logo
العالم

جزر اصطناعية.. ميزان قوة فيتنامي يوازن نفوذ بكين في المياه المتنازع عليها

موقع "بارك كندا ريف" الفيتنامي في بحر الصين الجنوبي.المصدر: ديفينس نيوز

كشف تقرير حديث أن فيتنام أوشكت عمليًا على إكمال أعمال بناء شبكة من الجزر الاصطناعية المسلحة في بحر الصين الجنوبي، في خطوة تعكس انتقال هانوي من الاكتفاء بإدارة النزاع إلى إعادة صياغة ميزان القوة داخل واحدة من أكثر المناطق البحرية توترًا في العالم. 

أخبار ذات علاقة

مسؤولون عسكريون في افتتاح معرض فيتنام الدولي للدفاع بهانوي، ديسمبر 2024.

أجلت صفقات أسلحة أمريكية.. فيتنام "تتلاعب" بالميزان العسكري بين موسكو وواشنطن

وبحسب "ديفينس نيوز"، فإن ما كان في السابق شعابًا منخفضة وصخورًا مغمورة، تحوّل إلى نقاط عسكرية ثابتة تُستخدم لتعزيز الدفاعات ومواجهة الهيمنة الصينية المتنامية، دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.

من جهته، صرح الأستاذ في مركز آسيا والمحيط الهادئ للدراسات الأمنية في هونولولو، ألكسندر فوفينغ، أن "بحر الصين الجنوبي، يمثل شريانًا اقتصاديًا وأمنيًا حيويًا لفيتنام وهويتها الوطنية، حيث تمر عبره نحو 90% من صادراتها إلى العالم"؛ ما جعله قضية لا يمكن فصلها عن الأمن القومي أو الذاكرة التاريخية للبلاد، في مواجهة ما تعتبره تهديدًا صينيًا مباشرًا.

أخبار ذات علاقة

تطوير ساند كاي

سباق الجزر الاصطناعية.. فيتنام تتحدى هيمنة الصين في "بحر النزاعات"

ووفق تقديرات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن مساحة الأراضي الاصطناعية التي أنشأتها فيتنام بلغت نحو 70% من تلك التي بنتها الصين في المنطقة، في مؤشر واضح على اقترابها من مضاهاة النطاق الصيني، وربَّما تجاوزه من حيث الحجم، وإن ظل التفوق العسكري النوعي يصب في مصلحة بكين.

من جانبه، قال مدير مبادرة الشفافية البحرية الآسيوية، غريغوري بولينغ، إن "اقتراب هانوي من مستوى بكين في استصلاح الأراضي له أهمية رمزية، لكن فيتنام ستظل متفوقة في البحر".

وأضاف "غير أن أيًّا من ذلك لا يعني أن فيتنام قادرة بالفعل على بسط نفوذها بنفس الطريقة التي تستطيع بها الصين، كما أنه لا يعني أن فيتنام عدوانية".

وقال بولينغ إن "هانوي ستسعى على الأرجح إلى مجاراة قدرة بكين على نشر خفر السواحل والطائرات في الجزر وتحسين جمع المعلومات الاستخباراتية".

ويرى المحللون أن الفارق الجوهري بين التحركات الصينية والفيتنامية لا يكمن فقط في البنية التحتية، بل في نمط الاستخدام؛ فبينما تُتهم الصين باستخدام جزرها لفرض السيطرة اليومية عبر الاحتكاك بالسفن الأجنبية، فإن تحركات القوات الفيتنامية المتمركزة على الجزر لم تُسجّل أي حالات لشن أعمال عدائية؛ ما يعزز صورة المشروع كأداة ردع دفاعية لا منصة تصعيد.

سياسيًا، يرى مدير مبادرة الشفافية البحرية "سي لايت" في مركز "غورديان كنوت" للابتكار في الأمن القومي بجامعة ستانفورد راي بول أن "هانوي أحاطت برنامجها بدرجة عالية من السرية؛ تفاديًا لاستفزاز الصين أو الظهور بمظهر من يكرر نفس السلوك الذي ينتقده"، وهذا النهج الهادئ تزامن مع قراءة دقيقة للتوقيت، مستفيدة من انشغال بكين بتصعيدها مع الفلبين؛ ما أتاح لفيتنام استكمال أعمالها دون ردود فعل صينية حادة.

وفي المقابل، تبدو الولايات المتحدة أقل اعتراضًا مما كانت عليه في السابق؛ إذ باتت تنظر إلى تعزيز الوجود الفيتنامي بوصفه عامل توازن يحد من لجوء الصين لاستخدام القوة مستقبلًا، بعدما فشلت الجهود الدولية في وقف عسكرة الجزر عندما بدأت بها الصين قبل أكثر من عقد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC