"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال

logo
العالم

قيادي جمهوري لـ"إرم نيوز": ترامب يشعر بالخذلان بعد رفض بوتين "عرضه السخي"

قيادي جمهوري لـ"إرم نيوز": ترامب يشعر بالخذلان بعد رفض بوتين "عرضه السخي"
دونالد ترامب وفلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
30 يوليو 2025، 1:01 م

قال قيادي جمهوري مقرّب من إدارة دونالد  ترامب  إن الرئيس يشعر بالخذلان عندما يتحدث في المجالس الضيقة مع القادة الجمهوريين في مبنى الكونغرس، عن نتائج مساعيه الحثيثة للتوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، رغم تقديمه العرض الأفضل لروسيا.

وأضاف العضو القيادي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن القادة الجمهوريين أبلغوا الرئيس أن العرض الأمريكي الذي تضمنته مقترحات التسوية في كييف كان سخيًّا، ولم يكن هناك مبرر واحد من جانب الكرملين لرفضه أو تجاهله.

وأوضح المصدر، أن شعور الرئيس ترامب بالخذلان نابع من كون بوتين اختار أن يتركه وحيدًا في الساحة، في مواجهة انتقادات مؤلمة من خصومه في الداخل، سواء من الديمقراطيين أو من الجمهوريين المتشددين حيال الملف الروسي والموقف من حرب أوكرانيا. كما تعرض ترامب في مرحلة التفاوض لضغوط هائلة من الحلفاء الأوروبيين التقليديين، لإثنائه عن موقفه المتفائل في التعامل مع القيادة الروسية.

وأشار إلى أن القادة الجمهوريين يعتقدون أن الرئيس ترامب قدّم ثلاثة مقترحات للرئيس الروسي، تمثلت أولًا في الاعتراف بالواقع القائم على الأرض كمرحلة تفاوضية، ودعوة كييف للقبول بذلك، ثم الانتقال إلى إطلاق عملية تفاوضية تفضي إلى اتفاقات طويلة المدى بين الجارين اللدودين.

أما المرحلة الثالثة، فتشمل بدء رفع العقوبات المفروضة على روسيا تدريجيًّا، والعمل على إعادة إدماج موسكو في المجتمع الدولي، وتحريك عجلة الاقتصاد الروسي مجددًا، تمهيدًا للسعي إلى استعادة عضويتها في مجموعة الثمانية سابقًا (السبع الكبار حاليًّا).

وبحسب القادة الجمهوريين، كان عرض الرئيس ترامب أفضل ما كان يمكن لروسيا أن تحصل عليه من المجتمع الغربي في هذه الحرب، كما أنه وفر للرئيس فلاديمير بوتين فرصة لخروج مشرّف من الأزمة وتداعياتها على صورته في الداخل والخارج.

 

أخبار ذات علاقة

دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين

الكرملين يعلق على تقليص ترامب مهلة وقف النار في أوكرانيا

 ويرى القياديون الجمهوريون، أن خيارات ترامب لم تكن بلا كلفة، ورغم المخاطر التي قبل بتحملها، فلم يُبدِ الرئيس بوتين التقدير الواجب للمخاطرة الأمريكية، سواء داخليًّا أو خارجيًّا، بل أظهر استهتارًا واضحًا بالمهل الزمنية التي وضعها الرئيس ترامب لنفسه في هذا المسار التفاوضي، سواء حين تحدث عن استعداده لإنهاء الحرب في وقت قياسي، أو لاحقًا عندما حدد مهلة خمسين يومًا لمراجعة سياساته تجاه موسكو.

بوتين يوحد الحزبين

يقول السيناتور الجمهوري البارز لينزي غراهام، المقرب من الرئيس ترامب وأحد كبار مستشاريه في السياسات الدولية، إن على موسكو أن تستعد للتعامل مع واقع جديد في البيت الأبيض، في إشارة إلى تشدد متزايد في السياسات تجاه روسيا يشبه تلك التي اتبعها الرئيس جو بايدن منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وأضاف غراهام أن ما ستشهده موسكو في الأيام المقبلة سيجعلها تشعر وكأن بايدن هو من يدير البيت الأبيض.

ورد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديميتري ميدفيديف، على تصريحات غراهام قائلًا: "أنتم لا تستطيعون أن تقولوا لروسيا ماذا يجب أن تفعل، عليكم أن تواجهوا أزمتكم في الداخل... أنتم عواجيز أمريكا".

