logo
العالم

تحول تاريخي.. هل تدخل اليابان مرحلة جديدة تحت قيادة "المرأة الحديدية"؟

رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشيالمصدر: رويترز

في تحول تاريخي وغير مسبوق في اليابان، وصلت ساناي تاكايتشي إلى رئاسة الحكومة لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.  

أخبار ذات علاقة

رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساني تاكايتشي

تاكايتشي.. من "تلميذة آبي" إلى سيدة اليابان الأولى

هذا الحدث، رغم رمزيته، لا يعني بالضرورة بداية مرحلة جديدة في مسار المساواة بين الجنسين، إذ تعرف تاكايتشي بمواقفها المحافظة وتمسكها الصارم بالتقاليد الوطنية، إلى جانب نهجها الصلب في القضايا الاقتصادية والأمنية.

امرأة في سدة الحكم

وشهدت اليابان يوم الثلاثاء حدثًا سياسياً مفصليًا حين اختار البرلمان ساناي تاكايتشي، البالغة من العمر 64 عاماً، لتولي رئاسة الحكومة خلفاً لشيجيرو إيشيبا

بهذا التعيين، أصبحت تاكايتشي أول امرأة تقود السلطة التنفيذية في بلد لطالما احتفظ بمشهد سياسي يهيمن عليه الرجال، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وفور تسلمها مهامها، أعلنت عن إطلاق "برنامج اقتصادي شامل" لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار، مؤكدة أن تحسين الوضع المعيشي للمواطنين سيكون أولويتها القصوى.

تحالف هش

تأتي تاكايتشي إلى الحكم في وقت يمر فيه الائتلاف الحاكم بأزمة بعد انسحاب الحزب الوسطي "كوميتو" من التحالف القائم منذ العام 1999، على خلفية فضيحة مالية هزت حزبها، الحزب الليبرالي الديمقراطي المحافظ. 

أخبار ذات علاقة

رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساني تاكايتشي

تاكايتشي تصنع التاريخ.. أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في اليابان (فيديو)

وقد تمكنت تاكايتشي من تأمين أغلبيتها عبر تحالف محدود مع "حزب الابتكار الياباني" ذي التوجه الإصلاحي الوسطي، وهو اتفاق وصفه المراقبون بالهش وقصير الأمد. 

ويرى الخبراء أن بقاءها في المنصب يعتمد على مدى قدرة هذا التحالف على الصمود في وجه التحديات التشريعية والضغوط الاقتصادية.

رؤية محافظة

تعرف ساناي تاكايتشي بميولها القومية المحافظة، وبإعجابها العلني بالزعيمة البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر. وهي تدعو إلى تقوية الاقتصاد عبر زيادة الإنفاق العام وتحديث البنية الإنتاجية، مع تعزيز ميزانية الدفاع وتحجيم الهجرة. كما أعلنت نيتها إعادة "بناء اليابان لتكون دولة تتحمل مسؤولياتها تجاه الأجيال القادمة".

في المقابل، يثير موقفها من قضايا المساواة بين الجنسين جدلاً واسعاً، إذ تعارض تعديل القوانين التي تمنح الأزواج حرية الاحتفاظ بأسمائهم المنفصلة بعد الزواج، وتؤيد قصر وراثة العرش الإمبراطوري على الذكور.

علاقات خارجية دقيقة

على الصعيد الدولي، ستواجه تاكايتشي تحدياً كبيراً مع الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى طوكيو، حيث ينتظر أن تبحث معه ملفات الأمن الإقليمي والعلاقات الاقتصادية، خصوصاً الاتفاقات الاستثمارية التي تصل قيمتها إلى نحو 550 مليار دولار. 

كما تطمح إلى تعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، مع تقليص اعتماد بلادها على الطاقة الروسية. 

أخبار ذات علاقة

رئيسة الحزب الحاكم الياباني ساناي تاكايتشي

بين واشنطن وبكين.. تاكايتشي تدفع اليابان نحو سياسة أكثر صداماً

وفيما يخص الصين، ورغم تصريحاتها السابقة التي وصفت بكين بأنها "تهديد أمني"، فقد اعتمدت مؤخرًا خطابًا أكثر هدوءاً، وامتنعت عن زيارة ضريح "ياسوكوني" المثير للجدل، في إشارة إلى رغبتها في تجنب التوتر مع الجيران الآسيويين.

بين الأمل والشك

رغم مواقفها الصارمة، يرى بعض اليابانيين في صعود ساناي تاكايتشي بارقة أمل لتقدم النساء في الحياة السياسية، بينما يشكك آخرون في قدرتها على إحداث تغيير حقيقي في بنية المجتمع المحافظ.

وفي مسقط رأسها "نارا"، عبّر السكان عن فخرهم بها، مؤكدين أنها "عملت بجد لتصل إلى القمة"، لكنهم يأملون في أن "تتحلى بالشجاعة الكافية لتقول لا حين يكون ذلك ضرورياً".

بهذا التعيين، تدخل اليابان مرحلة سياسية جديدة تضع على رأس السلطة امرأة تُعرف بانضباطها وحزمها أكثر من انفتاحها، وسط تساؤلات معلقة حول ما إذا كانت تاكايتشي زعيمة ستجدد صورة اليابان داخلياً وخارجياً، أم مجرد استمرار لنهج محافظ في وجه عالم يتغير بسرعة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC