أشعلت انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) أسعار الذهب، حيث ارتفعت لمستوى قياسي اليوم الثلاثاء، مدفوعة بمخاوف ناجمة عن تلك الانتقادات، ما خفف الإقبال على المخاطرة ودفع المستثمرين صوب الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.
كما أدت انتقادات ترامب لانخفاض الدولار اليوم الثلاثاء مقتربًا من أدنى مستوى في ثلاث سنوات مع تزايد تدهور ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.4 في المئة إلى 3472.49 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة الـ0247 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس مستوى قياسيًّا مرتفعًا عند 3473.03 دولار للأوقية في وقت سابق من الجلسة.
وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.7 في المئة إلى 3482.40 دولار.
وقال تيم ووترر كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد: "أصبح المستثمرون يتجنبون الأصول الأمريكية بشكل كبير وسط مخاوف إزاء الرسوم الجمركية و(التصريحات) الدرامية بين ترامب وباول، وهو ما أبقى الذهب في وضع ممتاز للاستفادة من مشاكل الدولار".
وجدد ترامب دعوته لخفض أسعار الفائدة على الفور أمس الاثنين محذرًا من أن الاقتصاد الأمريكي قد يواجه تباطؤًا، في حين انتقد موقف باول المتمثل في إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير لحين اتضاح تأثير خطط الرسوم الجمركية في التضخم.
وفي سياق متصل، تراجعت العملة الأمريكية مقتربة من أدنى مستوى في 10 سنوات الذي سجلته أمس مقابل الفرنك السويسري، وحومت بالقرب من أدنى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام مقابل اليورو.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت يوم الجمعة، إن الرئيس وفريقه يواصلون دراسة ما إذا كان بإمكانهم إقالة باول، وذلك بعد يوم من تصريح ترامب بأن إنهاء خدمة باول "لا يمكن أن يأتي بالسرعة الكافية".
ويأتي هجوم ترامب بعدما قال باول الأسبوع الماضي، إن البنك المركزي يمكنه التحلي بالصبر بشأن الحكم على كيفية تحديد السياسة، وإنه ينبغي عدم خفض أسعار الفائدة قبل اتضاح أن خطط الرسوم الجمركية لن تؤدي إلى تأجيج التضخم المرتفع.
وقال إريك كوبي كبير مسؤولي الاستثمار في شركة نورث ستار لإدارة الاستثمارات إن هناك "أزمة رهيبة بين ترامب وباول"؛ ما يثير "قلقًا من اتخاذ إجراء ما لاستبدال باول، وهو ما قد يؤدي لحالة من الذعر الحقيقي بالنسبة للدولار".
وعلى الصعيد التجاري، قال كوبي إن "كل يوم لا يتم فيه التوصل إلى صفقات لتقديم أي تخفيف، يثير قلقًا مستمرًّا" من أن سياسات ترامب في شكلها الحالي قد تكون مدمرة للاقتصاد.
اتهمت الصين واشنطن أمس الاثنين بإساءة استخدام الرسوم الجمركية وحذرت الدول من إبرام صفقات اقتصادية أوسع مع الولايات المتحدة على حسابها، في تصعيد لتصريحاتها في الحرب التجارية المتفاقمة بين أكبر اقتصادين في العالم.
واستقر الدولار عند 0.8095 فرنك سويسري، بالقرب من أدنى مستوى في 10 سنوات البالغ 0.8042 والذي سجله في الجلسة السابقة.
وسجل الدولار 140.99 ين، وحوَّم بالقرب من أدنى مستوى في سبعة أشهر الذي بلغه أمس الاثنين عند 140.48 ين.
ولم يشهد اليورو تغيرًا يذكر مسجلًا 1.1502 دولار، بعد أن قفز إلى 1.1573 دولار أمس الاثنين للمرة الأولى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.3376 دولار بعد ارتفاعه إلى 1.3421 دولار للمرة الأولى منذ سبتمبر/ أيلول في بداية أسبوع التداول.
وقال جوزيف كابورسو رئيس قسم الاقتصاد الدولي والمستدام في بنك الكومنولث الأسترالي "كلما استمرت التكهنات بشأن استقلال السياسة النقدية الأمريكية لفترة أطول، أصبح الدولار الأمريكي معرضًا لخطر الانخفاض لمدة أطول".
وأضاف "قد يتطلب الأمر موجة بيع أخرى في سوق سندات الحكومة الأمريكية أو سوق الأسهم الأمريكية لتشجيع الرئيس ترامب على الامتناع عن مثل هذه التعليقات".
واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسة، عند 98.454، بعد تراجعه إلى 97.923 في الجلسة السابقة، وهو مستوى لم يشهده منذ مارس/ آذار 2022.
وحتى الدولار الأسترالي، شديد التأثر بالمخاطر، ارتفع إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 0.6436 دولار أمريكي أمس الاثنين، وظل قريبًا من هذا المستوى في أحدث جلسة، إذ جرى تداوله عند 0.6414 دولار أمريكي.