في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف 7 انفجارات ضخمة وقوية، بعد إطلاق سلسلة من صواريخ روسية من طراز "كينجال فرط صوتية".
وفي أعقاب هذه الضربات القوية، قالت روسيا في بيان، إن "الهجمات الصاروخية الروسية بأسلحة دقيقة بعيدة المدى جاءت ردًا على ضربة أوكرانية استهدفت، الأربعاء الماضي، مصنعًا روسيًا واستُخدمت فيها صواريخ غربية".
وتابع البيان: أن الهجمات الصاروخية الروسية استهدفت مركز التحكم التابع لجهاز الاستخبارات الأوكراني "إس بي يو"، وأيضًا مكتب لوتش للدراسات الذي يتخذ كييف مقرًا له، ويتولى تصميم وتصنيع أنظمة صواريخ نبتون. وأشار إلى أن كل هذه الأهداف تمت إصابتها بنجاح، وفقًا لوكالة "رويترز".
من جهته، قال الجيش الأوكراني، إن هجومًا صاروخيًا روسيًا ألحق أضرارًا بمبانٍ سكنية وبنية تحتية في منطقتي سومي ودنيبروبيتروفسك، وإن القوات أسقطت 5 صواريخ باليستية، و40 مسيرة في الهجوم الروسي.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أن روسيا استخدمت 85 طائرة مسيّرة للهجوم على البلاد خلال الليل، مشيرةً إلى أن 40 منها "نماذج مقلّدة" ولم تصل إلى أهدافها، فيما تم إسقاط 45.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف، سيرجي بوبكو، إن الهجوم الذي وقع في ساعة الذروة أدى إلى اندلاع حرائق في عدة مبانٍ وألحق أضرارًا بالعديد من المباني الإدارية.
وكشف رئيس الإدارة العسكرية في كييف أن القوات الروسية استخدمت في الهجوم ثمانية صواريخ، منها صواريخ كينجال فرط صوتية، وصواريخ باليستية من طراز "إسكندر/كيه إن-23".
استمرار التصعيد الغربي
ومع هذه الضربات الروسية، يبقى التساؤل عما إذا كان الهجوم الروسي الأخير على كييف يوسع دائرة الحرب أم لا، وتداعيات هذه الخطوة، وموقف كييف: هل ستوقف ضرباتها على روسيا وتمتنع عن استخدام الأسلحة الغربية مجددًا أم لا؟
وتعليقًا على ذلك، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، بسام البني، إن "توسيع دائرة الحرب بين روسيا وأوكرانيا قائم في ظل استمرار التصعيد الغربي بقيادة الولايات المتحدة".
وأكد البني، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "الحرب ستظل قائمة حتى تحقق أهداف العملية العسكرية الخاصة التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي تفكيك النازيين الجدد في أوكرانيا وتحييد أوكرانيا".
وأوضح المحلل السياسي أن "روسيا تستعد لكل الاحتمالات في حالة توسيع دائرة الصراع لحرب مباشرة مع الغرب، خاصةً أنها أكدت على لسان نائب وزير خارجيتها ألكسندر غروشكو، أن الناتو يستعد للحرب مع روسيا بتدريبات هجومية ونقل معدات عسكرية على الحدود".
وأضاف البني أن "روسيا تسابق الزمن لتحقيق أهداف عمليتها العسكرية باعتبارها أمنًا قوميًا لروسيا لن تتخلى عنه، وأن الخيار النووي هو أحد الأسلحة التي قد تلجأ إليها موسكو في حالة توسيع دائرة الصراع".
ولفت البني إلى أنه مع قدوم ترامب قد تهدأ حدة التصعيد وتبدأ عملية التفاوض، لكن روسيا تستعد لكل السيناريوهات.
تقوية موقف أوكرانيا
ومن جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، إن "التصعيد الحالي مسألة طبيعية ومتوقعة، وهو أن الغرب يريد تقوية موقف أوكرانيا قبل قدوم إدارة الرئيس دونالد ترامب، في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، خاصةً أن ترامب وعد بإنهاء الحرب ووقف المساعدات العسكرية لكييف".
وأشار الرشوان، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن "رد الفعل الروسي هو على قدر التصعيد الذي يمارسه الغرب حاليًا ضد روسيا، فكلما زاد الهجوم الصاروخي الأوكراني رفعت روسيا شدة ضرباتها في أوكرانيا"، متوقعًا أن "تهدأ عاصفة التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا بعد شهر من الآن لبدء عملية التفاوض".
وأوضح رشوان أن "موجة التصعيد الآن قد تستهدف عرقلة روسيا عن تحرير ما تبقى من كورسك الروسية التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، والتي تعتبر الورقة الوحيدة في يد كييف ويمكن أن تمثل لها نقطة قوة في المفاوضات المحتملة مع بداية العام الجديد".