نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمنيين أمريكيين وأوروبيين قولهم، اليوم الثلاثاء، إن خسائر روسيا جراء الضربة الأوكرانية الأخيرة في العمق الروسي بلغت نحو 20 طائرة استراتيجية ربما دمرت أو تضررت بشدة.
وقال المسؤولون الأمنيون للصحيفة، إن خسائر روسيا تضمنت كذلك 6 قاذفات استراتيجية بعيدة المدى إضافة إلى 4 قاذفات من طراز (Tu-22M).
وكانت أوكرانيا أعلنت استخدام 117 طائرة مسيرة في الهجمات على روسيا، وتدمير أو إتلاف 41 طائرة روسية.
وتمكنت صحيفة "نيويورك تايمز" من التحقق من إصابة 4 قاذفات استراتيجية من طراز (TU-95) وطائرة شحن من طراز "أنتونوف".
وأوضحت الصحيفة أنه "رغم أن الحجم الكامل للأضرار غير معروف، فإن الهجوم، الذي أطلق عليه عملية (شبكة العنكبوت)، أظهر قدرة أوكرانيا على التكيف والتطور في مواجهة جيش أكبر بموارد أكبر".
في المقابل، زعم مدونون عسكريون روس أن تقديرات الأضرار الأوكرانية مبالغ فيها. وقدّر أحدهم عدد الطائرات الروسية المتضررة بـ 13 طائرة، بما في ذلك ما يصل إلى 12 قاذفة استراتيجية.
وذكرت الصحيفة أنه "بعد الهجمات، كانت هناك دعوات عبر وسائل الإعلام الروسية للرد السريع، واستعد الأوكرانيون للانتقام حتى وهم يحتفلون بعملية منحت أمتهم المحاصرة دفعة معنوية كانت في أمس الحاجة إليها".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، في بيان لها، أن "نظام كييف شن هجمات بطائرات مسيرة موجهة من طراز (FPV) على مطارات في مقاطعات مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وآمور".
في الإطار ذاته، قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة "نيويورك تايمز" إنهم يتوقعون أن تشن روسيا هجومًا انتقاميًّا كبيرًا على أوكرانيا ردًّا على الهجوم الأوكراني الأخير، الذي أظهر قدرة كييف على ضرب أي مكان تقريبًا في روسيا.
من جهتهم، قال مسؤولون أمريكيون للصحيفة، إن كييف لم تبلغ واشنطن مسبقًا بأن قوات تابعة لجهاز الأمن الأوكراني تخطط للهجوم.
وقال العقيد ماركوس رايزنر، المؤرخ والضابط في القوات المسلحة النمساوية، إن "أفضل التقديرات الغربية تشير إلى أن روسيا كانت تمتلك ما يزيد قليلاً على 60 طائرة من طراز (Tu-95) قيد التشغيل ونحو 20 قاذفة من طراز (Tu-160)، مضيفًا: "سيكون تعويض الخسائر أمرًا صعبًا للغاية".
وقال جاستن برونك، الباحث الرئيس في شؤون القوة الجوية والتكنولوجيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "هذا نجاح مذهل لأجهزة الاستخبارات الأوكرانية".
وأضاف: "إذا تم تأكيد حتى نصف الادعاء الإجمالي بتدمير أو إلحاق أضرار بـ41 طائرة، فسيكون لذلك تأثير كبير في قدرة قوات الطيران الروسي بعيد المدى على مواصلة شنّ ضربات منتظمة وواسعة النطاق بصواريخ كروز ضد المدن والبنية التحتية الأوكرانية، مع الاستمرار في تنفيذ دوريات الردع النووي والإشارات الاستراتيجية ضد الناتو واليابان".
بدوره، قال ميك رايان، وهو جنرال أسترالي متقاعد وزميل في معهد "لوي" البحثي في سيدني، إن "انتشار الطائرات دون طيار وأجهزة الاستشعار مفتوحة المصدر وأنظمة القيادة والتحكم الرقمية، يعني أن الضربات بعيدة المدى أصبحت الآن سلعة متاحة لكل دولة قومية تقريبًا، ولجهات فاعلة غير حكومية، مع بضعة ملايين من الدولارات والرغبة في التواصل وضرب خصمهم".
رغم ذلك، حذّر رايان ومحللون آخرون من أنه "رغم طبيعة الهجمات، فمن غير المرجح أن تؤدي إلى تغيير الحسابات السياسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الذي لا يزال عازمًا على تحقيق أهدافه الحربية".