توقع تحليل لـ "سي إن إن" ألّا يسفر "تقليل" المهلة التي منحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، "عن أيّ شيء". وقالت الشبكة الإخبارية إن "التصريحات المتقلبة" الصادرة من البيت الأبيض، لا تلقى سوى "السخرية" من الكرملين.
وكان ترامب بعد أن منح موسكو مهلة 50 يوماً للموافقة على اتفاق سلام مع أوكرانيا أو مواجهة عقوبات اقتصادية صارمة جديدة، قلّصها إلى 12 يوماً، في تصريح أدلى به أمس الاثنين، من منتجع الغولف الذي يملكه في تيرنبيري باسكتلندا.
وقالت "سي إن إن" إنه ليس من الواضح لماذا قرر ترامب الانتظار لمدة 10 إلى 12 يوماً أخرى، قبل تنفيذ تهديده بفرض رسوم جمركية عالية على روسيا، وعقوبات ثانوية صارمة على الدول التي تشتري النفط الروسي.
لكن الشبكة الإخبارية الأمريكية، رأت أن "المهلة الجديدة" تعدّ أحدث مؤشر على أن خطاب ترامب المتقلب بشأن حرب أوكرانيا بين إلقاء اللوم على كييف وموسكو في إراقة الدماء المستمرة، يبدو الآن وكأنه اتخذ نبرة أكثر اتساقاً تنتقد الكرملين وسلوك زعيمه القوي بشكل عام.
لكن بعد سنوات من الرفض العنيد للتسوية، فإن "التشويق لا يقتل أحدا"، وفق وصف "سي إن إن"، التي رأت أن الكرملين سيواصل استبعاد إنهاء الحرب في أوكرانيا حتى يحقق أهدافه القصوى، والتي تشمل السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية.
ومن غير المرجح أن يؤدي أي تهديد بفرض المزيد من العقوبات على روسيا، التي تعد بالفعل واحدة من أكثر الدول الخاضعة للعقوبات في العالم، إلى تحويل انتباه الكرملين الذي يبدو عازماً على تحقيق أهدافه بأي ثمن، كما تضيف الشبكة الإخبارية الأمريكية.
وقالت "سي إن إن" إن "مجرد تقديم هذا التهديد لبضعة أسابيع، كما فعل ترامب الآن، من غير المرجح أن يكون له تأثير يذكر على حسابات الكرملين المتشددة، خاصة وأن العقوبات التي هدد بها ترامب يُنظر إليها على نطاق واسع في روسيا على أنها عديمة القوة أو مستحيلة التنفيذ".
ويُنظر إلى تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصادرات الروسية على أنها لا معنى لها تقريباً في بلد لا تتجاوز قيمة التجارة بينه وبين الولايات المتحدة بضعة مليارات من الدولارات سنوياً.
ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية عقابية أو عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي، لكن أكبر مستوردي هذه السلعة هما، بالطبع، الهند والصين، كما أن تركيا زبون رئيس، وكذلك عدد من الدول الأوروبية.
إلا أن "سي إن إن" ترى أن هناك شكوكاً جدية في موسكو بأن ترامب سيُقحم الولايات المتحدة في حرب تجارية عالمية بسبب قضية أوكرانيا.
حتى قبل التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي، كان المقربون من الكرملين يسخرون علانية من الإنذارات التي وجهها ترامب.
"خمسون يوماً! كانت 24 ساعة، ثم 100 يوم. لقد مررنا بكل هذا"، هكذا علّق وزير الخارجية الروسي المخضرم، سيرجي لافروف، ساخراً في وقت سابق من هذا الشهر.
والآن، أثارت المهلة الزمنية الأخيرة الممتدة من 10 إلى 12 يوماً ردود فعل أقوى.
وكتب سيرجي ماركوف، المحلل السياسي الروسي البارز، على تيليغرام: "إن الرد الروسي الفعلي على إنذار ترامب سيكون هو نفسه الذي كان عليه خلال الخمسمئة عام الماضية لجميع الإنذارات".
وأضاف "اذهب بعيداً! اذهب إلى الجحيم".