هذا التوتر الكلامي بين موسكو وواشنطن، والذي يُعدّ من نمط الخطاب الدبلوماسي الصدامي، كان تراجع بشكل ملحوظ خلال فترة وجود ترامب في البيت الأبيض، لكنه عاد إلى الواجهة مجددًا، خاصة بعد أن سمح الرئيس ترامب للبنتاغون بإعادة إرسال الأسلحة إلى كييف عبر الحلفاء الأوروبيين.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يتوعد روسيا بالمزيد من العقوبات إذا لم تنه الحرب "خلال أيام"

 وبحسب مصادر قريبة من الإدارة الأمريكية، فإن العلاقات بين البيت الأبيض والكرملين وصلت إلى مرحلة من التدهور غير مسبوقة، مع غياب أي مؤشرات لمبادرات تواصل في الأفق القريب. فقد انقطع الحديث بالكامل داخل أروقة البيت الأبيض عن أي مساعٍ مباشرة أو غير مباشرة مع موسكو، بما في ذلك المحادثات الهاتفية التي كانت تُعلن بين حين وآخر بين ترامب وبوتين.

كما لا يوجد حاليًا أي لقاءات مبرمجة خلال الصيف الجاري، سواء على مستوى المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، أو وزير الخارجية ماركو روبيو، أو حتى بين فرق التفاوض التقنية التي كانت تُعقد بينهم سابقاً اجتماعات تنسيقية بشكل دوري.

غاب الاتصال بالكامل بين  واشنطن وموسكو خلال الأسابيع التي أعقبت إعلان الرئيس ترامب عن مهلة الخمسين يومًا، وهي فترة القطيعة التي يرى القادة الجمهوريون أنها عززت قناعة فريق الرئيس بأن الجانب الروسي لا يملك أي نية حقيقية لإحداث تقدم في موقفه المتشبث بمسار الحرب وبطموحاته الإستراتيجية في أوكرانيا.

وتشير المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"إلى أن هذه الخيبة في المساعي الدبلوماسية عمّقت الشعور الأمريكي داخل الكونغرس بضرورة التحرك السريع، إذ باتت المرحلة الحالية تتطلب خطوات حاسمة وواضحة.

وبات من الضروري، من وجهة النظر الأمريكية، إيصال رسالة صارمة إلى موسكو مفادها أن العرض الأمريكي لإنهاء الحرب لم يكن سوى تعبير عن رغبة جدية في تسريع إنهاء النزاع، وتفادي تصعيد إضافي قد يُغرق العالم في مزيد من الصراعات، إضافة إلى تمكين الأوكرانيين من التركيز على مرحلة إعادة الإعمار التي تفرضها سنوات الحرب القاسية.

هذا الشعور الجديد في أروقة الكونغرس هو ما دفع كبار المشرعين الجمهوريين إلى الوقوف خلف الرئيس ترامب وتقديم الدعم الكافي له في تبنّي نهج أكثر تشددًا تجاه موسكو.

مهلة لا تغير شيئًا

يقول القادة الجمهوريون إن المهلة الأصلية التي منحها الرئيس ترامب للكرملين لم تُحدث تغييرًا ملموسًا على الأرض، سواء في وتيرة السلوك الروسي أو في نوعيته داخل أوكرانيا؛ ما دفع فريق الرئيس إلى الاستنتاج بأن موسكو لا تأخذ على محمل الجد الغضب المتصاعد في واشنطن إزاء سلوكها العسكري اليومي.

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون خلال التدريبات العسكرية

قصف روسي على معسكر تدريب يودي بحياة 3 جنود أوكرانيين

ويشير هؤلاء القادة إلى أن الروس، خلال تلك الفترة، كان من المفترض أن يظهروا مؤشرات واضحة على حسن النية وعلى الرؤية التي يتبنونها لنهاية هذه الحرب.

وفقًا لتقديراتهم، فإن مستوى الاتصالات الذي تم خلال الأسابيع القليلة الماضية كان كافيًا لتقديم خطوات عملية تعكس صدقية المساعي الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب، لكن العكس هو ما حدث.

وبحسب القادة الجمهوريين، فقد بدا وكأن الطرف الوحيد الفاعل في هذه المفاوضات هو الولايات المتحدة، التي كانت مطالبة في كل جولة جديدة بإبداء المزيد من حسن النية تجاه موسكو، في حين لم يُظهر الروس أي تنازل يُذكر، بل سعوا إلى استغلال التطمينات الأمريكية لتعزيز وجودهم الميداني في الأراضي الأوكرانية.

وكشفوا أن هذا التقييم النهائي، الذي توصّل إليه كل من فريق مستشاري الأمن القومي للرئيس ترامب وعدد من المشرعين في الكونغرس، هو ما رسّخ قناعة لدى الرئيس نفسه بأن الاستمرار في منح المزيد من الوقت على أمل تغيّر الموقف الروسي لن يكون سوى مضيعة للوقت.

وبناءً على ذلك، تبلورت داخل الإدارة قناعة بضرورة الانتقال إلى المرحلة التالية بوتيرة أسرع، وهو ما دفع الرئيس ترامب إلى طرح فكرة تقليص مهلة الخمسين يومًا، في وقت بات فيه الموقف الأمريكي أكثر انسجامًا وتماسكًا بين قيادات الحزبين  الجمهوري والديمقراطي، سواء في ما يخص التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو في ما يتعلق بمسار الحرب في أوكرانيا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC