أصدر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تهديدًا جديدًا بشّ حرب تجارية على الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، وحثه على شراء المزيد من النفط والغاز الأمريكيين أو مواجهة "مجموعة من الرسوم الجمركية".
وكتب ترامب على منصته الاجتماعية "تروث سوشال": "لقد أبلغت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال شراء كميات كبيرة من النفط والغاز منا، وإلا فسوف تكون الرسوم الجمركية هي الحل الوحيد".
وبحسب ما نشرته مجلة "بوليتيكو"، لم يتضح على الفور من هو المسؤول الأوروبي الذي "أبلغه" ترامب بهذا الأمر، وما إذا كان قد أبلغ أحدًا بالفعل.
وخاض ترامب، زعيم الحزب الجمهوري، حملته الانتخابية في عام 2024 على أساس تعهد بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10 و20% على جميع الواردات. كما هدد بفرض ضريبة بنسبة 60% على جميع السلع القادمة من الصين.
خلال فترة ولايته الأولى، فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على الألومنيوم؛ ما أشعل حربًا تجارية مع الاتحاد الأوروبي، الذي رد بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية تبلغ قيمتها نحو 6 مليارات دولار.
وطالبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في رسالة تهنئتها لترامب بعد فوره في الانتخابات، بعدم تكرار الخلاف الذي حدث في العام 2018: "إن ملايين الوظائف والمليارات في التجارة والاستثمار على جانبي الأطلسي تعتمد على ديناميكية واستقرار علاقتنا الاقتصادية".
وخلال اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بودابست في الأيام التي أعقبت الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت فون دير لاين للصحفيين إن الاتحاد الأوروبي قد يزيد من مشترياته من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي في محاولة لإرضاء ترامب.
وقالت فون دير لاين "لماذا لا نستبدل الغاز الروسي بالغاز الطبيعي المسال الأمريكي، الذي هو أرخص بالنسبة لنا ويخفض أسعار الطاقة لدينا؟ إنه أمر يمكننا مناقشته، وأيضًا فيما يتعلق بعجزنا التجاري".
لكن سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الولايات المتحدة، جوفيتا نيليوبشين، قالت الشهر الماضي إن الاتحاد مستعد أيضًا للرد، إذا نفذ ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية. وعلقت: "إذا كانت هناك بعض الاحتكاكات الجديدة في التجارة، فسيكون الاتحاد الأوروبي مستعدًا بالفعل للرد عليها".
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، فقد صدّر الاتحاد الأوروبي بضائع بقيمة 576.3 مليار دولار - أي ما يقرب من 20% من إجمالي صادراته - إلى الولايات المتحدة في العام 2023؛ ما يجعل الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد .
