كشفت صحيفة التلغراف البريطانية أن عملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية طالت طائرات تجسس روسية "ثمينة"، من طراز A-50، وهي طائرة أساسية في تنسيق عمل المقاتلات والصواريخ الروسية.
وبحسب الصحيفة، ألحقت أوكرانيا أضرارًا بطائرتين على الأقل من طائرات المراقبة الروسية النادرة من طراز A-50 في هجومها الجريء بطائرات دون طيار على أسطول من القاذفات الاستراتيجية، وفقًا لمعلومات استخباراتية.
وأظهرت لقطات بوضوح إحدى الطائرات الأوكرانية دون طيار وهي تصطدم بقبة رادار طائرة تجسس ضخمة من الحقبة السوفيتية كانت رابضة على ساحة قاعدة جوية.
وفي حين بدا أن طائرة أخرى من طراز A-50، محمية بإطارات مُصطفة بعناية على هيكلها، فقد اصطدمت بطائرة دون طيار موجهة أوكرانيًا، وهبطت مرة أخرى على قبة الرادار الخاصة بها.
وأضافت الصحيفة أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة تسلط الضوء على ما يشبه "لحظة بيرل هاربر" في روسيا، في إشارة إلى الهجوم الياباني المفاجئ الذي جلب الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية.
وبينما لم يكن واضحًا ما إذا كانت طائرات A-50 الروسية قد دُمرت، فحتى إتلافها يُعتبر نصرًا ثمينًا للأوكرانيين.
ويُعتقد أن موسكو لا تمتلك سوى سبع نسخ عاملة من طائرات التجسس، التي تُقدر قيمتها بنحو 235 مليون جنيه إسترليني للواحدة، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وتُعتبر طائرات A-50 بالغة الأهمية لتنظيم الدفاعات الجوية الروسية وتنسيق عمليات الطائرات المقاتلة والقاذفات التي تهاجم أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقطع الفيديو، الذي تبلغ مدته ثلاث دقائق، أظهر صفًا من قاذفات توبوليف تلتهمها النيران بعد ضربات مباشرة من طائرات أوكرانية دون طيار، أُطلقت من حاويات شحن معدلة متوقفة بالقرب من أربع قواعد جوية في عمق روسيا.
وبحسب صور أقمار صناعية مفتوحة المصدر التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز في 2 مايو/أيار، أي قبل شهر تقريبًا من الهجوم الأوكراني، تظهر طائرتان من طراز A-50 متوقفتين جنبًا إلى جنب في قاعدة إيفانوفو سيفيرني الجوية، إحدى القواعد المستهدفة.
وكان واضحًا من اللقطات أنهما نفس طائرتي A-50، حيث كان أحد هياكل الرادار الخاصة بهما مصبوغًا بلون بني، وبدا أن العديد من الطائرات الروسية الأخرى التي استهدفتها الضربات الأوكرانية كانت محاطة أيضًا بدفاعات مؤقتة مماثلة.
وأردفت الصحيفة أنه بينما تم تنسيق عملية "شبكة العنكبوت"، كما أطلقت عليها أوكرانيا، من قبل جهاز الأمن الأوكراني، قال مسؤولون إن حوالي 40 طائرة روسية دُمرت أو تضررت في العملية، التي استغرق التخطيط لها وتنفيذها 18 شهرًا.
وقال مسؤولو استخبارات غربيون إن عددًا أقل من الطائرات الروسية، حوالي 11 طائرة، قد دُمرت أو تضررت على الأرجح في الغارات.
وعلى الرغم من أن مصادر قالت إن الوكالات الغربية تواصل تقييم البيانات الجديدة فور ورودها، وبينما احتفت العواصم الأوروبية بالهجوم المفاجئ باعتباره دليلاً على براعة أوكرانيا، فإن المسؤولين الغربيين قالوا لاحقًا إنه لم يُحدث تغييرًا يُذكر في المشهد على أرض المعركة، حيث تواصل روسيا تحقيق مكاسب طاحنة في شرق أوكرانيا بتكلفة باهظة.
ورجحت الصحيفة، بحسب محللين، أن تُبطئ غارة الطائرات الأوكرانية المُسيّرة هجمات صواريخ كروز الروسية على المدن الأوكرانية من خلال تعطيل ما لا يقل عن اثنتي عشرة طائرة من أسطولها من القاذفات بعيدة المدى.