كشف تقرير حديث أن تركيا تسعى لإعادة منظومات صواريخ "إس-400" الروسية إلى موسكو، في محاولة لكسب ود الولايات المتحدة ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع الدفاع التركي؛ ما قد يعيد رسم خطوط التوازن الاستراتيجي بين الشرق والغرب.
وبحسب "بلومبيرغ"، فإن أنقرة تأمل في أن تؤدي إعادة نظام الدفاع الجوي إلى استعادة ضبط العلاقات مع واشنطن ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاعها الدفاعي، وبينما تبدو الخطوة للوهلة الأولى مجرد تسوية عسكرية، لكنها تحمل في طياتها أبعاداً سياسية ودبلوماسية معقدة، تعكس براعة أنقرة في المناورة بين قوتين عظيمتين.
من جهته، طرح أردوغان الفكرة خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تركمانستان؛ سعياً لإيجاد صيغة لإرجاع المنظومات أو استرداد جزء من ثمنها، ربَّما عن طريق خصمها من مشتريات تركيا من النفط والغاز الروسي، وفي الوقت نفسه، تهدف أنقرة من هذه الخطوة إلى إعادة الاندماج في برنامج طائرات "إف-35" الأمريكي ورفع العقوبات التي أعاقت وصول التكنولوجيا العسكرية الغربية إليها منذ قرار شراء الصواريخ في 2017.
وكشفت مصادر أن المنظومات الروسية لم تُفعل في تركيا منذ وصولها، وهو ما أعطى أنقرة هامشاً للتفاوض دون المساس بالأمن الفعلي.
وأشار خبراء إلى أن التخلي الرمزي عن "إس-400" قد يكون أكثر قيمة دبلوماسية من المليارات التي أنفقتها تركيا على المنظومات؛ إذ يتيح لها إعادة التوازن في علاقتها مع واشنطن واستعادة دورها القيادي داخل الناتو.
ويعتقد مراقبون أن تركيا تحاول تنفيذ لعبة توازن دقيقة، محافظة على علاقاتها مع موسكو وفي الوقت الذي تسعى فيه لتأمين مصالحها في الغرب؛ ما يجعل هذه المنظومات ورقة دبلوماسية دقيقة تستخدمها أنقرة لتعزيز نفوذها واستعادة ثقة شركائها الغربيين، دون فتح صراع مباشر مع روسيا، ما يحوّل المنظومة الروسية إلى أداة لتعزيز موقعه الاستراتيجي الدولي.