يسابق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الزمن قبل انقضاء المهلة التي منحها له نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، لكسب أكبر قدر ممكن من الأراضي الأوكرانية.
وألمح ترامب يوم الجمعة، إلى إمكانية فرض عقوبات "ثانوية" على روسيا قبل الموعد النهائي الذي تبلغ مدته سبعة أسابيع، والذي قوبل بانتقادات غربية كونه يمنح بوتين "قدراً كبيراً من الحرية في مواصلة هجومه الصيفي".
ووفق تقرير لمجلة "نيوزويك"، فإن القوات الروسية لا تُظهر أي علامات على تخفيف جهودها للسيطرة على مركز لوجستي في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
ولم تتراجع روسيا عن هجماتها الصاروخية وطائرات دون طيار على أوكرانيا، كما لم توقف تقدمها في ساحة المعركة، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان ترامب قد أعطى بوتين مهلة سبعة أسابيع لمواصلة الهجوم الصيفي.
ووفق معهد دراسة الحرب، فقد سيطرت القوات الروسية على الأرجح على نوفويكونوميشني، شمال شرقي بوكروفسك، في محاولة لتطويق المركز اللوجستي في منطقة دونيتسك، الأمر الذي قد يسمح لها بالتقدم غرباً نحو دنيبرو.
وقالت المؤسسة البحثية إن القوات الروسية تقدمت أيضاً إلى الشمال الغربي من كوبيانسك في منطقة خاركيف أيضاً، بهدف تطويق المدينة وتعقيد قدرة أوكرانيا على توفير المواقع هناك.
وتوقع يوري بويتشكو، الرئيس التنفيذي لمنظمة "أمل من أجل أوكرانيا"، أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون صعبة للغاية على كييف، إذ سيبذل بوتين قصارى جهده لتحقيق مكاسب قبل سبتمبر. وقال: "يهاجم الروس أهدافاً مدنية بكثافة لم نشهدها منذ بداية الحرب".
أما نائب الأدميرال الأمريكي المتقاعد روبرت موريت، فرأى أن هناك "أدلة ضئيلة" على أن بوتين عدّل مطالبه القصوى، المتعلقة بالأراضي الأوكرانية، ونزع السلاح، وغياب الضمانات الأمنية، منذ إعلان ترامب.
في مقابل الضغط العسكري، لا تُبدي روسيا وأسواقها المالية أي قلق بشأن الجدول الزمني الممتد لخمسين يوماً للعقوبات الأمريكية الإضافية، حسبما قال موريت، نائب مدير معهد السياسة الأمنية والقانون في جامعة سيراكيوز.
وأضاف موريت أنه على الرغم من إعلان الولايات المتحدة عن إرسال أسلحة إضافية إلى أوكرانيا عبر حلفائها الأوروبيين في الغالب، فإن الكرملين لا يزال مقتنعاً بأن الظروف على الأرض تعمل لصالحه، ولا يهتم حتى بوقف إطلاق النار، بغض النظر عن رغبة كييف في ذلك.
وشهدت الجولة الثالثة من محادثات السلام الأوكرانية الروسية، التي عُقدت في إسطنبول في 23 يوليو/تموز، رفض موسكو مجدداً وقف إطلاق النار الكامل. واقترحت أوكرانيا عقد قمة بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي وبوتين قبل نهاية أغسطس/آب، وهو ما لم يقبله الكرملين بعد.
وقال أوريليان كولسون، المدير الأكاديمي المشارك لمعهد إيسيك للجيوسياسة والأعمال، لمجلة "نيوزويك" إن ترامب أعطى بوتين الضوء الأخضر لمواصلة شن الحرب في أوكرانيا لمدة 50 يومًا أخرى.
وسبق لترامب أن هدد روسيا بفرض عقوبات أو رسوم جمركية إذا لم يُنهِ بوتين حرب أوكرانيا. وأضاف كولسن: "تجاهله بوتين في كل مرة، ولم يُحرك ترامب ساكناً في كل مرة. هناك نمط مُتكرر هنا، وسيتكرر".
وذكر بوشان دوت، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال، أنه بالنظر إلى تعهدات ترامب السابقة بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، فإن "هذه المواعيد النهائية ليست قابلة للتغيير فحسب، بل إنها غير موثوقة إلى حد كبير أيضاً".