قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن غطاء الانضباط في ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية سقط مع أحدث العثرات.
وأضافت الصحيفة أنه رغم أن الفوضى لم تصل إلى مستويات إدارة ترامب الأولى، فإن الأخطاء وسوء التفاهم والتقلبات بدأت تتراكم بعد فترة مبكرة من الحكم اتسمت بفيضان من التغييرات السياسية الكبرى بسرعة فائقة.
وبحسب الصحيفة، في حين تباهى الرئيس ترامب، عندما قيّم أداء فريقه في أواخر مارس، بأن البيت الأبيض قد حقق "شهرين مثاليين"؛ حيث انخفضت عمليات عبور الحدود، وارتفع التجنيد العسكري، وازدهر سوق الأسهم.
وكما حقق ترامب أهدافه السياسية القصوى بكفاءة وبأدنى حد من الدراما الداخلية، وهو تغيير ملحوظ عن ولايته الأولى؛ وحظيت رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، المعروفة باسم "عذراء الجليد"، بالكثير من الثناء.
لكن في الأسابيع الأخيرة، بدأت قشرة البيت الأبيض الأكثر انضباطًا تتشقق؛ إذ شارك وزير الدفاع، بيت هيغسيث، معلومات عسكرية حساسة في دردشتين جماعيتين على منصة سيجنال؛ وتولى ثلاثة قادة مختلفين إدارة مصلحة الضرائب الأمريكية في غضون أسبوع واحد؛ وتم ترحيل رجل سلفادوري مقيم في ماريلاند بسبب "خطأ إداري".
وفي خطوة خاطئة أخرى على حد وصف الصحيفة، بدأ مسؤولو الإدارة حرب تهديدات مع جامعة هارفارد بإرسال رسالة إلى الجامعة قبل أوانها، وفقًا لما ذكره شخصان مطلعان على الأمر.
وفي هذا السياق، صرّح بعض مسؤولي إدارة ترامب بأنه ما كان ينبغي إرسال رسالة عدائية إلى جامعة هارفارد، تُثير نزاعًا عامًّا، وأنها غير مُصرّح بها، حتى مع تمسك الإدارة بمطالب الرسالة.
وتابعت الصحيفة أن قائمة الأخطاء تزايدت بعد وقت قصير من استبدال الرئيس ترامب القائم بأعمال مفوض مصلحة الضرائب الأمريكية، بعد صراع على السلطة بين الملياردير إيلون ماسك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي يُشرف على المصلحة.
ويُضاف إلى ذلك أن ماسك، الذي امتلأت معلوماته عن التخفيضات الحكومية بالأخطاء، دخل في صراع علني مع مسؤولين آخرين في إدارة ترامب، بمن فيهم كبير مستشاري الرئيس التجاريين، بيتر نافارو.
وكما تذبذبت سياسة الرسوم الجمركية التي تنتهجها الإدارة الأمريكية بسرعة هائلة، لدرجة أن الشركات التي تخطط لمستقبلها بالكاد تستطيع مواكبة هذا التذبذب.
وقالت الصحيفة: "على الرغم من أن الرئيس أقال، هذا الشهر أيضًا، أكثر من ستة مسؤولين في الأمن القومي بناءً على نصيحة المُحرِّضة اليمينية المتطرفة لورا لومر، التي مُنحت حق الوصول إلى المكتب البيضاوي وراجعت قائمة بمسؤولين اعتبرتهم غير موالين، لكنه كان مُترددًا في إقالة المقربين منه، ويعود ذلك جزئيًا إلى أنه لا يريد أن يُنظر إليه على أنه يُعطي نصرًا لوسائل الإعلام".
وقال ماثيو فوستر، أستاذ الشؤون الحكومية في الجامعة الأمريكية، رغم أن الرئيس ترامب أدار حملة أكثر انضباطًا في عام 2024، لكن هذا يختلف عن تشكيل فريق حاكم؛ وإن الحملة الناجحة لا تعني بالضرورة إدارة ناجحة.
وأضاف فوستر أن "أولئك الذين يديرون الوكالات لأول مرة معرضون لارتكاب أخطاء المبتدئين".
