كشف تقرير حديث أن محادثات تركيا مع الولايات المتحدة حول إمكانية العودة إلى برنامج مقاتلات "إف-35"، بعد 5 سنوات من استبعادها وفرض عقوبات أمريكية على خلفية شرائها منظومة الدفاع الروسية "إس-400"، تصطدم بجدار روسي؛ ما يجعل القرار العسكري والسياسي التركي اختبارًا دقيقًا بين الحفاظ على سيادتها الدفاعية ومراعاة مصالح الناتو.
وبحسب "كاثيمريني" اليونانية، فإن المعضلة الاستراتيجية التي تواجه أنقرة واضحة: لا يمكنها العودة إلى برنامج "إف-35" طالما ظلت محتفظة بمنظومة "إس-400".
من جهته وصف السفير الأمريكي لدى تركيا، توم باراك، المفاوضات الجارية حاليًا بأنها الأكثر إيجابية خلال العقد الماضي، مشيرًا إلى أن الطرفين يسعيان لإيجاد حل وسط يلبي متطلبات الأمن المشترك، مع احتمال تحقيق إنجاز في الأشهر المقبلة.
من جانبه أعرب وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن تفاؤله بإزالة العقوبات الأمريكية قريبًا، لكنه لم يتخلَّ عن موقف بلاده تجاه منظومة "إس-400"؛ ما يعكس صعوبة التوفيق بين التزامات أنقرة الدفاعية الوطنية ومتطلبات الناتو.
ولطالما رفضت تركيا الادعاءات بأن "إس-400" ستهدد حلف الناتو، مؤكدةً أن المنظومة الروسية لن تُدمج في برنامج الحلف، كما رفض المسؤولون الأتراك مرارًا فكرة التراجع عن قرارهم بامتلاك هذه المنظومة مقابل العودة إلى برنامج "إف-35".
ويعتقد محللون أن عودة تركيا إلى برنامج "إف-35" لن تكون مجرد صفقة شراء، بل اختبارا استراتيجيا لقدرة أنقرة على الموازنة بين التكنولوجيا العسكرية الغربية ومصالحها الدفاعية الذاتية، في ظل تداخل معقد بين التحديات الأمنية والسياسية.