قال مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، إيفان يواس، إن أوكرانيا تخوض "حربًا وجودية" لا يمكن التراجع عنها، رغم الخسائر المستمرة التي أقر بها الرئيس فلودومير زيلينسكي مؤخرًا.
وأوضح يواس في حوار خاص مع "إرم نيوز" أن رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف الناتو تأتي في ظل استمرار التهديدات الروسية، تمامًا كما فعلت دول أخرى كفنلندا والسويد، معتبرًا أن موسكو لا تزال تتعامل بعقلية الحرب الباردة.
وأضاف أن ما يُعرف بـ"الثالوث النووي" الروسي هو مجرد أداة للترهيب في إطار حرب نفسية يشنها الكرملين، مستبعدا أن تقدم موسكو على تصعيد نووي حقيقي خشية غضب الصين والهند.
وحذر يواس من تنامي دور الحرب الرقمية، بعد اتهامات موسكو باستخدام أوكرانيا لتطبيقات التواصل في تنفيذ هجمات.
وإلى نص الحوار..
الخسائر هي واقع لا مفر منه في أي حرب، والخسائر المستمرة هي الواقع القاسي في الحروب الشاملة. ونظرًا لأن هذه الحرب وجودية بالنسبة لأوكرانيا، حيث يتوقف عليها بقاء الدولة، فإن أوكرانيا مستعدة لمواصلة القتال.
استنادًا إلى خطابات ترامب، لم تعد الولايات المتحدة تُعتبر حليفًا موثوقًا بالكامل، ومع ذلك، نظرًا لتقلب تصريحاته، من السابق لأوانه استبعاد الولايات المتحدة من قائمة شركاء أوكرانيا، وفي المقابل، لا تزال الدول الأوروبية الكبرى وتركيا تقف إلى جانب أوكرانيا.
رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو - تمامًا كما فعلت فنلندا والسويد في عام 2022 - تنبع من التهديد الدائم الذي تمثله روسيا، فموسكو لا تزال تعيش في عقلية الحرب الباردة، وتعتبر الناتو خصمًا لها، كما أن طموحات روسيا الإمبراطورية تعتمد على أوكرانيا، ودونها لا يمكن لروسيا أن تُعد إمبراطورية.
تمتلك روسيا ثالوثًا نوويًا يتمثل في صواريخ تُطلق من الأرض، وطائرات قادرة على حمل رؤوس نووية، وغواصات مزودة بصواريخ نووية، وهذا يمنح الكرملين القدرة على توجيه ضربات نووية عبر جميع المجالات التقليدية الثلاثة.
يُحب بوتين إطلاق التهديدات باستمرار لترهيب الولايات المتحدة وأوروبا. هذه التصريحات ما هي إلا جزء من حرب نفسية معتادة، وهو تخويف متكرر ومتعمد.
على الرغم من خطابها النووي، من غير الراجح أن تُقدم روسيا على تصعيد نووي، فمثل هذه الخطوة ستُغضب الصين والهند، وهما دولتان لا ترغب روسيا في الدخول في خلاف معهما.
لقد أعادت الحرب الروسية على أوكرانيا تعريف مفاهيم الحرب الحديثة، وعلى الرغم من أن الحرب الرقمية قد لا تكون أكثر تدميرًا من الحرب التقليدية، فإنها أصبحت عنصرًا حيويًا ومتطورًا في ساحة المعركة.
خصصت وزارة الدفاع الأمريكية 300 مليون دولار كمساعدات لأوكرانيا في ميزانية عام 2025، ورغم استمرار بعض أشكال الدعم تحت بنود أخرى، فإن هذا الرقم المنخفض يعد إشارة غير مريحة.
بدأت روسيا حربها الشاملة قبل أكثر من 4 سنوات، ولا تزال تشن هجماتها ليل نهار وفق خطة واضحة، وهذه الخطة هي السيناريو الوحيد الذي لا تنوي روسيا الانحراف عنه.