ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

بوسائل تقليدية.. تفاصيل جديدة عن عملية تسلل "شبكة العنكبوت" إلى روسيا

بوسائل تقليدية..  تفاصيل جديدة عن عملية تسلل "شبكة العنكبوت" إلى روسيا
وحدة من القوات الخاصة الأوكرانية تجهز طائرة بدون طيارالمصدر: منصة إكس
04 يونيو 2025، 7:50 ص

كشف تحليل لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن أوكرانيا جمعت بين التكنولوجيا المحلية وفن الخداع التقليدي في هجوم "شبكة العنكبوت" النوعيّ والذي تم بسرية تامة في معظم مراحل التحضير التي استغرقت نحو 18 شهرًا.

وكان خريف 2023 بداية التحضير للهجوم برسالة وجّهها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى رئيس جهاز الأمن، فاسيل ماليوك، لردع سلاح الجو الروسي الذي يقصف محطات الطاقة والمدن الأوكرانية بالصواريخ.

أخبار ذات علاقة

جندي أوكراني يطلق طائرة مسيرة

بعد "شبكة العنكبوت".. بريطانيا ستمنح أوكرانيا مئات آلاف المسيرات

وبحسب "وول ستريت جورنال" فقد كانت المهمة شاقة بالنظر إلى بُعد المسافة التي تتمكرز بها القاذفات الاستراتيجية التي أطلقت العديد من أقوى الصواريخ الروسية من مواقع بعيدة عن مدى أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، والتي تقدّر بـ 3000 ميل.

ولفتت الصحيفة إلى أن ماليوك وفريقه توصلوا إلى الحل "الذي صدم العالم"، إذ تم تهريب أجزاء طائرات مسيرة أوكرانية إلى روسيا ومن ثم تجميعها في موقع سري، واستخدم عملاء جهاز الأمن داخل روسيا سائقي شاحنات غير مدركين لإيصال نسخة حديثة من برنامج "حصان طروادة" بإخفاء الطائرات المسيرة في أسقف حاويات خشبية. 

خرائط هجوم شبكة العنكبوت

ووفقًا لوسائل إعلام روسية، قال سائقو الشاحنات للسلطات الروسية: إنه لم يتم إخبارهم بمحتويات الحاويات، وتلقّوا تعليمات بالتوقف في محطات الوقود أو استراحات الطرق القريبة من المطارات.

ويوم الأحد، انفتحت الأسقف، التي تُفعَّل عن بُعد، على شاحنات بالقرب من القواعد الجوية الروسية، مطلقة عشرات الطائرات المسيرة، ظهَرَ أكثر من 100 طائرة رباعية المراوح، طائرات مسيرة صغيرة دوارة، وانطلقت نحو أهدافها، وهبط بعضها وسط دخان متصاعد من طائرات متضررة.

خبرة ماليوك

وأظهر تحليل "وول ستريت جورنال" لتصريحات رسمية أوكرانية، إضافة إلى صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية، وروايات لأشخاصٍ مطلعين على العملية، وصور ومقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، كيف تكشّفت عملية مُخطط لها بدقة، جمعت بين التكنولوجيا المحلية وفن الخداع التقليدي.

ويأتي نجاح العملية، لما يتمتع به ماليوك ووكالته من خبرة واسعة في ضرب الأهداف الرئيسة، بدءًا من استخدام شاحنة مفخخة لتدمير جسر كيرتش بين البر الرئيس الروسي وشبه جزيرة القرم، إلى الاغتيالات على الأراضي الروسية، بما في ذلك قتل جنرال روسي بدراجة نارية متفجرة، إضافة إلى قنبلة مخبأة في تمثال صغير لقتل مدوِّن حربٍ بارز.

وكان زيلينسكي كشف أن عملاء المخابرات الأوكرانية في روسيا أقاموا قاعدة تحت أنظار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB). وفتشت سلطات إنفاذ القانون الروسية مستودعًا خرسانيًّا يوم الأحد في تشيليابينسك، وهي مدينة صناعية في جبال الأورال، على بُعد نحو 900 ميل شرق موسكو، وعلى بُعد أميال قليلة من مقر جهاز الأمن الفيدرالي المحلي، وفقًا لوسائل إعلام روسية.

وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية، أن منسق موسيقى أوكراني كان يعيش في روسيا وانتقل مؤخرًا إلى المدينة العام الماضي، هو أحد المسؤولين عن الخدمات اللوجستية وراء هجوم الطائرات المسيرة، حيث اشترى الشاحنات التي ستحمل الطائرات المسيرة ونسَّق عمل السائقين. ولم يستجب لطلبات التعليق.

وكان لا بدَّ من تهريب بعض المواد التي استخدمها جهاز الأمن الأوكراني في العملية عبر حدود خاضعة لرقابة مشددة، بما في ذلك الأجزاء التي ستُجمع في النهاية في الطائرات المسيرة الهجومية.

صورة أصدرها جهاز الأمن الأوكراني تظهر طائرات بدون طيار

صرح مسؤول أوكراني في مجال إنفاذ القانون، بأن الطائرات المسيرة المستخدمة كانت طائرات رباعية المراوح تُسمى "أوسا"، من إنتاج شركة "فيرست كونتاكت" الأوكرانية. هذه الطائرات، التي يبلغ طولها تقريبًا طول ذراع رجل، مصنوعة في أوكرانيا، ويمكنها حمل حمولة تزيد قليلاً على 7 أرطال، والطيران بسرعة قصوى تزيد قليلًا على 90 ميلًا في الساعة، وفقًا لموقع الشركة المصنعة.

رفض فاليري بوروفيك، مؤسس "فيرست كونتاكت"، التعليق على ما إذا كانت الطائرات المسيرة استُخدمت في العملية، لكنه قال إنها مُصنّعة لعمليات خاصة مُعقدة.

لـ"أوسا"، وهي كلمة أوكرانية تعني "الدبور"، عدة بدائل للتحكم بها، أحدها هو القدرة على الاتصال بشبكات الهاتف المحمول، التي تُغلقها روسيا عندما تتوقع ضربة قادمة، لكنها تبقى عاملة عند وجود عنصر المفاجأة، كما حدث في عملية يوم الأحد.

قال بوروفيك، إن التحضير الدقيق لجهاز الأمن الأوكراني قبل الضربة كان سيُمكّن مُشغّلي الطائرات المسيّرة من أداء عملهم بكفاءة. وأضاف أن الجزء المتعلق بالضربة كان بمثابة الكرزة التي تُزيّن الكعكة.

وأضاف بوروفيك "لكن هذه الكعكة، جهّزوها، وطبخوها، ووضعوها في صندوق، وزيّنوها - لنُكمل الاستعارة - وكل هذا تم بعناية فائقة وتفصيل".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC