العبثية لا تحقق أهدافاً، فإن كان ترامب تجنّب "الحروب الأبدية"، لكنه يفضل الهجمات الجوية القصيرة ضد إيران والحوثيين ومهربي المخدرات، دون تأثير إستراتيجي. 

وتعتقد "فورين بوليسي" أن هذا يقلل من القدرة على مواجهة الأعداء الخارجيين، خاصة مع محاولات تحويل الجيش لـ "القمع الداخلي".

الاحتياطي الفدرالي

ثامناً، كان لمحاولة السيطرة على الاحتياطي الفيدرالي تداعيات خارجية، فإقالة رئيسه جيروم باول تهدد استقلاليته، مما يقلل الثقة الدولية في الدولار. 

وتقول "فورين بوليسي" إنه عندما يتولّى السياسيون زمام السياسة النقدية، يؤدي إلى كوارث، مشيرة إلى أن دعم الجمهوريين لذلك "دمّر المصداقية".

عدم كفاءة "مؤسسية"

تاسعاً، إضفاء الطابع المؤسسي على عدم الكفاءة يأتي من تعيين غير مؤهلين، مثل: بيت هيجسيث، وتولسي غابارد، وستيف ويتكوف، بناءً على الولاء لا الخبرة، بحسب قول "فورين بوليسي".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب: الهجوم على قطر "مؤسف" لكنه قد يتيح فرصة للسلام

 وتشير المجلة إلى أن هذا يلاحق الخبراء، مما يضعف الكفاءة، ويجعل الآخرين يفقدون الاحترام للمسؤولين الأمريكيين.

تهميش أمريكا

أخيراً، تهميش أمريكا من خلال خفض تمويل الأبحاث واستهداف الجامعات يضعف الريادة العلمية، فهذه المؤسسات تجذب الطلاب الأجانب، وتحافظ على التفوق التكنولوجي، لكن سياسات ترامب تجعل أمريكا أقل جاذبية، مما يمنح الصين الفرصة للتفوق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC