نشرت الولايات المتحدة غواصتها النووية الموجهة "يو إس إس أوهايو" في بحر الصين الجنوبي، في زيارة إلى الفلبين، الدولة الحليفة ضمن سياق النزاعات الإقليمية مع الصين، حول السيادة البحرية؛ ما يهدد بحدوث مواجهة خفية بين القوتين.
وكشفت "نيوزويك"، أن الغواصة الأمريكية القادرة على إطلاق أكثر من 154 صاروخ توماهوك وصلت إلى "خليج سوبيك" على الساحل الغربي لجزيرة لوزون بالفلبين، في خطوةٍ تهدف إلى الحفاظ على "حرية وانفتاح" المنطقة وحماية حلفاء واشنطن.
وبحسب مصادر، فإن الغواصة نفذت تدريبات مشتركة مع قوات المارينز الأمريكية في بحر الفلبين؛ بهدف تقديم "خيارات سريعة ومرنة للقيادة القتالية"، وفق ما أكدت البحرية الأمريكية، وتأتي هذه المناورات ضمن عمليات روتينية في منطقة عمليات الأسطول السابع الأمريكي، الذي يغطي المحيطين الهادئ والهندي.
قبل وصولها إلى الفلبين، ظهرت "يو إس إس أوهايو" في غوام ضمن السلسلة الدفاعية الثانية، وفي أستراليا ضمن خط الدعم في جنوب المحيط الهادئ؛ ما يعكس استراتيجية الانتشار الأمريكي المتقدم لتعزيز الردع البحري أمام القدرات الصينية.
من جانبه، يرى المحلل البحري الأسترالي أليكس لوك، أن القدرات الأمريكية في مجال الغواصات تمثل أبرز تهديد للعمليات البحرية الصينية، مؤكدًا على تأثير هذا التوازن في الاستراتيجية الإقليمية.
ومن جهتها، بذلت البحرية الصينية جهودًا كبيرة لتعزيز قدراتها في الحرب المضادة للغواصات، سواء عبر السفن والطائرات البحرية أم أنظمة المراقبة تحت الماء، مع تركيز خاص ضمن ما يعرف بالسلسلة الدفاعية الأولى؛ ما يعكس استعداد الصين لمواجهة التفوق الأمريكي في المنطقة.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الخطوة تأتي بعد اختبار الصين لأحدث حاملاتها، "سي إن إس فوجيان"، قبالة ساحل مقاطعة هاينان، مع جهود متواصلة لمراقبة الأنشطة البحرية الأمريكية عبر الطائرات البحرية وأنظمة المراقبة تحت الماء في السلسلة الدفاعية الأولى.
ويُشير محللون عسكريون إلى أن قدرات الغواصة الأمريكية تمثل تهديدًا رئيسًا للعمليات البحرية الصينية، فيما يظل التعاون المحتمل مع الجيش الفلبيني وغير ذلك من التدريبات المستقبلية مؤشرًا على استمرار نذير مواجهة خفية بين القوتين في بحر الصين الجنوبي.